الحمدُ لله رَبِّ العالمين وَالصلاةُ والسّلامُ عَلى سَيدِ المُرسلين سَيدِنا مُحمد النّبي الصادِقِ الوَعْدِ الأمين ,وَعلى آله وصحبه أجمعين , فَهُو الذي اهْتدَى واكْتفَى واقْتضَى وارْتضَى وَأبى إلا أنْ يَكونَ مِن المُسلمين وسلم تسليما كثيرا, وبعد:
رُبما تَعجزُ البِداياتُ عنْ كِتابةِ وتدوين نقدٍ او حالة او حادثة نَعيشُها , سَطّرتها عَجَلةُ التاريخ , وَدوّنتها كُتب الاُدباءِ, وَحار بها امرُ الفقهاء , انها عِزّة المرأةِ وايمانها, عِزةٌ تدحض ذُلاً, وترفَعُ قدرا ً, انها المرأة المؤمنة التي حوت بداخلها ايمان لا يغادر عبادة وطاعة , واخلاصا لا يفارق ربا رزاقا , ورقت بذلك الى ان اصبحت عزيزة بكنوزها…
كُنتُ في أحد المجمعات التجارية الكبيرة في احد المناطق اليهودية , فشاهدت امرأة مسلمة طاعنة في السن, تنتظر احفادها وابناؤها في ساحة المجمع امام الحوانيت المتقاربة على بعضها, وكان المكان يعج بالناس من مختلف الديانات والطوائف, فنظرت السيدة الى ساعتها واذ, بوقت الاذان قد حان, فلم تنظر للمكان الذي كانت فيه , ولم تنظر في اي بقعة هي موجودة , ولم ياثر فيها مرور اليهودي وغيره من امامها , فاستقبلت القبلة وجلست على المقعد الموجود في المجمع ورفعت يديها مكبرة لاداء الصلاة.
حينها, تاثرت لهذا الموقف العظيم الذي هز مشاعري, وادخل الخشية والخوف على قلبي, امراة كبيرة في السن , تُصلي مقعدة , لا تريد الصلاة ان تفوتها , لم يهمها بذلك عرقية ولا طائفية ولا مذهبية, انما همها بذلك نداء المولى تبارك وتعالى : ( واقيموا الصلاة) وهمها قول الله تبارك وتعالى : ( ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) , وهمها قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( احب الاعمال الى الله الصلاة على وقتها)…
لا يظن القارئ انه بحديثي عن ذلك الموقف انني اسيئ لغير المسلم واحتقره, بانه شديد الهمجية والتطرف على المسلمين مع ان هذا الامر شيئا ما موجود, انما اقصد بذلك وصف حال وواقع نعيشه , كيف نتعامل مع العبادات واداؤها في اي ظرف من ظروف الحياة , هي رسالة لك اخي واختي ( لا تتركها) الصلاة نور وسعادة, سطّر الله عز وجل امره في كتابه لتكون نهيا عن الفحشاء والمنكر والامتثال لامر الله عز وجل…
نقول يكفيكم فخرا ايها النساء ان خديجة اول خلق الله اسلاما وتصديقا بالنبي صلى الله عليه وسلم, ونقول فخرا لك ايتها المراة, وانت صغيرة كنت جسرا لابيك للجنة, وعند زواجك اكملتي دين زوجك , وانت كبيرة في السن تكون الجنة تحت قدميك…
يؤلمني عندما ارى جيلا متقاعسا من الفتيات والنساء عن اداء فروض الله عز وجل , وعن الاحتشام والستر والتبرج , عن اظهار المفاتن التي من شانها خلق كثير من مساوئ الحياة والمجتمع, لتكوني اختاه عفيفة , لا يمنعك اي فعل دنيوي عن اداء العبادة ,وستر جسمك بالاحتشام والتستر, وعلو همتك بالاخلاق والفكر الواسع الذي يسعى للتغيير ,حتى لا تمسك النار وتُرضي باريك عز وجل, تمثلي واقتدي بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة له , بالامر والفعل ارضاءا له , بالاخلاق ومكارمها, بالعفة واللبس والعبادة ,بحسن المعاشرة الزوجية وتربية الابناء واداء الامانة التي حملتيها, ولا يكون اقتداؤك بمغنية متبرجة او مثقفة تحاول صراع القدر بثقافتها وقراءتها, انما بمنهج القرآن الكريم وهدي الرقائق من النساء زوجات النبي صلى الله عليه وسلم, اخيرا اختاه انت ثمينة ما دمتي امينة ارفعي راسك فانت مسلمة , ترجمي اسلامك بايمانك وافعالك, والله الموفق.
صهيب هاني ناجي نمر خطبا