إسرائيليون يرون كونفدرالية الأردن وفلسطين حلا للصراع

إسرائيليون يرون كونفدرالية الأردن وفلسطين حلا للصراع

ما زال الإسرائيليون منشغلين بالتصريح الذي أصدره الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرا حول عرض أمريكي بإقامة كونفدرالية بين السلطة الفلسطينية والأردن، بديلا عن حل الدولتين.

فقد قال عوديد عيران، السفير الإسرائيلي الأسبق في الأردن، إن “فكرة الكونفدرالية بين الأردن وفلسطين عادت من جديد إلى طاولة البحث السياسي، بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ما يعني أن المجال قد يكون متاحا في سبيل حل الصراع القائم للبحث عن حلول خلاقة مبدعة، رغم أنها تعني ضمنيا تقديم تنازلات عن مساحات من الأراضي من مختلف الأطراف، كي يكون هذا الحل قابلا للتطبيق”.

وأضاف عيران في ورقة بحثية لمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أنه “في ظل فشل التوصل إلى حل بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول المستقبل السياسي للضفة الغربية من خلال المفاوضات، فقد تظهر هناك توجهات إسرائيلية للانفصال عن المناطق الفلسطينية، وتبحث عن بدائل لها لإدارتها، وأحد هذه البدائل إعادتها إلى الأردن للقيام بدور الوصي عليها، وإدارة شؤونها”.

وأوضح أن “هذه الكونفدرالية قد تتحقق في الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل بإخلاء المناطق الفلسطينية، ورغم أن الإسرائيليين وسواهم ممن يعتقدون أن الأردن ستكون البديل للدولة الفلسطينية في المستقبل، هم مخطئون وواهمون، لكن ذلك لا يعني إخراج هذه الفكرة من بنك المقترحات التي يتم تداولها”.

وأشار إلى أن “هناك حلولا مركبة لهذا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، من خلال إيجاد مظلة سياسية قانونية تمكن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من العثور على حلول التفافية على القانون الدولي”.

وختم بالقول إن “المفهوم السائد في إسرائيل ولدى الفلسطينيين حول رؤيتهم للأردن على أنه الوطن البديل، يعني أن يتحول الفلسطينيون أغلبية سكانية ديموغرافية في المملكة، وهو ما يثير مخاوف الأردنيين والملك ذاته، ولذلك جاء رد الفعل الأردني على تصريحات عباس بالقول إن الموضوع مغلق، وغير قابل للنقاش؛ لأن الفلسطينيين لهم حق بإقامة دولتهم المستقلة”.

يائير شيلغ، الكاتب الإسرائيلي في صحيفة مكور ريشون، قال إن “اقتراح الكونفدرالية الفلسطينية الأردنية يشير إلى أن العالم بدأ يفهم الشكل الحقيقي لهذا الصراع، ما يعني أن حل الدولتين قد أزيح عن طاولة البحث؛ لأنه لا يتناسب مع الحقائق المستجدة على الأرض”.

واضاف أنه “رغم أن هذا الاقتراح لم يتم قبوله من أي من الأطراف، لكنه بات بديلا حقيقيا وجادا، وقد يصبح مستقبلا خطوة مهمة وصحيحة؛ لأنه الحل الأكثر ملاءمة لحل الصراع، رغم أن نقطة ضعفه الحقيقية تكمن في أن عنصر الثقة بين أطرافه تعاني من ضعف شديد”.

وأوصى الكاتب بأنه “يمكن التدرج في تطبيق الكونفدرالية الفلسطينية الأردنية مع مرور الوقت، من خلال إيجاد شبكة تعاون متعددة في المجالات المدنية بين الجهات المنخرطة فيه، ما سيكون كفيلا بإيجاد مساحة كافية من الثقة المتبادلة، والضغط على الأردنيين لإبداء قدر أكبر من التعاون، كون الفلسطينيين هم الأكثر حاجة من الأردنيين ليكون لديهم “الأخ الأكبر”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن