قال الكاتب الأمريكي وعضو فريق المفاوضات السابق، آرون ديفيد ميلر، ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أول المستفيدين من استمرار المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية.
ورأى الكاتب ميلر أن أمريكا والعالم لا يحتملون موت عملية السلام وتوقف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأعرب ميلر ـ فى مقال نشرته مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية – عن اعتقاده بأن العالم بأسره بات ينظر إلى عملية السلام هذه باعتبارها نقطة ارتكاز للحضارة الحديثة، ولفت إلى القدرة الاستثنائية لتلك العملية على الاستمرار على مسرح الساحة الدولية رغم ما تشهده هذه من زحام من اضطرابات فيما يعرف بدول الربيع العربى، إلى جانب أزمة أوكرانيا، بالإضافة إلى ما تعج به آسيا من أحداث جاذبة للأنظار.
وعزى الكاتب هذه القدرة على البقاء – فى جزء كبير منها – إلى أن عملية السلام باتت صناعة يعيش عليها كثيرون من مختلفي المشارب والتوجهات، فهى تجمع بين مناصري قيام الدولة اليهودية ورافضيها، بين اليهود والمسلمين والمسيحيين كذلك، بين الدبلوماسيين من كافة أنحاء العالم، أما الآلة الإعلامية، فهى تعتبر عملية السلام هذه مصدرا ثابتا للأخبار.
وعليه، أكد ميلر استمرار شعلة هذه العملية متوهجة، مستبعدا أن تخبو بفضل كل هؤلاء المستفيدين من بقائها، ومن أهم هؤلاء جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى الذى بات “مدمنا” لتلك العملية ؛ لاعتقاده بأن مصلحة أمريكا تقتضى استمرار هذه العملية على قيد الحياة، وأن هذه هى الفرصة الأخيرة للسلام، واعتقاده أيضا أنه يتمتع بالمصداقية لدى طرفى النزاع، وأن لديه الرغبة ولا تعوزه المهارة فى إقناعهما، هذا بالإضافة إلى إيمانه بأن إحراز اتفاق على صعيد هذه العملية كفيل بحجز مكان له بين مشاهير من تولوا حقيبة وزارة الخارجية الأمريكية.
وأكد صاحب المقال أن كيرى لا يسعه التخلى عن عملية السلام مع اعتقاده فى كل ما تقدم، وأنه إنما يبذل كل جهده لكسب الوقت آملا فى حدوث أمر ما ينقذ العملية ؛ كالتوصل الى اتفاق على صعيد البرنانج النووى الإيرانى على سبيل المثال، أو اختفاء سحرى لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو (وإن كان الاحتمال الثانى أبعد منالا من الأول).
ورأى ميلر أنه حتى لو أراد جون كيرى كف يده عن دفع عجلة السلام، فإن الرئيس الأمريكى باراك أوباما لن يسمح له بذلك، لأن انهيار عملية السلام يفزع كلا منهما أكثر مما يفزع نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس.
ورجح الكاتب أن يعمد كيرى من فوره إلى إنجاز اتفاق يقضى بمد المهلة التى نص عليها الاتفاق الأخير بين الطرفين، والتى كانت 29 أبريل الجارى، وحتى لو أخفق كيرى فى هذا المسعى، فإن عملية السلام لن تموت، لأن جبهة المنتفعين من بقائها على قيد الحياة هم من القوة بحيث لن يدعوها تموت.
– الكاتب كان عضوا في الفريق الأميركي بقيادة دينس روس للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.