في الوقت الذي يمضي فيه حلف شمال الأطلسي (الناتو) للتوسع بضم فنلندا والسويد، تتحرك الصين وروسيا لتعزيز تكتل أمني واقتصادي يضم الجمهورية الإيرانية الإسلامية والمملكة العربية السعودية.
ووفق تحليل نشرته مجلة (نيوز ويك) الأمريكية، تريد بكين وموسكو تحقيق نوع من “التوزان الجيوسياسي” العالمي من خلال استقطاب “خصمين مؤثرين في الشرق الأوسط”.
ويشير التقرير إلى أن هذه المحاولات تتم من خلال منظمة شنغهاي للتعاون “SCO” ومجموعة “بريكس” والذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين.
وتأسست منظمة شنغهاي، في عام 2001، من روسيا والصين وأربع دول في آسيا الوسطى هي طاجكستان وقرغيزستان وأوزبكستان وكازاخستان. وانضمت إليها الهند وباكستان في 2017.
وتمثل دول المنظمة نحو 60 في المئة من مساحة أوراسيا، ويقطن فيها نحو 50 في المئة من سكان العالم، وتشكل أكثر من 20 في المئة من ناتجه الاقتصادي.
• تصريحات مثيرة لملك عبد الله عن الولايات المتحدة والإمارات والعلاقات السعودية الإيرانية
وقال الخبير في الشؤون الدولية في معهد “ماكدونالد-لورييه” في كندا ماثيو نيبول، إن منظمة شنغهاي للتعاون ودول “بريكس”، تعتبر منظمات لها صفة إيديولوجية هامة، وكلاهما يركز على تعددية الأقطاب”.
وأضاف أنهما “تعملان لمضاعفة القوة تجاه تعدد الأقطاب، للمساعدة في إيجاد بدائل اقتصادية”، مشيرا إلى أنه من الناحية النظرية فهي تسعى “لتسهيل الروابط الاقتصادية” وسد الثغرات التي تكونها العقوبات الأميركية، مثل تلك المفروضة على روسيا.
وأشار نيبول إلى أنه توجد “عقبات كبيرة يجب تجاوزها” ولكن قد يكون في إعادة تشكيل “SCO” و”بريكس” دور كبير في إعادة تشكيل النظام العالمي.
إيران حاليا، كان لديها صفة عضو مراقب في منظمة شنغهاي للتعاون وبدأت عضويتها بشكل رسمي في سبتمبر/أيلول الماضي، وأعلنت الخارجية الإيرانية، الإثنين الماضي، أنها تسعى للانضمام لمجموعة “بريكس”.
ويأتي تقارب طهران مع الحلفاء الصينيين والروس في مناخ من عدم الثقة المتزايد في إيران تجاه الغرب وخلال فترة تشهد توترات مع الولايات المتحدة، بحسب تقرير لوكالة (فرانس برس)
• تقرير استخباراتي أمريكي يتوقع مستقبلاً قاتماً: “روسيا ستُهيمن على أوكرانيا والصين أكبر الخصوم”
وفي مايو/أيار الماضي، كشف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن السعودية تنظر في الحصول على عضوية “بريكس”، وذلك بعدهما انضمت الرياض لمباحثات “بريكس بلس” والتي ضمت دول المنظمة إضافة إلى الأرجنتين ومصر وإندونيسيا وكازخستان ونيجيريا والسنغال وتايلند والإمارات، إذ أعلنت بعدها الصين وجود توافق لتوسيع “البريكس”.
ويشير التحليل إلى أن هذه الرؤية ليست بعيدة عن رؤية الرياض وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يسعى لتنويع اقتصاد البلاد المعتمد على النفط، وتقديم صورة جديدة عن المملكة للمجتمع الدولي.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد دعا في 22 يونيو/حزيران إلى تعزيز العلاقات بين دول بريكس “البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا” على خلفية العقوبات الغربية غير المسبوقة التي تضرب الاقتصاد الروسي بسبب الصراع الأوكراني.
وتريد روسيا أيضا أن تطور مع شركائها في بريكس “آليات بديلة للتحويلات الدولية” و”عملة دولية” بهدف خفض الاعتماد على الدولار واليورو. وفق تقرير سابق لوكالة (فرانس برس)