إلى أين وصلت العلاقة بين أنقرة وتل أبيب؟

إلى أين وصلت العلاقة بين أنقرة وتل أبيب؟
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ

قبل شهر من الآن قررت تركيا ملحقا ثقافيا لها في سفارتها في تل أبيب في إسرائيل ، للمرة الأولى منذ 11 عاما، أي منذ حادثة سفينة مرمرة، وهو ما عنى أن الثقافة والسياحة قد تكونان الباب الذي ستدخل منه العلاقات الثنائية مرحلة جديدة.

وبعد 3 أيام فقط اتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الإسرائيلي المنتخب حديثا إسحاق هرتسوغ مهنئا إياه، وتناولا في الاتصال القضايا الثنائية والإقليمية، وأكدا فيه على أن لبلديهما إمكانات تعاون كبيرة في شتى المجالات. وأكد أن “استمرار التواصل والحوار مع إسرائيل -رغم كل اختلافات الرأي- له أهمية كبيرة”.

من جهته، قال هرتسوغ إنه أكد مع أردوغان على أن العلاقات بين الجانبين “ذات أهمية قصوى لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط”، وإنهما اتفقا على استمرار الحوار من أجل تحسين العلاقات بين البلدين، لكن تطور العلاقات يعود إلى ديسمبر/كانون الأول 2020، حين انتشرت أخبار عن تعيين تركيا سفيرا لها في تل أبيب ضمن حملة تعيينات دبلوماسية.

وذكرت بعض التقارير اسم السفير الذي وقع عليه الاختيار. لم يتم الأمر في حينه، لكن فُهمَ أنه مقبول من الناحية المبدئية بالنسبة لأنقرة، وينتظر ربما بعض التفاصيل الفنية العالقة بين الجانبين.

تطور العلاقات

ووفق باحثين وسياسيين فإن الأسباب والدوافع لهذا المتغير التركي، تعود إلى انتخاب الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن الذي يعد قاسما مشتركا لعدد من التطورات الإقليمية التي شملت تركيا وأطرافا أخرى.

ومن ذلك ترطيب العلاقات التركية الأوروبية، وسعي أنقرة لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع عدد من الدول الحليفة لواشنطن، ومن بينها مصر والسعودية وبدرجة أقل الإمارات. ولا تشذ دولة الاحتلال عن ذلك، إذ ثمة قناعة في أنقرة على ما يبدو بأن تطوير العلاقات مع الأخيرة يمكن أن يخفف حدة التوتر مع البيت الأبيض، وهو ما يمثل أولوية بالنسبة لتركيا في الوقت الراهن.

كما أن ملف شرق المتوسط بات أولوية واضحة للسياسة الخارجية التركية مؤخرا، وهنا تتبدى أهميتان لتل أبيب من وجهة نظر أنقرة: الأولى، إمكانية ترسيم الحدود البحرية معها بما سيقوّي من موقف تركيا في مواجهة اليونان.

وبالنظر إلى الصياغات المستخدمة من الجانبين، واستمرار الاتصال لـ40 دقيقة -كما ورد في وسائل الإعلام- وكونه الاتصال الأول من نوعه منذ سنوات، يمكن القول إنه مؤشر واضح على قرب تطوير العلاقات بين الجانبين أو على الأقل مؤشر على رغبة تركية واضحة في هذا الاتجاه.

كما أن هناك تركيزا واضحا على الجوانب المتعلقة بالثقافة والسياحة والتجارة من جهة، لأنها لا تمثل قضايا خلافية بين الجانبين وإنما مكاسب لكليهما، ومن زاوية أخرى لأهميتها في ظل تراجع المؤشرات الاقتصادية التركية مؤخرا ولا سيما في ظل جائحة كورونا.

ومما يسهل الأمر ويساعد على النزول عن شجرة العلاقات المتوترة، أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة أنهت على الأقل مؤقتا ظاهرة نتنياهو وحكمه، وهو ما رأته تركيا فرصة فيما يبدو بتحميله مسؤولية تردي العلاقات سابقا، وبالتالي إمكانية فتح صفحة جديدة مع الحكومة الجديدة، خاصة أن الخطاب الرسمي التركي كان يؤكد على أن مشكلتها كانت مع الحكومة الإسرائيلية وسياساتها.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن