على عربة صغيرة يعرض أبو حسن ألعابا وسكاكر يبيعها لأطفال المدارس في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة؛ ليوفر لأطفاله السبعة قوت يومهم، بعدما هجر مهنة الصيد التي يتقنها منذ سنوات.
و قال أبو حسن، البادية عليه علامات كبر السن رغم عمره الأربعيني: “كنت أعمل على مركب للصيد في بحر غزة ومعي نحو 20 آخرين، ولكن شح الرزق وعدم تمكننا من الوصول لمراعي الأسماك بسبب ملاحقة بحرية الاحتلال دفع مالك المركب لتسريح معظمنا بسبب خسارته المستمرة”.
وأضاف أن الاحتلال حدد مساحة الصيد المسموح بها بـستة أميال بحرية فقط؛ ومن يتعدى هذه المساحة يتم إطلاق النار عليه مباشرة من قبل الزوارق الحربية، وأحيانا يتم ملاحقتنا على بعد ميلين أو ثلاثة، خاصة في المناطق الحدودية”.
لا يوجد مراعٍ للصيد
وأشار أبو حسن إلى أن معظم مراعي الأسماك تقع بعد المساحة المحددة للصيد، فيما تخلو المناطق القريبة من الصيد الوفير، مع ما يرافق ذلك من كلفة وقود المركب ومستهلكات كثيرة تفوق العائد من رحلة الصيد.
من جهته، قال نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش، إن الاحتلال يواصل تنغيصه ومحاربته للصيادين في لقمة عيشهم من خلال تضييق مساحة الصيد التي لا يمكن أن توفر حياة كريمة لأربعة آلاف صياد يعملون في البحر”.
وأشار عياش إلى أنه رغم العائد المادي الزهيد للصيادين وضعف الإمكانات، بالإضافة للخطورة البالغة التي تنطوي عليها المهنة بسبب إطلاق النار العشوائي تجاه الصيادين، فإنهم ما زالوا متمسكين بمهنة الآباء والأجداد متحدين بذلك الاحتلال الذي يحاول كسر إرادتهم”.
وبحسب عياش، فإن أكثر من 120 صيادا اعتقلوا منذ بداية هذا العام من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي أعطب أيضا عديد المراكب بعدما أصابتها النيران والقذائف بفعل الملاحقة اليومية للصيادين في عرض البحر؛ لافتا إلى أن إصلاح هذه المراكب أمر صعب بسبب منع إدخال مادة “الفيبر” التي تستخدم في صناعة وإصلاح المراكب.
وأصبحت ملاحقة زوارق الاحتلال للصيادين في بحر غزة بمثابة قلق يومي يعاني منه الصيادون الذين لا يجدون قوات يومهم، بسبب ضيق مساحة الصيد والتهديدات المستمرة للمهنة.