ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية هذا الأسبوع عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين (حاليين وسابقين) قولهم إن إسرائيل تفتقر حاليًا إلى القدرة على تنفيذ الخيار العسكري ضد برنامج إيران النووي، مما أثار غضبًا واسعا في الدوائر السياسية والدفاعية الإسرائيلية.
وقال ضابط أمني إسرائيلي سابق لـ (المونيتور) شريطة عدم الكشف عن هويته: «الضرر الذي لحق بنا كبير لدرجة أنني أعتقد أنه يجب فتح تحقيق لتحديد من الذين قالوا هذا الكلام واتخاذ إجراءات ضدهم. لقد قوضوا الأمن القومي الإسرائيلي».
وقال اللواء (احتياط) نيتسان ألون الذي تم تكليفه بملف إيران عندما كان رئيسا لعمليات الجيش الإسرائيلي وتولى لاحقا إدارة مشروع إيران (2015-2019) إن إسرائيل استمرت في تطوير قدراتها على مهاجمة إيران في السنوات الأخيرة ولكن أولويات الجيش الإسرائيلي تغيرت بمرور الوقت وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية والتهديدات الناشئة الأخرى.
أجرى ألون مقابلات قليلة في الماضي وكانت كلماته المحسوبة تشير بحذر إلى الوضع الحالي لقدرة إسرائيل. وبقوله إن أولويات الجيش الإسرائيلي قد تحولت تماشياً مع توجيهات المستوى السياسي، فإن ألون يشير إلى أنه بعد توقيع الاتفاق النووي عام 2015، أوعز السياسيون للجيش الإسرائيلي بتحويل الموارد إلى ساحات أخرى، لا سيما محاربة التواجد الإيراني في سوريا وإفشال مشروع «حزب الله» الصاروخي.
• صحيفة: أمريكا ترفض طلب إسرائيل تزويد طائراتها بالوقود لمهاجمة إيران
وانتقد المسؤولون العسكريون والأمنيون بشدة السياسة الإسرائيلية التي ركزت على الضغط على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، فدون التحضير لسيناريو عودة إيران إلى تخصيب اليورانيوم.
وحتى بالقول إن «لدى إسرائيل القدرة على الهجوم في إيران والقدرة على إلحاق ضرر كبير بقدرة إيران النووية»، فإن ألون لم يأت بجديد حيث أن إسرائيل، التي يُقال إنها أقوى قوة جوية في المنطقة وواحدة من أكثر القوى الجوية خبرة وأفضلها في العالم، ستكون قادرة دائمًا على الضرب في إيران وحتى خارجها.
والسؤال المهم حقًا، الذي ستطرحه القيادة السياسية الإسرائيلية مع مرورها بمفترق طرق حاسم لمثل هذا القرار الدراماتيكي، هو إلى أي مدى يمكن لضربة عسكرية إسرائيلية أن تعرقل البرنامج النووي الإيراني، وهل تفوق فوائد هذا الهجوم تكاليفه المحتملة.
وتعد قضية الانتقام الإيراني المباشر أو بالوكالة أمرا بالغ الأهمية بالنسبة لإسرائيل. وبحسب التقديرات الإسرائيلية، سيرد «حزب الله» على أي هجوم على راعيه بكل ما لديه في ترساناته، مما سيتسبب في أضرار غير مسبوقة لإسرائيل.
وظهر هذا السؤال المهم في وقت سابق عندما كانت إسرائيل تفكر في ضرب إيران منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
• يديعوت: إسرائيل بدأت استعدادات عملية لمهاجمة منشآت إيران النووية
ويذكر أن نتنياهو دفع باتجاه ضربة بدعم من وزير دفاعه آنذاك إيهود باراك لكن في لحظة الأخيرة، غير باراك رأيه وأمر سلاح الجو بإغلاق محركاته. وقد عدنا الآن إلى نفس النقطة.
ومن أجل فهم مدى تعقيد القضية، يجب على المرء أن يدرك أن الهجوم على إيران لن ينطوي بالضرورة على إرسال 150 طائرة مقاتلة، بما في ذلك العشرات من مقاتلات «إف – 35»، مصحوبة بطائرات التزود بالوقود جوا والحرب الإلكترونية المحمولة جواً. فقد انتشرت البنية التحتية لبرنامج إيران النووي في جميع أنحاء البلاد الشاسعة، وهي محصنة بشكل كبير ومحمية من قبل بعض الدفاعات المضادة للطائرات الأكثر خطورة في العالم.
وسيكون مثل هذا الهجوم حدثًا عالميًا ودبلوماسيًا ولوجيستيًا وعسكريًا واقتصاديًا شديد التعقيد، وسيكون تحديا لم تواجهه إسرائيل من قبل. وأوضح المراسل والمحلل العسكري المخضرم يوآف ليمور هذا التحدي بشكل جيد في مقال نشره هذا الشهر.
ويجعل التعقيد الشديد من الصعب تقييم مدى الضرر الذي يمكن أن تلحقه الضربة الإسرائيلية بالبنية التحتية النووية الإيرانية. وفي المقابل، يمكن للقيادة الإسرائيلية أن تأتي بسيناريوهات أو جوانب هجومية إضافية في محاولة لإحداث أضرار قصوى لم يكن أحد قد سمع بها من قبل.
وفي كلتا الحالتين، ستتطلب مثل هذه العملية جهدًا إسرائيليًا مكثفًا وستستنزف قدرات الدولة إلى أقصى حد. ولكن المؤكد أنه لن يسمح أي رئيس وزراء إسرائيلي، الآن أو في المستقبل، لإيران بالوصول إلى قدرات نووية عسكرية حيث تحظى هذه القضية بإجماع كامل في إسرائيل.
كما وجب علينا نذكر لكم بأن هذا المحتوى منشور بالفعل على (بن كاسبيت – المونيتور) وربما قد قام فريق التحرير في (الوطن اليوم) بالتأكد منه أو التعديل علية أو الاقتباس منه أو قد يكون تم نقله بالكامل ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر من مصدره الأساسي.