أوهام الحماية الأمريكية

أوهام الحماية الأمريكية
أوهام الحماية الأمريكية

إن عجز السلاح الأمريكي عن حماية حلفاء الولايات المتحدة وتابعيها أمر ثابت وموثق باعتراف قادة أمريكا أنفسهم.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب صرح بالأمس القريب أن السعودية والإمارات الخليج محميات أمريكية تسقط خلال أسبوع واحد إذا رفع الأمريكان الحماية عنها.

قررت غالبية الأنظمة العربية منذ عقود طويلة الانحياز لأمريكا والسير في ركابها واستيراد سلاحها وإرسال ضباطها للتدريب بكلياتها ومعاهدها العسكرية.

القوات المسلحة المصرية في حرب 1973 حققت بالسلاح السوفياتي انتصارا عسكريا على (إسرائيل) المسلحة بترسانة من أقوى وأحدث الأسلحة الأمريكية.

بنحو 75 ألف مقاتل أوقعت طالبان هزائم فادحة بقوات حكومية تبلغ 300 ألف من جنود وقوات خاصة وجوية بتدريب أمريكي 20 سنة ومئات المليارات وأحدث الأسلحة.

استطاعت حركة طالبان التي لا يتعدى عدد مقاتليها 75 ألفا أن توقع هزائم فادحة للقوات الحكومية التي يبلغ عددها 300 ألف من الجنود والقوات الخاصة والجوية الذين تم تدريبهم على امتداد 20 سنة على أيدى الجيش الأمريكي بميزانية بلغت 1000 مليار دولار.

ومسلحين بأحدث الأسلحة والمعدات الامريكية مقارنة بتسليح القوات التابعة لحركة طالبان، وفقا للتصريحات الرسمية الأمريكية وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ليست هذه هي السابقة الأولى، فلقد سبق ان فعلتها مصر والقوات المسلحة المصرية في حرب 1973، حين حققت بالسلاح السوفياتي انتصارا عسكريا على (إسرائيل) المسلحة بترسانة من أقوى وأحدث الأسلحة الأمريكية.

وفعلتها فيتنام من قبل، ليس في مواجهة السلاح الأمريكي فحسب، بل في مواجهة الجيش الأمريكي ذاته بكامل عدته وعتاده.

وتفعلها المقاومة الفلسطينية يوميا في صد الاعتداءات الصهيونية على غزة، مسلحة بأسلحة بدائية من الصواريخ في مواجهة عملاق الترسانة الإسرائيلية والتمويل الأمريكي المسمى بالقبة الفولاذية.

ان عجز السلاح الأمريكي عن حماية حلفاء أمريكا وتابعيها، أمر ثابت وموثق باعتراف قادة الولايات المتحدة انفسهم، فها هو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يصرح بالأمس القريب ان السعودية وإمارات الخليج ليست سوى محميات أمريكية ستسقط خلال أسبوع واحد اذا رفع الامريكان الحماية عنها.

وذلك رغم انها العميل والمشترى رقم واحد لدى شركات السلاح الأمريكي.

والامثلة كثيرة ومتعددة لمن يريد ان يرى. فالعبرة ليس بالسلاح وانما بمن يحمل السلاح. وقبل ذلك وبعده بعدالة القضية التي يقاتل من أجلها.

لقد قررت غالبية الأنظمة العربية منذ عقود طويلة الانحياز الى الولايات المتحدة والسير في ركابها واستيراد سلاحها، وارسال ضباطها وقادتها العسكريين لتلقى التدريبات في كليات ومعاهد الحرب لديها.

والمشاركة في مناوراتها عسكرية، والانخراط في أحلافها العسكرية لتحرير الكويت او احتلال أفغانستان او لغزو العراق أو لمكافحة الإرهاب، والخضوع لاستراتيجياتها الكونية والالتحاق بمحاورها الإقليمية وترتيباتها الأمنية مثل إقامة علاقات مع (إسرائيل) والتطبيع معها.. الخ

فأرجو أن تكون لها عظة وعبرة مما ينتظر الحكومة الأفغانية الموالية للأمريكان من مصير قريب على أيدى قوات المقاومة الأفغانية.

محمد سيف الدولة كاتب وناشط مصري في الشأن الصهيوني

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن