إفادات تكشف كيف تسربت جماعة غولن إلى الجيش التركي

نشرت صحيفة “صباح” التركية، تقريرا مفصلا عن لائحة الاتهام التي قدمتها المحكمة الجنائية الرابعة في العاصمة التركية أنقرة، ضد منظمة فتح الله غولن والمنتسبين لها.

وبدأ التقرير، بالحديث عن الوصف الذي يطلقه أردوغان على المنتسبين لهذه المنظمة، حيث يشبههم بـ”الحشاشين”، مشيرا إلى ما وصفه بـ”الأساليب القذرة” التي يتبعها هؤلاء من أجل الوصول إلى مراكز متقدمة داخل أجهزة الدولة.

واستعرض بعض الاعترافات التي أدلى بها متهمون بالانتساب لهذه المنظمة، حيث أكدوا أن الجماعة كانت تسرب للطلبة أسئلة الثانوية، مضيفا أن أحد المتهمين قال إنه ارتبط بالمنظمة في عام 2006، وطُلب من ابنه أن يحضر معلومات عن الطلبة الذين يقطنون معه في السكن الطلابي المشترك، ثم دعوه إلى دروس خصوصية، ثم ساعدوه عام 2012 في تجاوز الثانوية العسكرية.

ونقل التقرير عن المتهم قوله: “سألوني فيما إذا كانت صورة زوجتي في بطاقة الهوية محجبة أم لا، فقلت لهم إنها محجبة، فطلبوا مني أن أصوّرها صورة وهي بدون حجاب، وأن أغيّر بطاقة هويتها لأضع الصورة الجديدة، وقمت بذلك، وقدمت الطلب للمسؤول الذي اسمه سليم، لكنهم أخبروني بعد ذلك بأنني كنت مرتبطا بالجماعة، وأني درست في مدارس خصوصية لهم، ولذلك أخبروني بأنهم سيقومون بمسح سجلي الماضي، وسيزوّرون الأوراق بأنني درست في مدارس أخرى”.

وأضاف المتهم: “ذهب ابني قبل يوم من تاريخ عقد امتحان العسكرية عام 2012 إلى بيت من بيوت الجماعة، ودخل الامتحان في اليوم التالي، وخرج منه بعد 15 إلى 20 دقيقة، وعندما سألته: لماذا خرجت مبكرا؟ قال لي: أخي مسؤول البيت كان يحل لنا كل 15 يوما 100 سؤال، والأسئلة التي كانت في الامتحان كانت مماثلة للأسئلة التي كان يحلها لنا، حتى إنه قال بأن علينا الانتباه جيدا لأننا قد نرى هذه الأسئلة أمامنا يوم الامتحان، وحذّرنا أيضا بأنه إذا حصل ذلك فإن علينا أن نضع إجابة خاطئة لسؤال واحد من كل خمسة إلى ستة أسئلة”.

وتابع المتهم: “حصل ابني على علامة 89 في الامتحان، وبعد ذلك دعوه إلى المقابلة، وذكر لي أن أحد الأشخاص المسؤولين عنه في البيت كان ضمن اللجنة التي تقابل الطلبة، وأنه أشار إليه بأن يتصرف وكأنه لا يعرفه. وعندما سمعت ذلك شعرت بالقلق، واستفسرت من أحد المسؤولين، فقال لي: هذا شيء طبيعي، نحن نسعى إلى أن يدخل الشرفاء الأنقياء في الجيش”.

ونشر التقرير كذلك اعترافات لمتهم آخر؛ قال فيها: “غضبت عندما أرادوا مني تسجيل ابني في ثانوية عسكرية وهو لا يستحقها، وحينها غضب مسؤول الجماعة، وقال لي: سنجعل ابنك الأول على الثانوية وسينتقل إلى أفضل مكان، ويرتقي بسرعة، لكنني رفضت بشدة، وقطعت علاقة ابني بالجماعة”.

وكشف التقرير، من خلال إفادة المتهمين، أن المسؤولين في منظمة فتح الله غولن، كانوا يضطرون لإجراء عمليات تجميلية لطلبتهم؛ من أجل أن يستطيعوا الالتحاق بالمدارس والكليات العسكرية، سواء عمليات تجميل للأسنان، أو للعيون، وغيرها من العمليات، مع إظهار أقصى درجات الحرص لإخفاء أي أثر لهذه العمليات، وكانوا يتابعون طلبتهم حتى بعد التخرج من المدارس والكليات، ويتأكدون من استمرارية ارتباطهم بالمنظمة.

ونقل عن أحد المتهمين قوله إنه كان شاهدا وفاعلا في المنظمة لمدة خمس سنوات، وإنه يعرف شخصا اسمه الحركي سليمان، كان مسؤولا عن خمسة آلاف بيت يقطن فيها الطلبة، كلها تابعة لمنظمة فتح الله غولن، وكانوا يتلقون الدروس الدينية التابعة له، ويستخدمون كلمة “كابادوكيا” للإشارة إلى القوات المسلحة التركية، وكلمة “أزرق” ويعنون بها الشرطة، وكلمة “أخضر” ويقصدون بها قوات الجيش.

ونقل التقرير أيضا إفادة متهم آخر؛ قال فيها: “أُحضر لنا 38 سؤالا يتعلق بامتحان دخول العسكرية عام 1994- 1995، وكانت تضم أسئلة رياضيات وعلوم وهندسة. الأسئلة لم توزع على الطلبة كلّهم، لكنها انتشرت في أنحاء الدولة، وكانوا يقولون لنا: نحن رأينا هذه الأسئلة في المنام، وقد تكون هي أسئلة الامتحان”.

وأضاف المتهم: “إذا كان هناك طلبة أذكياء يعانون من مشاكل صحية؛ فإنهم كانوا يعالجونها، ويقدمون كل الدعم الصحي لهم”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن