أطفال الخليل صرخوا 20 دقيقة قبل موتهم !

الوطن اليوم / فادي العصا

المشهد: حريق في الطابق الخامس من عمارة مكونة من 10 طوابق، وأطفال من نوافذ وشرف الشقة المحترقة يصرخون.

المكان: واد الهرية- المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل.

الزمان: ساعات الفجر الأولى قبل بزوغ الشمس.

لم يُسكِت أطفال عائلة القواسمي الذي توفوا فجر اليوم الأربعاء الا الدخان الذي ملأ صدورهم، بعد ان اخرجوا كل الهواء فيه وهم يصرخون، والناس ينظرون اليهم لأنه لا حيلة بأيديهم، فمركبة الاطفاء التي وصلت الى المكان لاتستطيع ضخ الماء الا الى الطابق الثاني او الثالث، لأنه -لا توجد امكانيات-!

في الخليل لا يوجد امكانيات!

محافظة الخليل التي تعتبر العصب الحيوي للإقصاد الفلسطيني لا تملك رافعة تصل الى الطابق الخامس!، رغم وجود عشرات البنايات السكنية الشاهقة في مدينة الاقتصاد الاولى.

شاهد عيان يروي ويقول:” صرخ الاطفال لمدة 20 دقيقة كاملة والناس متجمهرون أسفل العمارة السكنية، ومركبة الاطفاء التي وصلت لم تستطع عمل شيء الا صعود طاقمها على رافعة تستخدم لتصليح اعمدة الكهرباء، وبدأ الطاقم بضخ الماء من على الرافعة التي كانت بمستوى الطابق الثاني او الثالث تجاه الطابق الخامس، محاولين اطفاء الحريق الذي كان يتلهم الاطفال في الداخل”.

يكمل:” الصراخ يعلو والناس تجمعوا، وصلت كل فرق الانقاذ المفترضة، لكنهم لم يصلوا الى الشقة الخامسة في العمارة السكنية، فأخذت الحمية صدور رجال اطفاء ومسعفين لاقتحام المبنى عبر سلالمه الممتلئة بالدخان، ووصلوا الى الشقة، وأنقذوا من استطاعوا، وأخرجوا الجثث لتكون لثلاثة أطفال نالهم منهم الاختناق والحريق”.

مسعف مصاب: الاطفال صرخوا ونحن ننظر اليهم لـ 20 دقيقة

أما احد المسعفين فيروي ما جرى مع زميله الذي ذهب وأسعف الأطفال، لكنه نقل الى المستشفى بعد ان أصيب باختناق شديد:” دخلت الدرج، وكان معتما جدا والدخان يملأه، وعندما وصلنا الى الشقة بعد ان تكممنا بالاكسجين، كان الاطفال موزعين على النوافذ والشرف في الشقة السكنية التي أكلت النيران كل شيء فيها، والحريق كان هائلا، استطعنا اخراج من كانوا على قيد الحياة وكان احدهم يبكي، والأطفال الثلاثة الآخرين من كثرة من صرخوا استنشقوا الدخان وماتوا قبل ان تأكل النار جزءا من أجسادهم”.

وينهي المسعف المصاب:” لقد كان هناك 7 سيارات اسعاف، وسيارتي اطفاء مع الطاقم كاملا عدا عن الاجهزة الامنية المختلفة، لكننا لم نستطع الوصول الى الشقة بسبب عدم وجود رافعة!، ولو كانت موجودة لانقاذ الاطفال مباشرة، ولكن – قدر الله وما شاء فعل-“.

الدفاع المدني: لم تتضح أسباب الحريق

من جهته قال المتحدث باسم الدفاع المدني في محافظة الخليل الملازم احمد دراوشة لمراسل”شاشة نيوز” إنه لغاية اللحظة لم تتضح اسباب هذا الحريق، ولكنه حذر المواطنين بان محافظة الخليل اصبحت تتعرض بشكل كبير لهذه الحوادث، عازيا ذلك الى عدم وجود اعمال صيانة لازمة لخطوط الكهرباء، والغاز”.

ويقول دراوشة: إن مثل هذه الحوادث تكون عندما يترك الاطفال لوحدهم في المنازل، ما تسبب بكثير من الحوادث التي يكون ضحيتها في العادة الاطفال، مؤكدا ان طواقم الدفاع المدني تعمل على اعطاء دورات توعوية لتجنب مثل هذه الكوارث”.

من المسؤول؟

والسؤال هنا: من المسؤول عن اعطاء رخص الأبنية دون وجود وسائل للانقاذ؟

ومن المسؤول عن عدم وجود رافعات تصل الى هذا الارتفاع من الشقق رغم حصولها على التراخيص؟

وهل من يسكن في الطوابق التي تزيد عن 4 طوابق يتحمل مسؤولية سلامته بنفسه؟ ولماذا لم يُخبر بذلك من قبل؟

وهل التوعية من قبل الدفاع المدني والجهات المختصة كافية؟

وهل الاهل يتحملون ما يحدث- رغم مصابهم الجلل؟

ولماذا البلدية التي تسيطر على سيارات الاطفاء ورقم 102  وليس الدفاع المدني؟

واخيرا هل سيستقيل المحافظ ورئيس البلدية ورئيس الدفاع المدني بسبب هذه الفاجعة؟ ام انهم غير مسؤولون؟

(شاشة نيوز)

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن