ابو مازن يشتكي “الخداع” ويبحث عن مساندة العرب قبل وقف التنسيق الامني بشكل نهائي

رام الله / الوطن اليوم / لم يعد يخفي قادة السلطة الفلسطينية أنهم وقعوا في فخ محكم نصبته الإدارة الأمريكية بمساعدة أطراف عربية، خاصة وأن المواجهات والتي تعم المناطق الفلسطينية لم تثمر عن تحقيق ما يريدون بوضع الملف الفلسطيني ضمن سلة السياسة الأمريكية في هذا الوقت.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي التقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعقد معه اجتماع مغلق بعيدا عن المستشارين وكبار الساسة من الطرفين، حمل شكاوي كبيرة معه قبل اللقاء، أولها من جهات وأطراف عربية تضغط عليه للتهدئة دون مقابل، وثانيها من الإدارة الأمريكية والتي أوعز للناطق باسمه لتوجيه انتقادات حادة لها قبل لقاء السيسي، حين قال نبيل أبو ردينة ان مواقف الإدارة الأمريكية غير مشجعة ولن تساهم بتهدئة الأجواء، خاصة وأن الجانب الإسرائيلي ما زال مستمرا بإجراءاته واعتقالاته وإطلاق النار دون سبب على المواطنين.

أبو ردينة كان يتحدث عما قدم من الإدارة الأمريكية بالإعلان الرسمي أن الملف الفلسطيني غير مدرج على قائمة اهتمامات واشنطن، وأن أي حل لا يمكن أن يتم خلال الشهور القليلة المتبقية لبقائه في الحكم.

وقد أبلغ الجانب الفلسطيني أن الإدارة الأمريكية ستبارك “خطوات حسن النية” التي سيعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سيلتقي الاثنين مع الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، دون طرح خطة للتفاوض أو الحل، مع طلبها بصيغة مبهمة تعزيز تواجد وقوة السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية في المناطق (ب وج)، بهدف وقف تهديد الفلسطينيين وقف التعامل باتفاق أوسلو.

مصادر سياسية فلسطينية خاصة قالت ان هذا لم يكن الطرح الذي أبلغ به أبو مازن خلال لقاءه الأخير مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الأردن، ولم يكن أيضا الكلام الذي سمعه من الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي أبلغه بأن هناك تحركات قريبة للإدارة الأمريكية حسب ما أفهم من لقاءه بكيري، بأن هناك تحرك قريب سيكون بدايته بوصول وفد من الرباعية الدولية للمنطقة، يؤسس لمرحلة جديدة بوضع أسس لخطة سلام شاملة تقود لدولة فلسطينية على حدود العام 67، وتأخذ بعين الاعتبار مبادرة السلام العربية.

وقد كان كيري أعلن قبل مغادرة عمان قبل أسبوعين تقريبا، حين حضر لتهدئة الأوضاع في المناطق الفلسطينية، عن استمرار عقد اللقاءات والجهود الاضافية قريبا لدفع عملية السلام والاستقرار بالمنطقة.

وتعهد بأنه سيبقى على اتصال مع الملك الأردني ومع نظيره ناصر جودة، للاستمرار في النقاشات وبذل المزيد من المساعي، وقال أيضا انه خلال
زيارة نتنياهو لواشنطن سيتم بحث هذا الملف.
لذلك يشعر أبو مازن بخذلان من الإدارة الأمريكية في هذا الوقت، لذلك يريد الحصول على دعم عربي سياسي ومالي واسع.

المصادر السياسية أيضا قالت ان أبو مازن خلال لقاءه المغلق مع السيسي بحث معه خطوات وقف التعامل بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، وفي مقدمتها وقف التنسيق الأمني والعمل بالاتفاق الاقتصادي، حسب خطة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، غير ان المصادر لم توضح طبيعة الرد المصري على هذا الملف.

وهناك تؤكد المصادر ان أبو مازن يريد قبل التصديق بشكل نهائي على قرارات وقف التنسيق الامني والاتفاق الاقتصادي استشارة العرب، ومعرفة قدرتهم على مساندة ودعم السلطة الفلسطينية خاصة وأنه بات متيقن بوقوعه في أزمة سياسية مالية كبيرة ستفرضها ظروف المرحلة والمعركة التي يخوضها، لذلك سيطلب خلال لقاءاته في السعودية مع الزعماء العرب على هامش القمة العربية مع دول أمريكا الجنوبية تفعيل حقيقي لشبكة الأمان العربية، مع تلويح الإدارة الأمريكية السابق بخفض المساعدات تمهيدا لقطعها.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن