إسرائيل تلمح لزلزال سياسي وعسكري في الشرق الأوسط

طائرات إسرائيلية

يعتقد محللون إسرائيليون أن أبرز الظواهر التي أعقبت الاستفتاء الشعبي في بريطانيا، والتصويت لصالح خروجها من الاتحاد الأوروبي، هي حالة الارتياح التي تنتاب الدول الإسلامية والعربية في منطقة الشرق الأوسط، التي ترى أن الخطوة من شأنها أن تضعف الاتحاد وموقف الولايات المتحدة الأمريكية في أوروبا، أو بمعنى أدق موقف واشنطن في بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي.

وزعم المحللون أن هناك مؤشرات على حالة الارتياح تلك، ظهرت في الرياض وعمان ودمشق وطهران، معتبرين أنها تدل على اتفاق في المواقف بين هذه الدول، هو الأول من نوعه منذ بدء ما وصوفه بـ”التمرد العربي” في كانون الأول/ ديسمبر 2010.

وبحسب موقع “ديبكا” الإسرائيلي، المتخصص في التحليلات العسكرية والاستخباراتية، فإن هذا الارتياح يأتي على الرغم من أن الشهور الأخيرة شهدت عودة محدودة للقوات العسكرية الأمريكية للقتال ضد تنظيم “داعش” في دول مثل العراق وسوريا وليبيا، وتسبب هذه الخطوات في تحريك المياه الراكدة بشأن السياسات الأمريكية التي كانت قد خلقت فراغاً بالمنطقة.

وعبّر محللو الموقع عن دهشتهم من الحالة التي تنتاب العالم العربي والإسلامي، في وقت كان الاتحاد الأوروبي قد بذل جهوداً سياسية وتحمّل أموالاً طائلة طوال سنوات، سواء في العالم العربي ودول الخليج، وسواء بالنسبة لإيران، ولا سيما بغرض التوصل إلى الاتفاق النووي، ودوره في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

وتابعوا أن الموقف الأغرب هو الذي أبداه المقربون من الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي حاول الأوروبيون والأمريكيون منذ سنوات تقديمه للعالم على أنه أمل لنموذج ليبرالي – ديمقراطي في إيران، سوف يفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الغرب.

وركز الموقع على تصريح الدبلوماسي حميد أبو طالبي، مساعد الشؤون الخارجية بمكتب الرئيس الايراني، الذي أشار إلى أنه “على طهران استغلال التطورات”، وقال إن “الأوروبيين فقدوا ثقتهم بالاتحاد”، مضيفاً أن “الأزمات الاقتصادية في جنوب أوروبا، والهجمات الإرهابية وموجات اللاجئين، كل ذلك دليل على انهيار الاتحاد الأوروبي”.

واقتبس الموقع تصريحات الجنرال مسعود جزائري، مساعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، الذي علّق بقوله إن “الطريق الوحيد الآن أمام الاتحاد الأوروبي لكي يبقى، هو إعلان الاستقلال عن البيت الأبيض”.

ويشير المحللون إلى أن نتائج الاستفتاء وتأييد خروج بريطانيا من الاتحاد تدل على أن تلك هي المرة الأولى التي تعتقد فيه الدول العربية والإسلامية أنه من الأفضل لها عدم التعويل عسكرياً في حربها ضد تنظيم “داعش” على الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا.

وزعموا أن الرأي الذي يتبلور حالياً في غالبية العواصم العربية والإسلامية هو أن الائتلاف الغربي ضد “داعش” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من دول غرب أوروبا، وهو ائتلاف عمل حتى الآن بشكل جزئي فقط، سيزداد ضعفاً، حيث أن بريطانيا ستغرق في أزمات لن تتوقف، وسوف تقلّص أو تسحب جميع قواتها من ساحات القتال ضد “داعش” في الشرق الأوسط، لاعتبارات تتعلّق بالحالة الاقتصادية، لافتين إلى أنه عقب خروج بريطانيا، لم تعد هناك فرصة لتدخل حلف “الناتو” أيضاً في الحرب ضد التنظيم.

وأردفوا أن هناك أصواتًا تتعالى في عدد من العواصم العربية، بشكل لم يكن يمكن حدوثه علناً في الفترة الماضية، تطالب بوقف مقاطعة الرئيس بشار الأسد، والتعاون معه في العمليات العسكرية ضد تنظيم “داعش”، لافتين إلى أن التطورات تثبت أن مزاعم الأسد منذ بدء الحرب السورية عام 2011، بأنه يحارب الإرهاب والتطرف الإسلامي وليس المعارضة السورية، هي مزاعم صحيحة في هذه الحالة.

وبينوا أنه في حال تطورت الأمور من مرحلة التصريحات إلى مرحلة بلورة الأفكار والأفعال على الأرض، فإن منطقة الشرق الأوسط عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستقف أمام زلزال سياسي وعسكري غير مسبوق.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن