قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية ان حركة حماس في غزة وإسرائيل لا يرغبان بفقد السيطرة وكلاهما لا يريد ان تتدهور الأوضاع الى الحرب ولكن كل طرف يقاتل في سبيل حقه بان يطلق الرصاصة الأخيرة.
وقال ناحوم برنياع الكاتب الإسرائيلي في الصحيفة :”تدل التجربة المتراكمة على انه بعد الرصاصة الأخيرة ستأتي، عاجلا أم آجلا، رصاصة أخرى، وفي النهاية لن يتذكر أحد من أطلقها، الجيش الإسرائيلي أم حماس ،و نحن لن نتجه نحو التسوية تحت وطأة النار، يقول وزراء الحكومة ، لن نستسلم (للإرهاب) نحن لن نتجه نحو التسوية تحت وطأة النار، يقول قادة حماس لن نستسلم لليهود وفي هذه الأثناء تتواصل النار “.
الى نص المقال كما ورد في صحيفة “يديعوت أحرنوت”..
قوتان مسلحتان حتى الرقبة، متوترتان إلى حد الانفجار، تقفان إحداهما مقابل الأخرى على أبواب غزة. يوهمون أنفسهم بأنهم يتحكمون بغزة، ولكنهم يكتشفون في كل مرة من جديد بان غزة هي التي تتحكم بهم. الحادث الذي وقع يوم الثلاثاء، والذي ولد التدهور الحالي – هم بإطلاق الصواريخ نحو غلاف غزة، ونحن بالقصف الجوي – بدأ ببادرة طيبة. لقد طلبت قيادة حماس استضافة وفد من الشخصيات الهامة من الخارج في غزة. ونقلت مصر الطلب إلى إسرائيل. فقالت إسرائيل نعم. وكانت الفكرة هي أن زيارة الوفد كفيلة بان تساعد حماس على التوصل إلى قرار التسوية؛ والوساطة المصرية ستحظى بدفعة قوية
ودعي الوفد لمشاهدة استعراض احتفالي: قناصان يصعدان إلى برج رقابة، على مسافة كيلو مترين من السياج الحدودي، ويطلقان النار على أهداف ما. في الطرف الإسرائيلي لم يعرفوا عن الاحتفال. وقال أحد القادة “ليست لدينا استخبارات للاحتفالات”.
قوة من جفعاتي كانت تعمل على طول السياج لاحظت القناصين عندما تسلقا إلى البرج. وأمر قائد الكتيبة بإطلاق النار فقط بعد أن وجه القناصان فوهتي بندقيتيهما في الاتجاه العام للقوة. وأطلقت دبابة النار نحو البرج. وقتل الاثنان. في وقت لاحق، أصبح واضحا أن إطلاق النار كان خطأ: فالحماسيان لم يطلقا النار ولم يعتزما إطلاقها نحو إسرائيل. ولكن الجيش الإسرائيلي مقتنع بان قرار قائد الكتيبة كان صحيحا. فقد سبق وقتل جندي إسرائيلي بسبب إطلاق النار قرب السياج، وأصيب آخر بسبب نيران القناصة. وفي الظروف الناشئة، ما كان يمكن لقائد الكتيبة، وما كان ينبغي له أن يقرر خلاف ذلك.
وردت حماس بإطلاق الصواريخ على سديروت وعلى بلدات غلاف غزة. هذه هي قواعد اللعب. ورد الجيش الإسرائيلي على الصواريخ بقصف مكثف من الجو؛ فردت حماس على القصف الجوي بإطلاق المزيد من الصواريخ؛ ورد الجيش الإسرائيلي على الرد بأعمال قصف أخرى من الجو. وحاول المصريون عبثا إطفاء النار.
لا أحد يريد أن يفقد السيطرة، ولا أحد يريد أن يتدهور الوضع إلى حرب. ولكن كل طرف يقاتل في سبيل حقه بأن يطلق الرصاصة الأخيرة. وتدل التجربة المتراكمة على انه بعد الرصاصة الأخيرة ستأتي، عاجلا أم آجلا، رصاصة أخرى، وفي النهاية لن يتذكر أحد من أطلقها، الجيش الإسرائيلي أم حماس. نحن لن نتجه نحو التسوية تحت وطأة النار، يقول وزراء الحكومة. لن نستسلم للإرهاب. نحن لن نتجه نحو التسوية تحت وطأة النار، يقول قادة حماس. لن نستسلم لليهود. وفي هذه الأثناء تتواصل النار.
استئناف النار يخفي، مؤقتا، الصراع الحقيقي الجاري من خلف الكواليس في مسألة غزة. جارد كوشنر وجيسون غرينبلات، مبعوثا ترامب إلى الشرق الأوسط، أعدا صيغة للتسوية في غزة. وتتحدث الصيغة عن رفع الحصار عن غزة على مراحل. هيئة دولية تدير الحياة المدنية في القطاع. عمليا، تحافظ حماس على مكانتها. في هذه الصيغة ينقص شريك واحد – أبو مازن. فهو غير موجود. الأمريكيون يقولون: “قررنا عدم انتظاره”.
من المشكوك فيه أن يكون ترامب ضالع شخصيا في شؤون غزة – فلديه مشاكل أكبر في البيت – ولكن مبعوثيه يتمسكون بتعليماته الأساسية – المهم هو الوصول إلى صفقة، صفقة، صفقة، صفقة، فن الصفقة، مثل عنوان الكتاب الذي جعل ترامب معروفا. نتنياهو لا يريد أن يقف بين البيت الأبيض وبين صفقة منشودة. وهو لا يقول لا.
لحظة، لحظة، يقول رئيس الشاباك نداف ارجمان للوزراء. التسوية في غزة بدون السلطة الفلسطينية ستترك وراءها أبو مازن يائسا، ليس لديه ما يخسره. ستترك وراءها فراغا. ليس فقط أن حماس هي ليست المشكلة، سيقولون في الضفة، بل إن حماس هي الحل. فهي تحصل من إسرائيل، من أمريكا ومصر ما لا يمكن لأبو مازن الحصول عليه. من شأن التوصل إلى تسوية مع حماس في غزة أن تولد فوضى في الضفة. بعض من قادة فتح – جبريل الرجوب، رامي الحمد الله وغيرهما – باتوا يشكلون كتائب خاصة، كل واحد وكتائبه.
إسرائيل تدير حاليا منظومتي علاقات مع الفلسطينيين. لا توافق على الحديث مع حماس ولكنها تتحدث معها طوال الوقت؛ وتوافق على الحديث مع السلطة ولكنها لا تتحدث. هكذا تهيئ إسرائيل انتصار حماس.