صحيفة (وول ستريت جورنال) تقريرا أعده بينوه فوكون وديون نيسيباوم، نقلا فيه عن مسؤولين أمريكيين وخليجيين قولهم إن الإمارات ضغطت على الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات أكثر قوة لردع إيران، بعد أن احتجز الجيش الإيراني ناقلتي نفط في خليج عمان خلال الأسابيع الأخيرة.
وأضاف الكاتبان أن الشكاوى الإماراتية تم التعبير عنها للمسؤولين الأمريكيين في أبو ظبي وواشنطن في الأسابيع الأخيرة، وتمثل لحظة أخرى من خيبة الأمل بين شركاء أمريكا في الشرق الأوسط فيما يتعلق بالأمن في الخليج العربي، حيث يمر منه أكثر من ثلث النفط العالمي الخام.
ويقول مسؤولون خليجيون إن الولايات المتحدة فشلت في فعل ما يكفي لردع الهجمات التي يشنها وكلاء إيران في السنوات الأخيرة، مما يقوض إيمانهم بالتزام واشنطن تجاه المنطقة.
• المونيتور: تقارب روسيا وإيران يهدد القوات الأمريكية وإسرائيل ودول الخليج
وقال المسؤولون الأمريكيون إن الإماراتيين شعروا بالإحباط بسبب عدم وجود رد أمريكي على استيلاء إيران على ناقلتي نفط في 27 نيسان/ أبريل و3 أيار/ مايو من الموانئ الإماراتية كانت إحداها محملة بالنفط الخام الكويتي ومتوجهة إلى هيوستن لشركة شيفرون، بينما كانت الأخرى تنتقل من دبي إلى الفجيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن دولة الإمارات كانت غاضبة بشكل خاص من الاستيلاء على السفينة الثانية التي كانت تبحر من دبي؛ لأنها يمكن أن تعطي الانطباع بأن مياهها غير آمنة للإبحار، حسبما قال المسؤولون.
وقارن مسؤول أمريكي رد دولة الإمارات هذا برد فعلها الغاضب في كانون الثاني/ يناير 2022 عندما تباطأت الولايات المتحدة في تقديم المساعدة للدولة الخليجية بعد أن شن المسلحون الحوثيون المدعومون من إيران، هجوما مميتا بمسيّرة على أبو ظبي قُتل فيها ثلاثة أشخاص.
فيما قارن المسؤولون الإماراتيون هجوم 2022 بهجوم القاعدة في 11 أيلول/ سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، وعبّروا عن غضبهم من أن واشنطن استغرقت أسبوعين لإرسال سفينة حربية أمريكية والمزيد من الطائرات المقاتلة إلى المنطقة لدعم الدولة الخليجية.
وأقر المسؤولون الأمريكيون بأنهم استخفوا بالتهديد الذي تصوره الإماراتيون، لكنهم أشاروا إلى استخدام أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية لإسقاط صواريخ الحوثيين التي أطلقت على أبو ظبي كدليل على التزاماتهم الأمنية.
• التهديد بين إسرائيل وإيران.. ما سيناريوهات التصعيد واحتمالات الحرب متعددة الجبهات؟
وقالت الصحيفة إن رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كان منزعجا للغاية، لدرجة أنه رفض لاحقا التحدث مع الرئيس جو بايدن.
وتحدثت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين يتفهمون مخاوف الإمارات ويعملون مع شركاء خليجيين لردع إيران عن استهداف السفن التجارية في المنطقة.
وأنشأت البحرية الأمريكية فرقة عمل خاصة تستخدم مسيرات المراقبة لتوسيع قدرتها على الاستجابة للتهديدات.
وقال القائد تيم هوكينز، المتحدث باسم الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، ومقره البحرين: “تتمتع الولايات المتحدة بعلاقات بحرية قوية في جميع أنحاء الشرق الأوسط تمكننا من الرد على العدوان الإيراني الأخير بطريقة تعاونية”.
وبعد إعلان الولايات المتحدة عن تكثيف الدوريات، قال العميد البحري علي رضا تنغسيري، قائد البحرية في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، يوم السبت، إنه لا ينبغي أن يكون للولايات المتحدة أي وجود عسكري في منطقة الخليج، وأن مهمة تأمينه هي مسؤولية إيرانية بشكل حصري.
وتعلق الصحيفة أن احتجاز الناقلات جاء بعد قرابة شهرين من توصل إيران والسعودية إلى اتفاق لاستعادة العلاقات في خطوة ينظر إليها على أنها تهدئ التوترات المحتملة بين إيران وجيرانها العرب، بما في ذلك الإمارات، التي كان لها مبادراتها الخاصة لإيران في السنوات الأخيرة. لكن المسؤولين العرب والأمريكيين قالوا إنهم ما زالوا متيقظين للتهديدات الإيرانية.
وتأتي التوترات بشأن رد الولايات المتحدة على إيران في الوقت الذي تقوم فيه واشنطن بضغوط جديدة على الحلفاء الرئيسيين للامتثال للعقوبات المفروضة على روسيا.
• في حادث خطير.. زوارق إيرانية حربية تستفز سفناً أمريكية بالخليج
وفي أواخر أيار/ مايو، زار مسؤولون من وزارة الخارجية الأمريكية الدولة الخليجية لتحذير البنوك والسلطات المالية المحلية من مخاطر التعامل مع المعاملات الروسية التي قد تنتهك العقوبات المفروضة بعد غزو موسكو لأوكرانيا، حسبما قال المسؤولون الأمريكيون.
ردّت البنوك أن معظم المعاملات التي تتعلق بروسيا يصعب تتبعها لأنها تعتمد على النقد أو العملات المشفرة، على حد قولهم. ولم ترد وزارة الخارجية الإماراتية على طلب للتعليق.
كما حذر المسؤولون الأمريكيون الإمارات مرارا من مساعدة موسكو في التهرب من العقوبات، حيث يتدفق الروس إلى دبي لتجارة النفط وشراء العقارات وأحيانا شراء مسيرات مدنية تستخدم في الحرب.
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على الشركات الإماراتية التي تسهل تجارة النفط الروسية وتزود القاعدة الصناعية في موسكو بمعدات عسكرية مزدوجة الاستخدام.
في غضون ذلك، كانت الولايات المتحدة أيضا قلقة بشكل متزايد من العلاقات الإماراتية المزدهرة مع الصين.
بدأت مؤخرا أعمال بناء قاعدة بحرية صينية في أبو ظبي في عام 2021 على الرغم من اعتراضات واشنطن، وفقا للتسريبات الأمريكية الأخيرة.
وأدت العلاقات المتنامية مع الصين إلى التشويش على بيع طائرات مقاتلة متطورة من طراز “أف-35” للإمارات، كما احتجت الولايات المتحدة على التعاون مع شركة هواوي الصينية لبناء شبكة “5G” الخاصة بها.