استشاري فتح: “عودة الشرعية” طريق إعمار غزة الوحيد

مركزية فتح

غزة / الوطن اليوم

أكد المجلس الاستشاري لحركة فتح مساء الأحد إن ما قال إنه “عودة الشرعية والأمن الشرعي هي الطريق الوحيد لإعادة إعمار قطاع غزة وليست هذه العودة ضد حركة حماس أو أبنائها أو مقاتليها”.

وقال استشاري ‘فتح’ في ختام دورته الثامنة: إن “السلطة الشرعية بقيادة الرئيس محمود عباس هي سلطة وطنية وديمقراطية يحكمها قانون الانتخابات وتقوم على المشاركة الكاملة في قيادة السلطة ومؤسساتها”.

وأشار في دورة شهداء الوطن وشهداء القدس والمسجد الأقصى- دورة شهداء أعضاء المجلس الاستشاري، التي عقدها بمقر الرئاسة في مدينة رام الله إلى أن السلام والأمن والاستقرار يبدأ من القدس أولاً، وحذر من خطورة المساس بالمقدسات وتحويل الصراع إلى ديني.

ودعا إلى توحيد المرجعيات والهيئات العاملة من أجل حماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، و’يجب أن تصل رسالة الدعم والمساندة لكل بيت في قدسنا، وأن يشعر أهلنا الصامدون فيها أنهم ليسوا وحدهم وهم الأحق منا جميعا بالدعم والمساندة والوقوف إلى جانبهم دون كلل ودون تردد’.

وأكد استشاري فتح أن التحرك لتقديم مشروع القرار الوطني إلى مجلس الأمن الدولي لإنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة وحق اللاجئين في العودة، لا بد وأن يحقق في ظل هذه العزلة الدولية لإسرائيل إنجازا تاريخيا لشعبنا الصامد المكافح.

وطالب بوضع خطة تحرك شاملة للمجلس الوطني والتشريعي والاستشاري وكذلك المنظمات الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان، للتحرك على مستوى القارات الخمس لمزيد من قرارات الدول والبرلمانات الدولية للاعتراف بدولتنا الفلسطينية.

ودان المجلس الاستشاري ما جرى في غزة على “يد قيادات من حماس” الذي أدى الى إلغاء مهرجان إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد قائد شعبنا ورمز نضاله ‘أبو عمار’، وإعاقة عمل حكومة الوفاق الوطني.

كما استنكر التفجيرات التي استهدفت مساكن أعضاء من قيادات ‘فتح’ في غزة، ونسف المنصة التي أعدت للاحتفال الذي كان مقررا في ساحة الكتيبة.

وحيا المجلس الاستشاري العزيمة المتجددة والتصميم على عقد المؤتمر السابع لحركة ‘فتح’ دون تأخير، الذي يهدف إلى ضخ دماء الشباب الجديدة لأطر الحركة القيادية العليا.

وفيما يلي نص بيان المجلس الاستشاري لحركة ‘فتح’:

عقد المجلس الاستشاري لحركة فتح دورته الثامنة بمدينة رام الله في مقر الرئاسة يومي 22 -23 تشرين ثاني / نوفمبر 2014، وقد أعلن الأخ أبو علاء افتتاح الدورة -دورة شهداء الوطن وشهداء القدس والمسجد الأقصى- دورة شهداء أعضاء المجلس الاستشاري وهم الإخوة المناضلون أبو الرائد الأعرج، ومحمود اللبدي، وأحمد هزاع الذين ارتقوا لجوار ربهم بعد حياة حافلة بالعطاء الوطني لحركتنا فتح ولكفاح شعبنا الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وبعد تثبيت العضوية وتوفر النصاب، عزف النشيد الوطني الفلسطيني ووقف الأخ الرئيس أبو مازن وأعضاء المجلس وقرؤوا فاتحة الكتاب على أرواح شهداء شعبنا في معركة الحرية والاستقلال الوطني.
كلمة الأخ الرئيس أبو مازن:
وقد ألقى الأخ الرئيس أبو مازن في بداية الجلسة كلمة جامعة تناول فيها الوضع السياسي الداخلي والوطني والدولي، وتوقف الرئيس مطولا أمام هذه المحاولة الإسرائيلية المشؤومة للمساس بالمسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانياً ومكانياً، وقال الرئيس إن القدس هي عاصمة دولة فلسطين المستقلة، وحذر من المساس في المسجد الأقصى ومن سياسات التوسع الاستيطاني وهدم المنازل وهي محاولات تهدف لتدمير جهود السلام وضرب أي أمل في الأمن والسلام بين الشعبين وعلى أساس حل الدولتين، وأضاف الرئيس إنني أحيي شعبنا الصامد في القدس والأقصى. وأوضح أن موقفنا واضح وضوح الشمس ويلقى الاحترام والتأييد من الأسرة الدولية ويقوم على الالتزام بحل الدولتين وبالمفاوضات على أساس التزام إسرائيل بالمقابل بالانسحاب حتى خط عام 67 ورحيل المستوطنين من أرضنا، وكذلك إطلاق الدفعة الرابعة من أسرى الحرية المعتقلين قبل العام 1993.
وتناول الرئيس في ختام كلمته الجهود الأردنية المشكورة وعلى رأسها الملك عبد الله الثاني لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى، حيث تم الاتفاق على التهدئة ووقف الاستفزازات والالتزام الإسرائيلي والالتزام بالوضع الراهن المقر في عام 1967.
وتناول الرئيس جهود السلطة الوطنية وحكومة الوفاق الوطني لإعادة إعمار قطاع غزة ومؤتمر المانحين في القاهرة حيث تم الالتزام بمبلغ خمسة مليارات وثلاثمائة مليون دولار من أجل إعمار غزة بعد العدوان الإسرائيلي في تموز وآب الماضيين، وفي ختام كلمته أكد الرئيس تمسكنا بالوحدة والمصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام وتجاوز كل الأخطاء والسلبيات والتجاوزات التي تحاول اعتراض مسيرة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، مؤكداً أن مشروع قرارنا في مجلس الأمن يتطلب أن نكون موحدين في ظل الشرعية الوطنية التي تقوم على قاعدة المشاركة والتكافؤ وليس على أساس الانفراد في السلطة والقرار، كما يروج الذين يتحملون مسؤولية تدمير غزة دون إدراك ودون مسؤولية، واليوم ورغم نجاح جهود الوحدة وتوقيع أكثر من اتفاق في القاهرة وقطر وغزة، فهناك من يعمل على تعطيل المسيرة الوطنية، وهذا كان واضحاً في إلغاء إحياء شعبنا للذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس أبو عمار، سواء بحرق منصة الاحتفال أو بإلقاء المتفجرات على عدد من منازل قادة فتح، والإعلان غير المسؤول بأن القوى الشرطية والأمنية لن تقوم بتأمين حماية المهرجان وكذلك تهديد شركات الباصات بعدم نقل المحتفلين من أنحاء القطاع إلى ساحة الكتيبة حيث كان من المقرر قيام المهرجان بموافقة قيادة حماس.
وقال الرئيس أمامنا أيام حاسمة وتاريخية في مجلس الأمن لانتزاع القرار الدولي الملزم لإسرائيل وإجبارها على الانسحاب وقيام دولتنا خلال عامين، وهذا يستدعي الوحدة والمزيد من الوحدة وليس التهجم دون وجه حق علينا وعلى رئيسنا الشهيد أبو عمار.
جلسة النقاش العام :
وبعد كلمة الرئيس أبو مازن أعلن أمين سر المجلس الاستشاري الأخ أبو علاء بدء جلسة النقاش العام التي استغرقت على مدى يومين أكثر من عشر ساعات، حيث تحدث عدد من الإخوة أعضاء المركزية وأعضاء المجلس الثوري، وكذلك 32 عضوا من المجلس الاستشاري، وقد تناولت المداخلات الرؤية الوطنية والسياسية لتعزيز الوحدة وإنهاء الانفصال وكذلك رؤية فتح لتعزيز التلاحم الوطني في القدس لحماية الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتعزيز المقاومة الشعبية في كافة المناطق التي يتهددها الاستيطان وكذلك تأمين حماية المساجد في القرى وحماية المزروعات من الحرق الذي يقوم به المستوطنون وكذلك سرقة محاصيل الزيتون تحت حماية قوات الاحتلال.
وأكد أعضاء المركزية والثوري والاستشاري دعمهم الكامل لمشروع القرار الوطني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والذي قدمه الأخ الرئيس لمجلس الأمن الدولي والذي من المقرر أن يبدأ المجلس بحثه ودراسته المعمقة يوم الثلاثين من نوفمبر الجاري 2014 وقد وجه المجلس الاستشاري التحية لأسرانا البواسل وجرحانا ونعاهدهم على مواصلة النضال لإطلاق سراحهم، وقد أصدر المجلس الاستشاري في ختام اجتماعاته على مدى يومين البيان التالي:
أولاُ: القدس الشريف خط أحمر:
يحيي المجلس الاستشاري جماهير شعبنا، ويؤكد على وقوف شعبنا مع أهلنا في القدس والمقدسات، ولن يكونوا وحدهم ونعمل في الأمم المتحدة وجميع المحافل الدولية من أجل نيل حقنا المشروع في أرضنا وقدسنا ومقدساتنا وحريتنا، وأن تكون لنا دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
يؤكد المجلس الاستشاري أن السلام والأمن والاستقرار يبدأ من القدس أولاً، ويحذر المجلس من خطورة المساس بالمقدسات وتحويل الصراع إلى صراع ديني. ولن ينسى أبناء شعبنا ما قاله رئيسنا الخالد أبو عمار’ ليس منا وليس فينا من يفرط بذرة تراب من أرض القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية’ .
وفي مواجهة هذا الخطر المحدق بالقدس والأقصى يدعو المجلس الاستشاري منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية والأردن الشقيق الذي يتولى رعاية وحماية المقدسات وكذلك المغرب الذي يرأس لجنة القدس للعمل ليل نهار على صعيد دعم صمود أهلنا في القدس وعلى الصعيد الدولي لإرغام إسرائيل على وقف عدوانها لتدنيس الأقصى والمقدسات لقطع الطريق على حق شعبنا في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ويدعو المجلس الاستشاري إلى توحيد المرجعيات والهيئات العاملة من أجل حماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ويجب أن تصل رسالة الدعم والمساندة لكل بيت في قدسنا، وأن يشعر أهلنا الصامدون فيها أنهم ليسوا وحدهم وهم الأحق منا جميعا بالدعم والمساندة والوقوف إلى جانبهم دون كلل ودون تردد.
ثانياً: الاعتراف الدولي يعزز صمود شعبنا ويقرب ساعة الخلاص من الاحتلال

إن المجلس الاستشاري وبعد تحليل معمق للأوضاع الدولية واستمرار الغطرسة الإسرائيلية والعدوان والاحتلال والاستيطان، يؤكد أن التحرك لتقديم مشروع القرار الوطني إلى مجلس الأمن الدولي لإنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة وحل عادل لمشكلة اللاجئين لا بد وان يحقق في ظل هذه العزلة الدولية لإسرائيل انجازا تاريخيا لشعبنا الصامد المكافح، ويترافق مع هذا القرار التاريخي الذي نأمل أن يلقى الدعم والموافقة من جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر، مع حركة عالمية في أوروبا للاعتراف بدولة فلسطين المستقلة، حيث أعلنت دولة السويد الصديقة اعترافها الكامل بدولة فلسطين دون قيد أو شرط، من أجل تعزيز الجهود الدولية لإرغام إسرائيل على الانسحاب من الأرض الفلسطينية، ودولة السويد المعروفة بأنها دولة الضمير الأوروبي قد حرك قرارها عدة برلمانات أوروبية، كان أولها مجلس العموم البريطاني الذي دعا الحكومة للاعتراف بدولة فلسطين ودَعَم هذا القرار 274 عضوا وهم عدد الحاضرين في هذه الجلسة التي كرست لبحث أقوى وأفضل الوسائل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ حل الدولتين . وبعد بريطانيا صوت البرلمان الايرلندي بالإجماع واعترف بدولة فلسطين، وبعد أيام من تصويت ايرلندا صوت البرلمان الاسباني واصدر قرار الاعتراف بدولة فلسطين بنسبة تصويت غير مسبوقة في اسبانيا، حيث صوت مع القرار 319 عضوا وضده اثنان وواحد امتنع. ومن المقرر أن تصوت الجمعية الوطنية الفرنسية يوم 2 ديسمبر القادم على الاعتراف بدولة فلسطين .
كما يتوجه المجلس بالتحية لدول أمريكا اللاتينية والدول الإفريقية وعدم الانحياز ودول قمة المؤتمر الإسلامي التي وقفت مع شعبنا تاريخيا وساندته دائما، واليوم أعلن رؤساء اللجان والتكتلات في البرلمان الأوروبي الذي يجمع كل ممثلي الدول الأوروبية وعددها 28 دولة، إن هذا البرلمان سيعلن يوم الاجتماع القادم للتصويت على الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ويحيي المجلس الاستشاري هذه الوقفة العالمية من قبل العديد من البرلمانات الدولية مع قضية شعبنا العادلة على أساس حل الدولتين . ويؤكد أن هذه القرارات الصادرة عن الشرعيات البرلمانية ستأخذ طريقها الى التنفيذ ولن تبقى تصويتا رمزياً لفترة طويلة، فالبرلمانات هي التي تقرر سياسات السلطة التنفيذية والحكومة في نهاية المطاف، ولهذا يحتل قرارها بالاعتراف أهمية تاريخية وسياسية جعلت إسرائيل تسحب سفيرها من السويد وتدين قرار اسبانيا وتمارس ضغوطا في بريطانيا، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، نعم هنالك تغير دولي حاسم لصالح شعبنا ودولتنا، وهذا الانعطاف التاريخي إنما يؤكد لشعبنا الصامد أن ساعة الحرية قد أزفت.
ويدعو المجلس الاستشاري باقي البلدان العالمية لاتخاذ نفس القرارات في برلماناتها للاعتراف بدولة فلسطين لدعم مسيرة السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وإنهاء آخر احتلال في التاريخ.
ويدعو المجلس الاستشاري لوضع خطة تحرك شاملة للمجلس الوطني والتشريعي والاستشاري وكذلك المنظمات الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان للتحرك على مستوى القارات الخمس لمزيد من قرارات الدول والبرلمانات الدولية للاعتراف بدولتنا الفلسطينية، فكل اعتراف إنما يعزز الصمود الوطني لشعبنا ويعزز المقاومة الشعبية ضد الاستيطان وقطعان المستوطنين الذين يعيثون فسادا في أرضنا ومساجدنا ومزارعنا وزيتوننا.
وخطة التحرك المطلوبة على المستوى الدولي وتأمين الحماية الدولية لشعبنا تفضح وتعري الأكاذيب الإسرائيلية الزائفة التي تلقى الدعم من آلة إعلامية ضخمة تسيطر عليها الصهيونية العالمية. نعم يجب أن تحمل وفودنا الرؤيا السياسية الواقعية والمسؤولة لإنهاء الاحتلال والاستيطان وقيام دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف على أساس حل الدولتين وهذا الموقف يحظى بالدعم والإسناد الدولي ويجب المثابرة على تعزيزه على المستوى العالمي وبشكل دائم ومبرمج. ويجب العمل على إنهاء حالة الانقسام وتعزيز المصالحة والوحدة وحكومة الوفاق الوطني لسحب الذرائع من يد آلة الدعاية الإسرائيلية والصهيونية المضللة . وفي هذا السياق يجب أن تكون رؤيتنا رؤية وطنية على أساس البرنامج الوطني الذي أقرته مجالسنا الوطنية ووثيقة الأسرى والتي على أساسها تحققت الوحدة والمصالحة وإقامة حكومة الوفاق الوطني، حيث رحبت دول العالم قاطبة باستعادة الوحدة والمصالحة وبحكومة الوفاق الوطني. وبفضل قيام حكومة الوفاق وبجهود مصرية كبيرة برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي وبدعم من النرويج، عقد مؤتمر المانحين في القاهرة وتعهد بمبلغ خمسة مليارات وثلاثمائة مليون دولار لدعم إعادة إعمار غزة التي دمر العدوان الإسرائيلي في تموز وآب منازلها وأحياءها ودمر البنية التحتية في جميع مدن القطاع وكذلك المشاريع الصناعية ومحطة الكهرباء وقتل أكثر من ألفي مواطن وأصيب بقذائف العدوان الإسرائيلي أكثر من عشرين ألف مواطن، المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى الإسراع في إنهاء الانقسام للدفع بعجلة إعمار غزة بأسرع وقت لما فيه مصلحة المواطن الفلسطيني في الذي دفع ثمن العدوان وتعطيل المصالحة الوطنية، وكذلك دعم القرارات الدولية المتتابعة للاعتراف بدولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

إن الأولوية المطلقة للوحدة والمزيد من الوحدة من أجل الاستقلال الوطني وإقامة دولتنا، واقتلاع الاستيطان من أرضنا، واستعادة القدس الشريف العاصمة الخالدة لدولتنا الفلسطينية المستقلة.
ثالثا: إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس أبو عمار، والذكرى الخمسين لانطلاقة حركة ‘فتح’
أحيا شعبنا الذكرى العاشرة لاستشهاد رئيسنا الخالد أبو عمار في كافة أماكن تواجده في الوطن والمخيمات والشتات وعلى مستوى العالم . حيث أكدت هذه الاحتفالات أن الشعب الفلسطيني يجدد تصميمه على الكفاح والنضال من أجل إنهاء الاحتلال على أساس الأهداف والمبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية التي رسخها الشهيد أبو عمار في الضمير العالمي، والتي أخذت تؤتي أكلها بهذا الاعتراف العالمي بدولتنا الفلسطينية يوما بعد يوم . إن هذه الذكرى وجهت بدورها رسالة إلى دول العالم وشعوبه، أن طريق ياسر عرفات هو طريق شعبنا نحو الحرية والاستقلال، ولا تنازل ولا تراجع مهما عظم جبروت الاحتلال، ورغم كل الوحشية الإسرائيلية في الاستيطان والاحتلال والاعتقالات ونسف المنازل ووضع المكعبات الإسمنتية، واتخاذ القرارات العنصرية ضد اليد العاملة العربية ليس في عسقلان وحدها، بل حيث يوجد احتلال وحيث يوجد مستوطنون هناك سياسة عنصرية استعلائية وإلغائية تحاول طرد شعبنا من وطنه.
ولا بد للمجلس الاستشاري أن يدين ما جرى في غزة على يد قيادات من حماس، والذي أدى إلى إلغاء مهرجان شعبنا لإحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد قائد شعبنا ورمز نضاله ‘أبو عمار’، وإلى إنهاء المصالحة، وإعاقة عمل حكومة الوفاق الوطني. هذا المهرجان الذي كان رسالة ضد العدوان والاحتلال والحصار المفروض على قطاع غزة، والقضاء على أجواء الانقسام والتنابذ وليس للصراع على السلطة، وعودة قطاع غزة إلى حضن الشرعية الوطنية والأمن الوطني إلى المعابر وعودة النظام العام في جميع أنحاء القطاع، والتي تمت الموافقة عليها في اتفاقيات الوحدة وإنهاء الانقسام، وكذلك في اتفاقيات إعمار قطاع غزة مع مبعوث الأمم المتحدة روبرت بيري.
ويدين المجلس الاستشاري التفجيرات من قبل حماس أمام مساكن أعضاء من قيادات فتح في غزة، ونسف المنصة التي أعدت للاحتفال الذي كان مقررا في ساحة الكتيبة . فكانت حركة فتح كعهدها دائما تريد من هذا المهرجان أن يحقق رسالة شعبنا ضد الاحتلال، وكذلك رسالته لتعزيز الاعتراف العالمي بحقنا في الحرية والاستقلال. أما مسألة السلطة ومن يحكم ومن يعارض في نظام ديمقراطي، فهذه المسألة يقررها المواطنون وهم يدلون بأصواتهم في صندوق الانتخابات الديمقراطية الحرة، وعلى أساس التمثيل النسبي الكامل لإنهاء الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ وقوع الانقلاب الذي قامت به حماس ضد السلطة الشرعية قبل سبع سنوات. وبإمكان أهلنا في قطاع غزة أن يقيِموا بأنفسهم ما ألحقه هذا الانقلاب ضد الشرعية وضد شعبنا ومصالحه وحياته .

وللأسف أضاعت قيادات من حماس هذه المناسبة التاريخية لاستشهاد قائد الشعب الفلسطيني لتوجيه رسالة صمود ووحدة ضد المحتل الإسرائيلي، ورسالة شكر وتقدير واحترام للأسرة الدولية التي تقف الى جانبنا في معركة الحرية والمصير الوطني .
إن المجلس الاستشاري يدعو إلى طي صفحة الماضي المؤلمة وفتح صفحة جديدة تقوم على الأخوة والوفاق والمشاركة في المصير الوطني التي أكدها بدمه رئيسنا الشهيد أبو عمار. ونلفت نظر بعض قادة حماس أن تصريحاتهم السلبية ضد الرئيس أبو مازن لا تخدم غير إسرائيل . فالرئيس أبو مازن عند نتنياهو وأحزابه العنصرية هو الذي يقف وراء التحريض والاستفزاز والإرهاب الدبلوماسي، وهو الأخطر من عرفات رغم أنه يلبس بدلة مدنية ولا يحمل مسدسا.

وللأسف فإن هذه التصريحات مناورة رخيصة ليس من شأنها دفع مسيرة الوحدة والمصالحة إلى الأمام، بل تضع علامة استفهام على أصحاب هذه المواقف والتصريحات، وكأن ما يعنيهم هو بقاء هذه الحالة المتردية في قطاع غزة، ويبدو أنهم وحدهم هم المستفيدون منها، بينما آلاف الأسر الفلسطينية في القطاع تعيش في العراء والشتاء والبرد القارس فعلى هؤلاء أن يكفوا عن هذا اللغو.
إن عودة الشرعية والأمن الشرعي هي الطريق الوحيد لإعادة إعمار غزة، وليست هذه العودة ضد حماس أو أبنائها أو مقاتليها. إن السلطة الشرعية بقيادة الرئيس أبو مازن هي سلطة وطنية وديمقراطية يحكمها قانون الانتخابات وتقوم على المشاركة الكاملة في قيادة السلطة ومؤسساتها.
رابعا: المؤتمر العام السابع لحركة ‘فتح’
وأمام هذه الآفاق الرحبة لحتمية الاستقلال الوطني، فإن ‘فتح’ وهي تستعد للمؤتمر السابع خلال شهرين، إنما تؤكد حيويتها وشبابها الدائم من أجل أن تظل حركتنا ‘فتح’ على مستوى التحديات الجسام أمامها .
يحيي المجلس الاستشاري هذه العزيمة المتجددة والتصميم على عقد المؤتمر السابع دون تأخير، والذي يهدف إلى ضخ دماء الشباب الجديدة لأطر الحركة القيادية العليا، فحركة ‘فتح’ هي حركة التجدد والتجديد الدائم لأطرها وقياداتها وتعزيز الطريق الديمقراطي طريقا وحيدا للحياة السياسية وللحياة الوطنية في دولتنا الفلسطينية، فالديمقراطية دستور حياتنا على قاعدة الحرية والتعددية وعدم التمييز بين المرأة والرجل، وتمكين المرأة من المشاركة الكاملة في حياتنا الوطنية بما يعزز المساواة وتكافؤ الفرص في التعليم والعمل دون تمييز بين أبناء مجتمعنا الواحد المتعلم والديمقراطي، والذي نأمل أن يشكل المنارة المضيئة للديمقراطية والحرية في عالمنا العربي .
عاشت إرادة الصمود والتحدي في قدسنا الشريف
عاشت وحدتنا الوطنية
عاشت المقاومة الشعبية
عاشت حكومة الوفاق الوطني
عاشت الذكرى العاشرة لاستشهاد رئيسنا أبو عمار
عاشت الذكرى الخمسون لانطلاقة ‘فتح’
المجد والخلود لشهداء شعبنا
الشفاء العاجل لجرحانا البواسل
الحرية لأسرانا الأبطال

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن