الوطن اليوم / غزة
بعد مرور 48 ساعة على القرار المصريّ بالإعلان عن الجناح العسكريّ في حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) منظمة إرهابيّة، أكّد مصدر أمني إسرائيليّ، وُصف بأنّه رفيع المستوى، في حديث إلى وسائل الإعلام العبرية أمس، على أنّ الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة استأنفت إمداد حركة حماس في قطاع غزة بالأموال، خلال الأشهر الماضية، بهدف تعزيز الجبهة الجنوبيّة مقابل إسرائيل، على حدّ تعبيره.
ونقل موقع (WALLA) الإخباريّ الإسرائيليّ عن المصدر عينه قوله، إنّه الأشهر التي أعقبت عملية (الجرف الصامد) ضدّ قطاع غزة، الصيف الماضي، شهدت استئناف العلاقات بين إيران وحركة حماس، الأمر الذي أدّى إلى إعادة ضخ الأموال الإيرانية إلى القطاع، وذلك بعد انقطاع دام فترة طويلة.
وساق المصدر الإسرائيليّ قائلاً إنّه لا يتعلّق الأمر بحجم أموال منقولة شبيه بما يأتي إلى القطاع من إمارة قطر، بل بأحجام كبيرة ومهمة، ومن شأنها إلى جانب المساعدة التقنية الإيرانية، أن تعزز وضع حماس مقابل إسرائيل.
وأضاف أنّ هذا التطوّر يجيء في تزامن مع مسعى للجناح العسكري لحركة حماس لإعادة ترميم قدراته التي تضررت خلال الحرب في الصيف الماضي، والجهود المبذولة من قبله، لجمع الأموال من جميع أنحاء العالم، قال المصدر الإسرائيليّ.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح المصدر أنّ من شأن الأموال الإيرانيّة أنْ تساعد حماس في عملية إعادة تسليح جناحها العسكري بوسائل قتالية حديثة ومتطورة، رغم كل الصعوبات التي أوجدها نظام الرئيس المصريّ عبد الفتاح) السيسي.
ولفت المصدر في سياق حديثه إلى أنّ حركة حماس تجد صعوبة في التزود بسلاح متطور ونوعي، ذلك أنّ مصر وسّعت جغرافية المنطقة الأمنية العازلة على طول الحدود مع القطاع في محور فيلادلفيا، وتعمل على نسف الأنفاق في كل يوم، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه حتى في السودان، المحطة الأساسية التي تستخدم لنقل السلاح، باتت أصعب من ذي قبل.
وأشار المصدر الإسرائيليّ أيضًا إلى أنّ الجناح العسكري لحركة حماس بدأ في موازاة المساعدة الإيرانية، بعمليات خاصة لتصنيع الصواريخ، مع ارتفاع في عدد التجارب الصاروخية باتجاه البحر المتوسط. وأردف قائلاً: عادت حركة حماس لتصنيع الصواريخ بأحجام كبيرة جدًا مقارنةً بالماضي، وهم يقومون بتنفيذ تجارب على عدد من الصواريخ المصنعة محليًّا.
وبرأيه، فإنّ هذا الأمر مردّه سببين: الأوّل، يتعلق بالتجربة المطلوبة لذاتها للتأكد من نجاعة التصنيع، والثاني يتعلق بمحاولة لإيجاد ردع في وجه إسرائيل، والإظهار لها بأن لديهم قدرات يجري بناؤها بصمت، على حدّ قوله.
وأشار الموقع الإسرائيليّ إلى أنّ وسائل الإعلام العربيّة لفتت إلى أن لقاءً سجل في لبنان بين مندوبين عن حزب الله وآخرين عن حركة حماس لمناقشة مسألة تجديد الدعم الإيرانيّ للحركة الإسلامية.
وبحسب الموقع، فإنّ الأنباء الواردة من لبنان لم تتطرّق إلى هوية المجتمعين ومستوى مسؤوليتهم في التنظيمين، إضافة إلى امتناعها عن ذكر من شارك من حزب الله وحماس في اللقاء، وما هي النتائج التي صدرت عنه. يُشار إلى أنّ مصادر عسكريّة إسرائيليّة قالت قبل أسبوعين إنّ كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس نفذّت تجربة صاروخية جديدة من قطاع غزة تجاه البحر. وقال موقع (0404) الإسرائيلي المقرب من الجيش الإسرائيليّ إنّ حماس نفذت في وقتٍ مبكرٍ تجربة صاروخية جديدة أطلق فيها صاروخين تجاه البحر من المنطقة الوسطى.
وأشار الموقع إلى أنّ الجيش رصد عملية إطلاق الصاروخ الذي سقط في البحر الأبيض المتوسط، مؤكّدًا على استئناف حماس عمليات التجارب على الصواريخ التي تصنعها محليًا. جدير بالذكر أنّ العلاقة بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والجمهورية الإسلامية الإيرانية بدأت منذ العام 1990، كما شارك وفد الحركة في مؤتمر دعم الانتفاضة في تشرين الأول (نوفمبر) 1991. كذلك فإنّ تطور العلاقة مع حزب الله اللبنانيّ، خصوصًا بعد إبعاد عدد كبير من قادة حماس إلى مرج الزهور في لبنان أواخر سنة 1992 أسهم في تقوية تلك العلاقة.
ولعل أساس العلاقة كان اشتراك هذه الأطراف في مسار المقاومة، وحاجتها لبناء علاقة تساند استراتيجي، لتعضيد هذا المسار وتدعيمه حينذاك. على صلةٍ بما سلف، أعلن وزير الخارجية الإسرائيليّ أفيغدور ليبرمان أنّ حزب الله فرض قواعد لعبة جديدة على إسرائيل، معتبرًا أنّ حزب الله هو أكثر جرأة وتصميمًا واستفزازية. ولفت ليبرمان في حديث لموقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّ إلى أنّ العملية الرابعة في قطاع غزة أمر لا مفر منه، تمامًا كما أنّ الحرب الثالثة في لبنان أمر لا مفر منه.
وكشف أنّه تمّ اختراق قوة الردع الإسرائيلية بعد هجوم حزب الله في مزارع شبعا الذي أدى لمقتل اثنين من جنود الجيش الإسرائيلي وجرح 7 آخرين”. وشدد على أنّه ليس هناك شكًّا بأنّ قواعد اللعبة تغيرت، وحزب الله أجبرنا على ذلك، ولكننا لن نرد بل نفضل احتواء هذا الحادث. وخلُص إلى القول إنّ هذه سابقة ينتظرون ردنا عليها ليسدوا النقص لديهم، على حدّ قوله.