اكتشاف علمي جديد: النميمة شيء جيد!

اكتشاف علمي جديد: النميمة شيء جيد!

تنويه: لا بد من التمييز بين الغيبة والنميمة، فالغيبة هي أن تذكر الشخص في غيابه بما يكره، وأحيانًا تكون في سياق التسلية والفكاهة، لكن النميمة أشد وأخطر؛ فهي السعي للإفساد ونقل الكلام بين الناس، لافتعال المشاكل والفتنة، وهذا من المستحيل أن يكون إيجابيًا.

“تشير دراسات متعددة إلى أن الحديث وراء ظهور الناس أمر جيد، ويحمل فضائل مدهشة”، هذا ما ذكره الكاتب بين هيلي، في مقالته في مجلة الأتلنتك الأمريكية.

كثيرًا ما نسمع أن القيل والقال هي الصفة الأسوأ في المجتمع، وقد تحدث الكثيرون حولها، واعتبروها شيئًا سيئًا. على سبيل المثال، كتبت الصحفية الأمريكية آن لاندرز -صاحبة الأقوال الشهيرة- أن الغيبة عبارة عن “شيطان مجهول يكسر القلوب ويخرب العقول ويهدم المسيرة المهنية”. أما التلمود، فيشبّه الغيبة بـ”لسان متشعب برؤوس ثلاثة، يقتل أشخاصًا ثلاثة: المتحدث، والمستمع، والشخص الذي يجري الحديث عنه”. أما الفيلسوف الفرنسي بليز باسكال، فقال: “لو عرف الناس ما يقوله الآخرون حولهم، لما بقي أربعة أصدقاء في العالم”.

وبرغم أن هذه المقولات تبدو مقنعة، إلا أن مجموعة كبيرة من الأبحاث تشير إلى أن القيل والقال قد يكون أمرًا صحيًا في الواقع.

وفقًا لدراسة أجريت عام 2016، حملت عنوان “التأثير على الآخرين من خلال الغيبة الإيجابية”، تنتشر ظاهرة الغيبة بشكل طولي وعرضي؛ إذ يميل الأطفال إلى الثرثرة، والنميمة، في سن الخامسة. حسب تعريف العلماء، الغيبة هي الحديث بين شخصين على الأقل، حول آخرين غائبين، على أن تبلغ نسبة الحديث ثلثي المحادثة ككل.

وبرغم سمعة الغيبة السيئة، إلا أن نسبة ضئيلة منها تتصف بالخبث واللؤم، لا تتجاوز 3% أو 4%، وهذا ما ورد في دراسة حول “سلوك المحادثة البشرية” أجريت عام 1997.

وفي دراسة أجريت عام 2006، حملت عنوان “الكيمياء بين الأشخاص من خلال السلبية”، وجد باحثون في جامعة تكساس وجامعة أوكلاهوما ما يلي: “إذا تقاسم شخصان مشاعر سلبية تجاه شخص ثالث غائب، فسيشعران بعلاقة دافئة أكثر. ولو تشاركا مشاعر إيجابية تجاه ذك الغائب، فسيشعران بعلاقة أقل دفئًا”.

وقد يجعلنا القيل والقال أناسًا أفضل حسبما كشفت بعض الأبحاث. فقد أفاد فريق من الباحثين الهولنديين أن سماع القيل والقال حول الآخرين، جعل الموضوعات البحثية أكثر تأملية. وحسب كتاب “الشخصية وعلم النفس الاجتماعي”، فإن الغيبة الإيجابية تلهم جهود التحسين الذاتي، بينما النميمة السلبية تجعل الناس أكثر فخرًا بأنفسهم”.

وفي دراسة أخرى، أجريت عام 2004، حملت عنوان “الغيبة والتعلم الثقافي”، أفاد المشاركون أن الغيبة تمنح المستمعين لها دروسًا مستفادة. وحسب الدراسة، أفاد المشاركون أن النميمة الأسوأ تعطي درسًا أفضل.

وفي دراسة أخرى أجريت عام 2014، حملت عنوان “الغيبة وتعزيز التعاون بين المجموعات”، يمكن للنميمة أن تؤثر بشكل إيجابي على من تجري الثرثرة حولهم. وقد وجد الباحثون في جامعة ستانفورد وجامعة كاليفورنيا، أن من يجري نبذه في مجموعة ما بسبب أنانيته، سيضطر إلى تعديل سلوكه فيما بعد، لاستعادة قبول أفراد المجموعة.

أما عالم الأنثروبولوجيا، الباحث في علم النفس التطوري، روبن دنبار، فقد أكد أن “الغيبة حول الآخرين منحت الإنسان الأول شعورًا بالهوية المشتركة، وساعدته في إدراك البيئة الإنسانية بشكل أكبر”.

 

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن