كتب عادل طبطبائي
تظهر وثائق من ويكيليكس ان كل ما جرى من ترويج لهجوم كيماوي في سوريا كان من هندسة الولايات المتحدة من اجل اسقاط بشار الاسد، وحسب البريد الالكتروني لهيلاري كلنتون، ارادت وزارة الخارجية الامريكية مساعدة المتمردين السوريين لاسقاط الاسد لاجل تقوية موقع اسرائيل ضد ايران: حيث جاء فيه: ” يجب على واشنطن البدء بالتعبير عن رغبتها في العمل مع حلفاء اقليميين مثل تركيا ، السعودية وقطر لتنظيم وتدريب وتسليح سوريين ، ان اعلان مثل هذا القرارسوف يكون بحد ذاته سببا جوهريا في اعطاب العسكرية السورية ، بعدها يمكن استخدام الاراضي التركية وربما دبلوماسيينا في الاردن وضباط البنتاغون للبدء في تدريب المعارضة”.
رغم هذا وافق ترامب على قصف القاعدة الجوية السورية تحت ذريعة منع الاسد من ضرب اسلحة كيماوية جديدة ، هذا رغم الدليل بان الهجوم نفسه لا علاقة له بالحكومة السورية. وقالت صحيفة “ديلي بيل” ان وزارة الخارجية الامريكية اوضحت ان اعتقادها هو: ” ان اسقاط الاسد لن يكون فقط انجازا هائلا لامن اسرائيل بل ايضا سيخفف من مخاوف اسرائيل المفهومة من فقدانها الاحتكار النووي”.
ليس هذا جديدا ولا مدهشا، حيث ان الولايات المتحدة شاركت في عشرات العمليات المشابهة في العالم، ولكن الى اي مدى ستذهب الولايات المتحدة واسرائيل لاسقاط الاسد؟
ماهي انواع التدريبات التي تلقاها المتمردون لاسقاط الاسد؟ العمل على الارض وضعه قبل ذلك اوباما ، فحال استخدام الاسد الاسلحة الكيماوية سيكون لدى المجتمع الدولي المبرر الكافي للمشاركة في اسقاطه، نحن نعرف انهم مهتمون بفعل ذلك بغض النظر استخدم الاسد الكيماوي ام لا.
نشرت سي ان ان عام 2012 ان امريكا كانت مشاركة في تدريب المتمردين على تأمين ومراقبة مواقع تخزين الاسلحة الكيماوية، واستخدمت الولايات المتحدة وبعض حلفائها الاروبيين مقاولين دفاعيين لتدريب المتمردين السوريين على تأمين الاسلحة الكيماوية ومخازنها في سوريا، وهو ام اخبر سي ان ان به ضباط ودبلوماسيون امريكيون كبار.
التدريب الذي حدث في الاردن وتركيا كان على الاستيلاء على السلاح الكيماوي والاحتفاظ به وتأمينه حسب المصادر ، بعض المقاولين موجودون في سوريا مع المتمردين ويعملون معهم لمراقبة بعض المواقع حسب احد الضباط.
هذا يؤكد ان قوات المتمردين يستطيعون الوصول الى السلاح الكيماوي وان الولايات المتحدة ساعدت المجموعات المتمردة على التعامل مع تخزين هذا السلاح ونقله . ولكن مقالا حذف من الديلي ميل يبدو انه يبرهن على ان الولايات المتحدة قد خططت لمساعدة المتمردين على استخدام السلاح الكيماوي ايضا، ربما كان حذف المقال بسبب كون مصدر المعلومات غير موثوق . وهو عبارة عن قرصان الكتروني ماليزي قيل انه حصل على بريد الكتروني من مقاول حربي بريطاني ومن مخدم غير محمي.
الرسائل الالكترونية التي كشفت اثبتت ان البيت الابيض اعطى الضوء الاخضر لهجوم بالسلاح الكيماوي في سوريا والذي يمكن ان يتهم الاسد فيه وبالتالي يمكن تحشيد عمل عسكري دولي في البلد المدمر.
في تقرير نشر الاثنين يحتوي على تبادل رسائل بين اثنين من كبار المقاولين العسكريين البريطانيين في شركة بريتام ديفنس كان هناك مخطط موافق عليه امريكيا يفصل ويشرح ان قطر ستمول قوات المتمردين في سوريا لاجل استخدام الاسلحة الكيماوية.
لقد اوضح اوباما للاسد قبل شهر ان الولايات المتحدة لن تتسامح مع سوريا اذا استخدمت السلاح الكيماوي ضد شعبها.
اذا اعطينا المصداقية لنظرية ان الولايات المتحدة دربت قوات المتمردين على استخدام السلاح الكيماوي لاجل ان شن هجوم مزيف فان قتل السفير الامريكي في ليبيا عام 2012 يؤكد ذلك. القصة ابعد من ادعاء ترامب بان الولايات المتحدة تسعى لمنع وردع انتشار واستخدام هذا السلاح القاتل. ان الولايات المتحدة هي لاعب نشط في نشر السلاح في كامل الشرق الاوسط وتسلح كل المجموعات المتمردة والمليشيات وبعض الحكومات، ويظهر ان الولايات المتحدة تصب السلاح من ليبيا الى المتمردين السوريين لمقاتلة الاسد.
في كتاب بعنوان قصة بنغازي الحقيقية: ما لا يريده الابيض الابيض وهيلاري ان تعرفوه، توجد تفاصيل عن سفير امريكا المقتول في ليبيا حول سمسرة وتهريب السلاح الى دول تدعم المتمردين السوريين.
يقول المؤلف اهرون كلاين، هناك مجموعة تسمى فرقة 17 شباط تعمل مع السي اي ايه لتوفير الامن للعمليات الخاصة في بنغازي وتساعد في تسهيل نقل السلاح.
ان طبيعة مشاركة الولايات المتحدة مع هذه الفرقة انها تحرس المهمات الخاصة الامريكية التي يمكن ان تطرأ حيث ابلغ احد الوسطاء السابقين في الفرقة رويترز في مقابلة شخصية انه ساعد سفينة اسلحة في الانتقال من بنغازي الى متمردي سوريا.
وكتب كلاين ان لا احد اوصل بين النقاط من حيث ما قاله الوسيط الى النشاطات التي تجري في بنغازي وما اذا كانت الفرقة تعمل كناقل للسلاح.
في مقابلة رويترز المنشورة في 18/6/2013 صرح امير الحرب الليبي عبد الباسط هارون انه وراء بعض اكثر عمليات نقل السلاح من ليبيا الى سوريا ، اغلب السلاح كان ينقل اولا الى تركيا ثم تهرب الى سوريا.
لقد كانت مهمة السفير الامريكي تسهيل استرجاع هذه الاسلحة وتحويلها لمصلحة الولايات المتحدة ، ربما كان موته متعلقا بمجموعات مسلحة في ليبيا لا تستأمن الولايات المتحدة على هذا السلاح او انها تريد هذا السلاح لنفسها او للتجارة بها.
لقد شحنت الاسلحة الليبية الى اماكن مثل تركيا التي شاركت في تدريب المتمردين السوريين، جزء من هذا التدريب كان على استخدام الاسلحة الكيماوية. كما نعلم ايضا ان الولايات المتحدة ارادت ان ترى سقوط الاسد وانهم ايضا وضعوا خطا لاستخدام السلاح الكيماوي. انهم يحتاجون الى هجوم بسلاح كيماوي لتبرير تدخل اقوى في الصراع ضد الاسد. لقد حدث هذا الهجوم الاسبوع الماضي، وتبع بقصف امريكي للقاعدة الجوية.
نحن نعلم ان قوات المعارضة تملك سلاحا كيماويا ، هل هذا دليل كاف لاثبات ان الولايات المتحدة سهلت عملية مموهة بالسلاح الكيماوي لتبرر تدخلا عسكريا وان تهزم في النهاية الاسد دعما لاسرائيل؟
عن yournewswire ، ترجمة جبريل محمد