أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة اسماعيل هنية ورئيس وفد المصالحة برئاسة عزام الأحمد على اننا بحاجة الى تطبيق الاتفاقات التي وقعت في القاهرة والدوحة لانهاء الانقسام، وزف البشرى لشعبنا الفلسطيني الذي يتابع نتائج الزيارة عن كثب متأملاً اعلان انهاء الانقسام.
واتفق هنية والأحمد ، بأنه لا مناص امامنا الا انهاء الانقسام والاتفاق على استيراتيجية موحدة لمواجهة الاحتلال وتحدياته.
وقال هنية في كلمة له خلال حفل استقبال لوفد المصالحة الخماسي أمام منزله في مخيم الشاطئ مساء اليوم الثلاثاء، إن شعبنا الفلسطيني يراقب ويتابع هذا الحوار الوطني ونتائجه ، ويترقبون لحظة الاعلان عن إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة ، ووضع القطار على السكة الصحيحة .
وأضاف هنية أن القضية الفلسطينية اليوم تمر بأخطر مراحلها وتتعرض لمخاطر كبيرة وحقيقية خاصة أن المشاريع الامريكية الاسرائيلية تتحرك من أجل تصفية القضية الفلسطينية ورموزها.
وتابع: “لذلك اليوم ونحن نقرأ هذا المشهد السياسي بما يحمل من مخاطر حقيقية على قضيتنا وشعبنا على حاضرنا ومستقبل أجيالنا وإلى جنب ذلك استمرار الإنقسام، الذي لم يكن إرادة وطنية.
ولفت الى ان الانقسام جاء في منعطف خطر من منعطفات العلاقات الوطنية الفلسطينية الداخلية، وبما خلف من آثار وتداعيات على وحدة الشعب والنظام السياسي والقيادة الفلسطينية ووحدة الارض،
وقال : إن هذا الانقسام إلى جانب هذه التحديات الكبيرة والاستهداف الصهيوني الامريكي لقضيتنا ورموزها يتطلب منا في هذه اللحظة قرارات واضحة وحاسمة ورؤية متكاملة وارادة وقرار ونوايا صادقة حقيقية ، لأن الوقت لم يعد يحتمل مزيداً من بقاء القضية الوطنية على هذا النحو والوقت لم يعد يحتمل استمرار الانقسام الداخلي.
وأضاف :” اليوم ونحن نستقبل إخواننا (وفد المصالحة الخماسي) على أرض غزة لا نريد فقط أن نكتفي بالصورة ولا بالمصافحة ولا باللقاء بحد ذاته ولكن علينا ان نتعدى ذلك لتحقيق النتائج العملية لهذه الزيارة وهذا اللقاء الذي جاء في ظرف استثنائي ووقت وزمان ومكان لا يحتمل إلا أن ننجح وأن نَعبر وأن نقدم لشعبنا الفلسطيني ما يتطلع إليه.
وأكد هنية باننا بتنا بحاجة إلى قرارات حاسمة واضحة لا لبس فيها ولا غموض، وأن المرحلة هي مرحلة التطبيق والتنفيذ وليس حوار جديد وأوراق جديدة ولا تفاهمات جديدة .. لأن كل شيء على الطاولة وتم انجازه وتم تفصيله وكل شيء تعاملنا معه بروح جامعة.
ودعا إلى بدء التنفيذ الفوري لكل ما تم التوقيع عليه في القاهرة والدوحة. لكل التفاهمات برعاية ومضلة عربية.
واوضح ان اللقاء الفلسطيني الفلسطيني في غزة يؤكد أن خيار المصالحة هو خيار وطني فلسطيني ورغبة فلسطينية حقيقية، وأن تطبيق اتفاق القاهرة والدوحة لهو تأكيد على أن المظلة العربية قائمة وحاضرة، وهذا ايضا يدفعنا للقول ان تحقيق المصالحة تحتاج إلى شبكة أمان عربية، وتحتاج إلى العمق العربي الذي تمثله الشقيقة مصر التي نتمسك برعايتها للمصالحة وكل جهد عربي من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.
ودعا هنية إلى ضرورة انجار المصالحة الفلسطينية وانهاء الانقسام لتشكل حكومة فلسطينية واحدة ، ونظام سياسي واحد ، وقيادة واحدة ، وبرنامج وطني متفق عليه. والاتفاق على إدراة القرار السياسي لان إدارته هي مسؤولية الجميع وأن القضية الوطنية اليوم لا تحتمل تفرد فصيل بعينه، بل تتطلب الشراكة الحقيقية.
كما دعا إلى اعتماد استيراتيجة وطنية موحدة تحدد الاهداف والوسائل التي تحقق الاهداف الفلسطينية، وعلى رأسها أمران، وهما التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية، والاتفاق على كل الوسائل والاشكال والاليات التي تحقق لنا هذه الاهداف في الحرية والعودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينة على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين والافراج عن الاسرى.
هذا وطمأن هنية أن حركة حماس على قلب رجل واحد في تحقيق المصالحة باعتبارها ضرورة وطنية لا خيار لشعبنا إلا المصالحة، وأن رئيس وفد القيادة الفلسطينية عزام الاحمد كان في لقاء مع الرئيس محمود عباس قبل قدومه إلى غزة وحمل هذه الروح الايجابية.
لا مكان لفشل الحوارات
وأكد هنية على أنه لا مكان للفشل في هذه الحوارات ، ولن يفرح العدو الاسرائيلي باستمرار الانقسام، ولن نتخلى عن مسؤوليتنا الوطنية في حماية مقدساتنا الاسلامية والمسيحية في القدس وكل فلسطين المباركة، ولن نتخلى عن حق العودة ، وتحرير أسرانا ، ووحدتنا الوطنية، وأنه بدون الوحدة لن يتحقق أي من الأهداف الفلسطينية.
وبشان الانتخابات، أوضح هنية أنه لا أحد يخشاها ولا أحد يستخدمها لمرة واحدة ولا أحد يقبلها إذا كانت في صالحة ويرفضها اذا لم تكن في صالحة، وهي وسيلة ديمقراطية نتمسك بها من أجل التداول السلمي للسلطة والقيادة الجامعة والحكومة الناظمة.
وأوضح بأن الانقسام سينتهي بعناوينه ، وسنستعيد دور القيادة الجامعة من خلال الاطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير ، ونركز على الوسيلة الحضارية الديمقراطية في التداول على السلطة من خلال الانتخابات والتوافق عليها وهذا يتطلب إجراءات حقيقية وعملية لتخفيف حالة التوتر وبناء الجسور وإزالة كل آثار الانقسام والاختلاف الذي ساد خلال السنوات الماضية، واستحضار مسؤوليتنا الوطنية.
الأحمد: حلت ساعة الصفر لانهاء الانقسام
من جهته، أكد رئيس وفد المصالحة عزام الأحمد في كلمة له، أن لحظة الصفر قد حلت لإنهاء الإنقسام البغيض، معبراً عن سعادته في اللقاء بغزة بعد انقطاع قسري بسبب الانقسام.
وقال : وأنا استمع لأخي أبو العبد (اسماعيل هنية) بالفعل كنت أشعر بالتفاؤل أكثر من الكلمات التي سمعتها منه، ربما اذا أردت أن أعبر عن ما نحمله كوفد من القيادة (الرئيس عباس) ربما أكرر نفس الكلمات والعبارات.
وأضاف:” صحيح أننا نعيش حالة انقسام قسري، ولكن وحدة الشعب راسخة رسوخ جبال فلسطين، ورسوخ شاطئ غزة في أرض فلسطين المقدسة، هذه الوحدة مقدسة مثل قدسية أرض فلسطين ومقدساتها ولا تستطيع قوة في الارض او اي جهة كانت أن تنهي وحدة هذا الشعب المناضل الذي تحمل الكثير.
ولفت إلى أن الورقة المصرية التي رعتها مصر شملت كل تفاصيل وما نتطلع لإنهاؤه وهو أيضاً بديهيات طبيعية أن تكون موجودة لدينا (سلطة واحدة ،قانون واحد ، شعب واحد، ومؤسسات واحدة موحدة ). موضحاً ان التجربة الفلسطينية في الانقسام لم تحصل في التاريخ، لذلك نقول أن هذا الانقسام البغيض الورم الخبيث يجب أن نجتثه من الجسم الفلسطيني.
وتابع، جاء اعلان الدوحة ليسد ثغرة برزت في الحوار. وهي قضية الحكومة “الاداة التي ستتولى بحكم طبيعة عملها تنفيذ كل ما ورد في الورقة المصرية وإعادة الامور إلى وضعها الطبيعي بالتالي. لذلك نحن لسنا بحاجة الى حوارات جديدة واقتراحات جديدة.
وقال :” نعم لنلفظ الانقسام من بين صفوفونا ونعيد البسمة لاطفالنا، وأضاف أن الانقسام لم يتاثر به اهالي الضفة وغزة فحسب، وانما اخوتنا في المهجر وفي الشتات ربما يتالمون اكثر منا نحن الذين نعيش هنا في داخل فلسطين.
وأكد الأحمد بأن الكرة الآن في الملعب الفلسطيني وعلينا ألا نخذل شعبنا في غزة المحاصرة، وفي الضفة المنتهكة في كل لحظة.
واوضح ان القيادة كانت حريصة باشراك موسى ابو مرزوق الذي وقع اتفاق القاهرة نيابة عن حركة حماس ، وبعد اقتراح الاخ اسماعيل هنية باشراكه، اتصلنا في مصر من أجل المشاركة في اللقاءات حتى يكون اللقاء جامع. كما اننا اتصلنا بخواننا في حركة الجهاد الاسلامي ومعروف للجميع ان الجهاد لا تدخل في نقاشات حول السلطة والحكومة ولا يتطلعوا لها ولكنهم شركاء أصيلون في هذه المسيرة.
ولفت الى ان القضايا العاجلة المستعجلة هي عنوان انهاء الانقسام، تشكيل حكومة وفاق وطني وفق اتفاق الدوحة، بدء تنفيذ كل ذيول ومظاهر الانقسام وما افرزه الانقسام ما يتعلق بالامن ونصوص واضحة حول المصالحة المجتمعية والموظفين والحريات العامة والتشريعي والمحافظة على القانون. والانتخابات وهي أهم عنوان في ممارسة الديمقراطية وتداول السلطة وستنتناقش ايضاً كيفية الانتخابات في ضوء ما نعيشه ، والنقطة الاهم هو ان تستأنف لجنة المنظمة فور تشكيل الحكومة اجتماعاتها للقيام بالمهام المنوطة بها.
وبشان المفاوضات، قال :” حتى اللحظة لم يحدث أي تطور في الجهود الامريكية بل هي (الادارة الامريكية) التي أوصلت الامور إلي ما هي عليه بسبب انحيازها لاسرائيل وعدم تمسكها بقرارات الشرعية الدولية، التي يتمسك بها الطرف الفلسطيني، لذلك طرقنا ابواب الامم المتحدة وسنواصل من أجل التمسك بان فلسطين دولة تحت الاحتلال حتى نستطيع ان نطور الاوضاع للنهاية لكنس هذا الاحتلال الجاثم فوق ارضنا.
وقال :” ان شاء الله نبشر شعبنا من بيت (ابو العبد) بأن ساحة الانقسام انطوت تماماً .