الأردن.. حديث القوات الأمريكية

الأردن.. حديث القوات الأمريكية
عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

لا ندري إن كانت الاتفاقية الدفاعية استباقا لترحيل القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان وبعض القواعد من قطر؟

وجود قوات أجنبية على أراضي أي بلد تعتبر من المسائل الحساسة التي تثير نقاشات داخلية حادة وهو ما لم يحصل في هنا للأسف.

الاتفاقية الدفاعية الأردنية الأمريكية لم تمر على مجلس النواب وفوجئ بها الرأي العام الأردني ولم تحظ بنقاش على أي مستوى!

تتيح الاتفاقية الدفاعية بين الأردن وأمريكا التي دخلت حيز التنفيذ في آذار الماضي للقوات الأمريكية نقل جنودها ومعداتها إلى الأردن والاستقرار هنا.

أثار كلام نسب لرئيس الوزراء السابق طاهر المصري حول القواعد الأمريكية الجدل.

نقل البعض عن المصري قوله إن القوات الأمريكية التي ستنسحب من العراق وأفغانستان ستأتي إلينا، وألمح إلى أنها ستستقر هنا.

لكن المصري أوضح لاحقا أن ما قيل على لسانه غير دقيق، وأن ما صرح به هو استخدام القوات الأمريكية لميناء العقبة للمغادرة إلى الجهات التي تريدها فقط.

حديث القوات الأمريكية أثاره بالأساس موقع “Stars and Stripes” المتخصص بالشؤون العسكرية، الذي كشف أن الجيش الأمريكي أغلق 3 قواعد عسكرية في قطر ونقل معدات وجنود إلى الأردن.

وقال بيان القيادة المركزية الأمريكية إن الإمدادات من القواعد الثلاث، بالإضافة إلى مهمة دعم متمركزة هناك، أصبحت الآن جزءا من مجموعة دعم المنطقة في الأردن.

الجدل الدائر دعا نائبا مخضرما بوزن المحامي صالح العرموطي لتوجيه سؤال للحكومة عن صحة ما تم تداوله.

في الواقع فإن الاتفاقية الدفاعية بين الأردن والولايات المتحدة التي دخلت حيز التنفيذ في آذار الماضي تتيح للقوات الأمريكية نقل جنودها ومعداتها إلى الأردن والاستقرار هنا.

فالمادة الثالثة من الاتفاقية تنص على “يوفر الأردن لقوات الولايات المتحدة.. إمكانية الوصول إلى المرافق والمناطق المتفق عليها واستخدامها بدون عوائق..”.

كما تنص الرابعة على أنه “يجوز لقوات الولايات المتحدة أن تقوم بعمليات النقل والتمركز والتخزين للمعدات والإمدادات والمواد الدفاعية في الأماكن والمرافق المتفق عليها وفي أماكن أخرى حسب الاتفاق المتبادل..”.

وتنص المادة الثامنة على أنه “يجوز للطائرات والمركبات والسفن التي يتم تشغيلها بواسطة قوات الولايات المتحدة أو بالنيابة عنها الدخول إلى الأراضي الأردنية والمياه الإقليمية والخروج منها والتنقل بحرية..”.

لا ندري إن كانت الاتفاقية استباقا لترحيل القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان وبعض القواعد من قطر أم لا؟ لكنها بالتأكيد تجعل من كل تلك التحركات الأمريكية شرعية بموجب الاتفاقية.

لكن ما يجب أن نتذكره أن الاتفاقية لم تمر على مجلس النواب، وقد فوجئ بها الرأي العام الأردني، ولم تحظ بأي نقاش على أي مستوى، علما بأن وجود قوات أجنبية على أراضي أي بلد تعتبر من المسائل الحساسة التي تثير نقاشات داخلية حادة، وهو ما لم يحصل في هنا للأسف.

عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن