الوطن اليوم – وكالات: كشفت صحيفة إسرائيلية، عن قيام وحدة سرية تابعة لشعبة الاستخبارات بجيش الاحتلال، بالمساعدة في منع عصيان مدني إسرائيلي بسبب وباء فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”.
وذكرت صحيفة (هآرتس) العبرية، في مقال كتبه ينيف كوفوفيتش، أن “ضباطا وجنودا في إحدى وحدات جمع المعلومات السرية في الاستخبارات العسكرية (أمان)، شاركوا في نقاشات الطاقم الذي عينته هيئة الأمن القومي، والذي أوصى ضمن أمور أخرى، بإنشاء “جهاز وعي” لمنع تطور عصيان مدني في ظل أزمة كورونا”.
وبحسب المعلومات التي وصلت “هآرتس”، من “شخصيات رفيعة” في “أمان”، فقد تأكدت “مشاركة الضباط في النقاشات، حيث ساعدوا في جمع البيانات لصالح الطاقم”.
جمع بيانات
وتحدثت الصحيفة في تقرير سابق، عن أن “طاقم هيئة الأمن القومي المكلف بمكافحة وباء كورونا، ناقش قبل أسبوعين، إمكانية حدوث عصيان مدني بعد زيادة سوء الوضع الاقتصادي والنفسي والصحي للجمهور الإسرائيلي، وناقش الطاقم إمكانية منع تمرد الإسرائيليين ضد السلطات، وكيف يجب صد المخاطر قبل حدوثها، التي من شأنها أن تؤدي لاضطرابات اجتماعية واسعة النطاق، وبالتالي تؤدي لاحتجاجات ضد الحكومة”.
وشارك في النقاش ممثلون عن هيئة الأمن القومي وعن الجيش، وطاقم خبراء عينته هيئة الأمن، الذي يترأسه البروفيسور إيلي فاكسمان من معهد وايزمن.
وعلمت “هآرتس” أن فاكسمان، “عين ابنه كمساعد باحث في طاقم شمل نحو 30 ممثل من مختلف المجالات، ويخدم الابن كضابط في احدى الوحدات السرية في الاستخبارات العسكرية، التي وظيفتها في الوضع العادي جمع المعلومات الاستخبارية عن العدو بوسائل تكنولوجية متطورة”.
وأكدت مصادر في الجيش، أن “الضابط توجه للمسؤولين عنه، وطلب موافقة القادة الكبار في قسم الاستخبارات من أجل مساعدة الطاقم، وبعد الحصول على المصادقة، إلى جانب ابن فاكسمان، انضم لعمل الطاقم ضباط وجنود آخرون في الوحدة، وشاركوا في النقاشات التي أجريت من خلال تطبيق زوم”.
وطلب فاكسمان، من ابنه وزملائه في الاستخبارات، مساعدة الطاقم في “جمع بيانات ذات علاقة بإسرائيل ودول العالم، يمكن استخدامها كقاعدة بيانات”.
ونوهت إلى أن اسم ابن فاكسمان، “لم يذكر كضابط في الاستخبارات بل كمساعد باحث، ولم يذكر زملاؤه في الوحدة كأعضاء في الطاقم، في حين تم ذكر المقدم زئيف سمونفسكي والمقدم دانييل صباغ، كممثلين عن الجيش، ولم تذكر الاستخبارات العسكرية في الملحقات أنها شاركت في جمع البيانات وساعدت الطاقم في عمله”.
وبينت أنه “طرح في النقاش، عوامل محتملة للانتفاضة ضد السلطات الإسرائيلية منها: الشعور بفقدان السيطرة من قبل الجهات الحكومية، فقدان الثقة بالنظام السياسي، فقدان الثقة بالبيانات والتعليمات الصادرة عن السلطات، كم أعطي وزن في النقاش للضائقة الاقتصادية كعامل رئيسي للانتفاضة، خاصة فقدان القدرة على دفع أجرة السكن، وقسط السكن، وفواتير أو شراء غذاء، وكذلك الخوف من نقص الغذاء”.
عوامل التمرد
وأشار المشاركون إلى أنه “من بين عوامل التمرد، التركيز على كبش فداء في الأزمة مثل الأصوليين والعرب أو الأجانب، وبسبب كل ذلك، يتبين من الوثيقة، أن من شأن الجمهور أن يخرج ضد المؤسسات الإسرائيلية، بصورة تعرض المجتمع الاسرائيلي للخطر على المدى البعيد”.
وأفادت بأن “أحد الاحتمالات التي اقترحت في النقاش لمواجهة انتفاضة كهذه؛ العمل على مستوى الوعي لتقليل مشاعر الاضطراب لدى الجمهور، واقترحوا أن تشكل مكاتب الحكومة طاقما يكون مسؤولا عن الوعي وقياس “حالة الجمهور”، وزيادة الإدراك لـ”العيش في نفس القارب”، و”معاملة متساوية”، و”مصير واحد”؛ أي مسؤولية مشتركة في أوساط كل الجمهور الإسرائيلي”.
وبحسب مصادر رسمية في هيئة الأمن القومي الإسرائيلي تحدثت لـ”هآرتس”، تطوع نجل فاكسمان للمساعدة كمساعد بحث في مواضيع جمع وتحليل المعلومات العلنية من العالم، وإنشاء قاعدة بيانات لدعم عمل الطاقم، وقام بقيادة طواقم المتطوعين من الوحدة المختصين في عمل من هذا النوع، بمصادقة قادتهم”.
أما الناطق بلسان جيش الاحتلال، فقد أكد أن “شعبة الاستخبارات العسكرية، تبذل جهودا كبيرة في مكافحة الفيروس، حيث ساعد ممثلون من الاستخبارات هيئة الأمن القومي، بمصادقة الجهات ذات العلاقة، في جمع معلومات لتخطيط استراتيجيات خروج من أرجاء العالم وتقديمها لأعضاء الطاقم”.
وزعم أن “ضباط الاستخبارات لم يشاركوا في النقاشات بشأن احتجاجات اجتماعية في إسرائيل وعصيان مدني، كما أن شعبة الاستخبارات لا تجمع معلومات عن الجمهور الإسرائيلي”، معتبرا أن “عرض الضباط كمساعدي بحث هو أمر خاطئ”.