رغم المشاكل الشخصية التي واجهتها على أكثر من صعيد خلال مسيرتها الفنية الطويلة، استطاعت نوال الزغبي ان تظل نجمة على الساحتين اللبنانية والعربية منذ عام ١٩٩٢ وحتى اليوم، مع “طلعات ونزلات” بطبيعة الحال. كانت الزغبي في تسعينات القرن الماضي Trendsetter قبل زمن السوشيال ميديا بسنوات، وكانت اغنياتها المصورة منتظرة من الجمهور لأنها كانت تحمل دائماً الجديد او المختلف او المبهر، رغم ان اللوحات الاستعراضية كانت في معظم الأحيان حاضرة فيها على حساب القصة التي نجدها أساسية في كليبات نجمات ونجوم آخرين.
هذا العام، أطلت نوال في شباط الماضي في كليب “عقلي وقف” الذي حمل توقيع المخرج فادي حداد لكنه لم يحمل أي جديد، فكان كليباً استعراضياً بامتياز مصوراً في موقع واحد، انما من دون أي ابهار. هذا الأسبوع، شاهدنا فيديو كليب جديد للزغبي لأغنية “ارقص” وهي اغنية صيفية عادية لا تحمل أي تميّز لكنها مؤهلة لتصبح “هيت” في السهرات خلال الأسابيع المقبلة. الكليب كان أيضا من اخراج فادي حداد، صاحب الرصيد الضخم في الأغاني المصورة. ولكن مرة أخرى، لم يحمل الكليب أي جديد او أي عنصر مفاجئ. صحيح ان صورته جميلة والاستعراضات التي تضمنها جيدة وقد تنقلت بين ديكورات عدة كما ان نوال بدت متألقة في اطلالاتها المختلفة، لكن العمل ظل مفتقراً لتلك “اللمعة” التي ميّزت الزغبي منذ انطلاقتها.
• نوال الزغبي توجه نصيحة لجمهورها بخصوص الجمال والعمر
• هويدا يوسف: زوجي خائن وأخد ثروتي.. وهذه رسالتي لنوال الزغبي (شاهد)
“الأوروبية للأدوية” توافق على استخدام لقاح موديرنا للفئة العمرية من 12 الى 17 عاما الوكالة الوطنية: محتجون قطعوا طريق عام الحوش عين بعال في صور الوكالة الوطنية: محتجون قطعوا طريق عام الحوش عين بعال في صور
قد يقول قائل ان الاغنية عنوانها “ارقص” ولا تحتمل عند تحويلها الى عمل مرئي ومسموع في آن، سوى الرقص والاستعراض لا أكثر. بيد ان في هذا الكلام تبسيطاً للواقع، وربما دفاعاً مبطناً عن المخرج الذي كان يمكن ان يكون أكثر ابداعاً وابتكاراً في اللوحات التي شاهدناها او في الأماكن التي اختارها للتصوير او ان يربطها بقصة ما ولو كانت بسيطة، وان يسعى لتحقيق فكرة من خارج الصندوق تُخرج “النجمة الذهبية” (كما يسمّيها معجبوها) من دائرة الاعمال المكررة الى دائرة الاعمال المفاجئة او الصادمة ايجابياً للمشاهد، بدلاً من بقائها في المنطقة الآمنة التي ما عادت تليق بها وبتاريخها. فنوال الزغبي تستحق أكثر مما يعطى لها او مما تعطيه لنفسها، وهي تدرك من دون شك ان المنافسة على الساحة الفنية تزداد شراسة يوماً بعد يوم، وان الإصرار على السير بالخط نفسه في عالم الفيديو كليبات ليس نافعاً في زمن نشاهد فيه اعمالاً ذات مستوى ممتاز مثل ديو “ممكن” لسيف نبيل وبلقيس (اخراج دان حداد) او اغنية “ما أكدر انساك” لسيف نبيل وحده (اخراج سعيد الماروق)، والغريب ان تكون هكذا اعمال لفنانين ظهروا قبل سنوات عددها اقل بكثير من عدد السنوات التي امضتها الزغبي في دنيا الفن. قد يكون الحق على شركة روتانا التي لم توفر لنوال إمكانات إنتاجية اعلى لتقدم عملاً أكثر تميزاً، لكن كان عليها الا تتنازل او ان تلجأ الى مخرج مختلف (لأن الابداع الحقيقي لا يحتاج دائماً الى مال اكثر) او ربما ان تكتفي بlyrics video بدلاً من تقديم اغنية مصورة لا تضيف شيئاً على رصيدها رغم كونها جيدة علماً ان المشكلة تمكن في انها فقط جيدة وليست ممتازة او مذهلة.
في أي حال، يبدو ان الجمهور أحب “ارقص” كما قُدّمت له اذ بلغ عدد مشاهدات الكليب على يوتيوب أكثر من مليون في اقل من يومين، وقد يكون الناس غفروا لنوال تقديمها عملاً إضافيا عادياً نظراً لمحبتهم الشديدة لها.