إسرائيل تجري تقييما لأبرز المرشحين لخلافة الرئيس محمود عباس

محمود عباس ومحمد دحلان

توسعت الصحافة الإسرائيلية لليوم الثاني على التوالي في الحديث باستفاضة عن مستقبل السلطة الفلسطينية في اليوم التالي للغياب المتوقع لرئيسها محمود عباس ابو مازن، في ظل ما يشاع عن مرضه وتدهور صحته.

فقد ذكر بنحاس عنبري المستشرق الإسرائيلي أن الحديث عن خلافة محمود عباس من شانه أن يزيد التوتر والضغط داخل قيادة حركة فتح، زاعما أنها تعيش حالة من البلبلة، لأنه من غير الواضح لها حقيقة أن عباس سيتنحى فعلا أم لا، ومع ذلك فإن قادة المجموعات المسلحة التابعة لفتح في مختلف مناطق الضفة الغربية بدأوا بالتسلح والتنظيم.

وأضاف في مقاله بصحيفة معاريف، أن الأجواء السائدة داخل بعض أوساط قادة فتح تشير إلى ضرورة أن يكون وريث عباس من مواليد الضفة الغربية، وليس قادما من الخارج، ولعل ما يزيد حالة الاستقطاب داخل قيادة الحركة عدم وجود منظومة سياسية إدارية متفق عليه تنظم مسألة الوراثة، مما يزيد حدة الاحتقان داخل الحركة، ويدفع قادتها في الضفة لأخذ زمام المبادرة بأيديهم، كل في منطقته.

وأشار إلى أنه في حين يقوم جبريل الرجوب بتحشيد مدينة الخليل جنوب الضفة خلفه، فإن محمود العالول يقوم في نابلس شمال الضفة بالعمل ذاته، في حين أن مدينة جنين لم يعد له صلة بالقيادة المقيمة في رام الله، وتتمتع فتح هناك بحالة من الحكم الذاتي.

وقال الكاتب الاسرائيلي : أن اللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة يعتبر من الأسماء لمرشحة لخلافة عباس في ظل ما يحظى به من دعم دولي، كونه يقود عملية التنسيق الأمني مع إسرائيل، زاعما إن الفلسطينيين ينظرون إليه كعميل لإسرائيل، ولكن في حال لم تستطع موازين القوى التنظيمية داخل الحركة حسم الخلافة لأي منها، فقد يقدم فرج على إحداث الفراغ من خلال انقلاب داخلي.

يبقى هناك محمد دحلان الذي انضم لقائمة المتنافسين لخلافة عباس، ومعه المسلحون بمخيمات اللاجئين في الضفة، حيث أنفق الكثير من الأموال فيها، وخاض مؤيدوه معارك دامية مع رجال الأمن الفلسطيني، انتهت دون حسمها لصالح أي منهما.

آساف غيبور الكاتب بصحيفة مكور ريشون قال أن الفلسطينيين بدأوا يستعدون لليوم التالي لاختفاء عباس عن المشهد في ظل ما يعانيه من مرض وتعب، وتقدمه في السن الآخذ بالتسارع، ورغم أن كان يطمح بأن يسجل اسمه في قائمة الزعيم الذي أقام الدولة الفلسطينية، لكن حلمه لن يتحقق على ما يبدو.

وأضاف في مقاله أن من تابع خطاب عباس الأخير في الأمم المتحدة لابد أن يلحظ تطورات شخصية على مظهره العام، فقد بدت الكلمات ملتصقة بين شفتيه، ولم يستخدم لغة جسده كما جرت عادته، يحرك يديه ويرفعهما.

وأوضح أن من يعتقد بأن عباس رغم تقدم سنه سيقدم تنازلات جوهرية لتمرير صفقة القرن فهو مخطئ، لأنه لا يريد أن يذكر اسمه في التاريخ كمن أقدم على هذه التنازلات، ولذلك لا يبدي جزعا من مواجهة إدارة الرئيس دونالد ترمب، ولا يتأثر بالضغوط التي تمارس عليه من الزعماء العرب.

وختم بالقول: في ظل كل ذلك، فإن شهر مايو القادم سيشهد انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني لاختيار خليفة لعباس، بهدف الحيلولة دون حدوث حالة من الفوضى القيادية داخل السلطة الفلسطينية، بحيث يقف على رأسها عدد من كبار القادة الفلسطينيين يقسمون بينهم المهام والمسئوليات.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن