أين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟

أين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

متوارٍ عن الأنظار ويسعى لإحكام قبضته على المجتمع السعودي بمزيج من التعسف والتهريج، تلكم هي حال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حسب كاتبة بصحيفة وول ستريت جورنال.

في بداية مقالها تعبر كارين أليوت هاوز عن اندهاشها من كون محمد بن سلمان المحاصر بمشاكل وأعباء تئن تحتها الجبال وتفت في عضد أغلب الزعماء لا يظهر أي علامة على تراجع تفاؤله أو خمول حيويته.

ولكن، هل يكفي هذا التصميم القوي لضمان نجاح محمد بن سلمان في ما يريده؟ هذا ما أصبح مثارا للشكوك أكثر من أي وقت مضى، على حد تعبير هاوز.

ولفتت الكاتبة إلى أن أهم التحديات التي تواجه ولي العهد تأتي من الخارج، إذ إن سمعته الدولية ملطخة بمقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، كما أن الكونغرس الأميركي عازم بشكل متزايد على منع مبيعات الأسلحة إلى الرياض بسبب استمرار حربها في اليمن، ناهيك عن تنافس السعوديين مع تركيا وحربهم الباردة مع إيران.

وأخيرا، أبرزت الكاتبة أن تباطؤ الاقتصاد العالمي أدى إلى تآكل الطلب على النفط وخفض الأسعار وتقليص الإيرادات التي تحتاج إليها المملكة بشدة لتمويل أكبر ميزانية لها على الإطلاق.

وليست التحديات التي يواجهها ولي العهد خارج السعودية أشد وطئا من التي يواجهها داخلها، حسب الكاتبة، فخطة رؤيته 2030 لفطام السعودية عن الاعتماد على عائدات النفط، التي كلفت رسوم استشاراتها مليار دولار، أثبتت بالفعل أنها طموحة بشكل مفرط في نطاقها وجدولها الزمني.

ونتيجة لإصلاحات محمد بن سلمان المتعجلة، قالت الكاتبة إن الإنفاق الاستهلاكي للسعوديين انهار على مدى العامين الماضيين، كما دخل القطاع الخاص في دوامة من الترنح، واضطر أكثر من مليون عامل أجنبي إلى العودة لبلادهم تحت وطأة رسوم الإقامات، وزاد فرض ضريبة القيمة المضافة على أغلب السلع الطين بلة؛ فأثر بشكل بليغ في اقتصاد البلاد.

أسلوبان

ولمواجهة هذا الوضع الحالك الناجم عن برنامجه الإصلاحي، تقول هاوز إن ولي العهد السعودي انتهج أسلوبين: يقوم أولهما على صرف انتباه السعوديين عن واقعهم عبر التهريج، إذ دعا نجوم موسيقى الروك لإقامة الحفلات الموسيقية، وبدأ بناء مدينة ترفيهية جديدة قرب الرياض حجمها ثلاثة أضعاف حجم “وولت ديزني”، كما يقوم بتطوير صناعة سياحية يمكن أن تفتح السعودية لأول مرة أمام ملايين الزائرين الأجانب.

أما الأسلوب الآخر فهو القمع، فإذا كان ولي العهد يعطي بيد فإنه يأخذ بالأخرى، على حد تعبير الكاتبة، التي تستطرد قائلة “صحيح أن السعودية لم تكن أبدا مجتمعًا مفتوحًا، لكن الحكومة الحالية تقوم بقمع كل أشكال المعارضة الفعلية، بل والمحتملة”.

وتعليقا على هذا الوضع، تنقل الكاتبة عن أحد الليبراليين السعوديين الذين اعتادوا في السابق التغريد بتويتر قوله إنه كف عن ذلك خوفا من أن يؤدي أي شيء يكتبه إلى الزج به في السجن، موضحا في الوقت ذاته أن “هذا التحكم الأمني المبالغ فيه يجعل الناس على شفا الانفجار”.

ومن الناحية المجتمعية، تطرقت الكاتبة لما قالت إنه يدب في المجتمع السعودي في الوقت الحالي من توتر داخل العائلات نفسها التي كان الرجل تقليديا هو الآمر الناهي فيها، وأصبح اليوم مضطرا لقبول دور أقل شأنا، فكلما اعترض على زوجته ذكرته بالأوامر الملكية التي تضمن لها حقوقها في العمل والسواقة دون موافقة ولي أمرها.

وتنقل الكاتبة في هذا الصدد عن عالم اجتماع سعودي قوله “في الخارج نسمع التغيير، ولكن داخل كل بيت هناك حرب حول من الذي يتخذ القرارات”.

 

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن