بعد أنباء عن تقديمها عرضاً نادراً للأميركيين باستخدام قواعدها، نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تكون موسكو قد اقترحت على واشنطن استخدام قواعد روسية في طاجيكستان وقرغيزستان، في ظل التطورات الأخيرة في أفغانستان.
وأوضح لافروف أمس الأربعاء، في تصريحات لوكالة “إنترفاكس” الإخبارية الروسية أنه من غير الممكن أن تكون موسكو قد تقدمت بمثل هذا العرض، خصوصاً أن القواعد تعد جزءا من قوات الرد المشتركة التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي.
كما أشار إلى أن بلاده لا تستطيع التصرف بقواعدها على هذا النحو دون أن تبلغ حلفاءها في المنطقة بذلك.
وأكد أن روسيا مستعدة في إطار الاتصالات الجارية حول أفغانستان بين روسيا والصين والولايات المتحدة، و”الثلاثية الموسعة” بمشاركة باكستان، وضمن أي صيغة أخرى للمساهمة في تهدئة الأوضاع وتبادل المعلومات عن التطورات “على الأرض” في أفغانستان.
وكانت صحيفة (كوميرسانت) الروسية أفادت بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض على نظيره الأميركي، جو بايدن، خلال لقائهما في جنيف تنسيق جهود البلدين على المسار الأفغاني، وعرض على الولايات المتحدة الاستفادة من القواعد العسكرية الروسية في طاجيكستان وقرغيزستان.
كما أفادت الصحيفة أن بوتين اقترح أن تستخدم الولايات المتحدة قواعد عسكرية في قيرغيزستان وطاجيكستان لجمع المعلومات، بما في ذلك من خلال الطائرات بدون طيار التي يتم إطلاقها عبر الحدود.
تصريحات روسية
وكان الموفد الروسي إلى أفغانستان زامير كوبولوف، قد قال الثلاثاء، إن قادة حركة طالبان “مستعدة لتسوية سياسية، ولكن مع تقديم التسوية السياسية بكرامة”.
في المقابل، هدد مدير القسم الآسيوي الثاني بوزارة الخارجية الروسية، زامير كابولوف، الأربعاء الماضي، طالبان من أن أي محاولة للإضرار بأمن حلفاء موسكو في آسيا الوسطى ستكون محفوفة بخسائر كبيرة بالنسبة لها.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال الجمعة الماضي، إن انسحاب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان جعل الوضع السياسي والعسكري أكثر غموضاً، ما أدى بدوره إلى تفاقم التهديد الإرهابي في المنطقة.
وأوضح لافروف في مؤتمر مع كبار المسؤولين في آسيا الوسطى في طشقند، عاصمة أوزبكستان، أن روسيا تريد المساعدة في بدء محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في أفغانستان.
هجوم شامل على القوات الأفغانية
يشار إلى أن طالبان شنت هجوماً شاملاً على القوات الأفغانية أوائل مايو، مستغلّة بدء انسحاب القوات الأجنبية الذي من المقرّر أن يكتمل بحلول نهاية أغسطس.
وقد سيطرت الحركة على مناطق ريفيّة شاسعة، خصوصاً في شمال أفغانستان وغربها، بعيداً عن معاقلها التقليدية في الجنوب، مقابل مقاومة خجولة من القوات الأفغانية التي باتت محرومة من الغطاء الجوي الأميركي، ولا تسيطر إلا على محاور رئيسية وعواصم الولايات.