أزمة المواصلات تطفو من جديد مع نقص السولار

أزمة المواصلات

غزة – الرأي – محمود أبو راضي

عادت أزمة المواصلات في قطاع غزة إلى الواجهة مجددًا، وواجه عشرات طلبة الجامعات والموظفين المصطفين على جنبات الطريق صعوبة بالغة في الوصول إلى جامعاتهم وأماكن عملهم، بسبب قلة المركبات التي تسير على الطرقات نظرًا لشح كميات الوقود الصهيوني.

وتعمد سلطات الاحتلال لعدم إدخال المحروقات اللازمة التي تفي باحتياجات محطات التعبئة بالقطاع عبر معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرق محافظة رفح، لإبقائه في دائرة مفرغة من الأزمات للضغط عليهم نفسيًا واجتماعيًا، والنيل من عزيمتهم.

وشهدت محطات تعبئة الوقود منذ 20 يومًا وفق سائقين، شحًا ملحوظًا في كميات السولار الصهيوني، وازدادت بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي، مما دفعهم إلى تقليص ساعات عملهم للحفاظ على الكميات المخزنة في مركباتهم لأطول فترة ممكنة.

صعوبة التنقل

وفي موازاة ذلك، يواجه المواطنون صعوبة بالغة في الظفر بمركبة تمكنهم من إيصالهم إلى حيث يريدون لا سيّما أولئك الذين يقطنون في محافظتي خان يونس ورفح، فيما اشتكى آخرون من رفع السائقين لتسعيرة الأجرة بالطرقات الداخلية.

ويقول المواطن ممدوح الدباس: “أزمة المواصلات التي نشهدها حاليًا خصوصًا بالفترة الصباحية سببت لي حالة من التذمر والسخط، بت أنتظر لأكثر من نصف ساعة لأجد سيارة تقلّني لمكان عملي”.

ويضيف الدباس (28 عامًا) في حديثه لوكالة “الرأي” متسائلًا: “لا أتخيل نفسي كيف سأستطيع تدبير أموري، والوصول إلى عملي بالوقت المناسب خلال الأيام المقبلة، والأزمة يومًا بعد يوم تزداد سوءًا؟”.

ويتقاسم الطالب محمد سعود المعاناة مع سابقه قائلًا: “انتظرت اليوم ساعة كاملة على دوار بني سهيلا بخان يونس لأجد مركبة تقلّني للجامعة، لأتمكن من تقديم الامتحانات النهائية”.

غير معقولة!

ويشير مسعود لـ “الرأي” إلى أن أزمة المواصلات وصلت لدرجات غير معقولة، فانقطاع الوقود المصري في قطاع غزة بالكامل تسبب بتفاقم الأزمة، واليوم يأتي الدور على السولار الصهيوني المورد للقطاع، متسائلًا إلى متى سنبقى نعيش في أزمات متلاحقة؟!.

ويوضح من جهته، سائق الأجرة إسماعيل لقان أن نفاذ السولار الصهيوني من محطات التعبئة، أثّر بشكل كبير على عملهم، مبينًا أنه السولار الذي يتوفر لديه يكفي ليوم واحد فقط.

ويؤكد لقان (40 عامًا) أن السائقين يتحملون أعباءً كثيرة بسبب نفاذ السولار، قائلًا: “المسافة التي نقطعها من خان يونس إلى غزة وبالعكس يكون صافي الربح منها 25 شيقلًا، تشمل مصاريف المركبة التي تحتاجها يوميًا، ففي نهاية الأمر نجد أنفسنا لا نحقق عائدًا ماليًا يمكننا من توفير المتطلبات اليومية للبيت”.

ويناشد جميع الجهات المختصة بتوفير السولار في محطات التعبئة، والتخفيف من حدة المعاناة التي يواجهها السائقين، والوقوف إلى جانبهم.

فيما يوضح السائق علي سلامة، أن مركبته ستتوقف عن العمل بدءًا من الغد لعدم توفر السولار اللازم لتشغيلها، مبينًا أن يقضي معظم أوقاته في التنقل بين محطات الوقود أملًا في تعبئة خزان وقوده.

ويقول سلامة (42 عامًا): “الحياة لم تعد تطاق، وكلما خرجنا من أزمة انتظرتنا أخرى، وحال السائقين يزداد سوءًا، داعيًا كل مسئول إلى التحرك العاجل لإنهاء معاناتهم المتواصلة.

رام الله وراء الأزمة

أما رئيس جمعية شركات الوقود بغزة محمود الشوا، فاتهم هيئة البترول في رام الله بالوقوف وراء أزمة الوقود الخانقة التي يشهدها قطاع غزة منذ نحو أسبوعين.

ويبين الشوا لـ “الرأي” أن هيئة البترول ووزارة المالية برام الله لا تقومان بالدور المطلوب منهما بالتواصل مع الشركة الصهيونية المزودة للبترول لتوفير الكميات المطلوبة لقطاع غزة.

ويشير إلى أن قطاع غزة يحتاج يوميًا إلى 600 ألف لتر من السولار، وحوالي 500 ألف لتر من البنزين، بينما لا تتعدى الكمية التي تورد عبر معبر كرم أبو سالم التجاري من 200 – 300 ألف لتر.

ويلفت الشوا إلى أن “مالية رام الله تتحجج بوجود أزمة لديها في السيولة لا يمكنها من إيصال المبالغ المالية للشركة الصهيونية، بالرغم من أننا نقوم بتحويل الأموال لها أولًا بأول”.

وطالب سلطة رام الله بترتيب الأوضاع المالية مع الشركة الصهيونية، وتوريد الوقود اللازم لقطاع غزة لإنهاء الأزمة التي تشتد يوميًا.

المصدر: الرأي

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن