الأسد يؤدي اليمين الدستورية ويحذر: الدول التي دعمت “الارهاب” ستدفع ثمنا غاليا

الاسد

حذر الرئيس السوري بشار الأسد الاربعاء من أن الدول التي تدعم “الارهاب” ستدفع “ثمنا غاليا”، وذلك في خطاب القسم الذي القاه في القصر الرئاسي اثر ادائه اليمين الدستورية لولاية رئاسية ثالثة من سبع سنوات.

واذ أكد الأسد استمراره في “ضرب الارهاب”، وهي العبارة التي يستخدمها النظام السوري للاشارة الى مجموعات المعارضة المسلحة، اكد مواصلة العمل في مسار “متواز″ هو “المصالحات المحلية” التي انجز البعض منها خلال الاشهر الماضية في مناطق محيطة بدمشق.

وبدا الرئيس السوري الذي اعيد انتخابه في الثالث من حزيران/ يونيو في انتخابات اعتبرها الغرب “مهزلة”، بمظهر “المنتصر” على رغم استمرار النزاع الدامي الذي اودى بحياة اكثر من 170 الف شخص وهجر الملايين، وبدأ باحتجاجات مناهضة للنظام منتصف آذار/ مارس 2011.

وقال الاسد في الخطاب الذي بثه التلفزيون الرسمي “سنوات مرت كان لهم القول وكان لكم الفعل، غرقوا في الوهم فصنعتم الواقع، أرادوها ثورة فكنتم أنتم الثوار الحقيقيين، فهنيئا لكم ثورتكم وانتصاركم وهنيئا لسوريا”.

واضاف “أليس ما نراه في العراق اليوم وفي لبنان وكل الدول التي اصابها داء الربيع المزيف (في اشارة الى الاحتجاجات التي عرفت باسم “الربيع العربي”) من دون استثناء، هو الدليل الحسي الملموس على مصداقية ما حذرنا منه مرارا وتكرارا، وقريبا سنرى أن الدول العربية والاقليمية والغربية التي دعمت الارهاب ستدفع هي الاخرى ثمنا غاليا”.

وتابع “حذرنا منذ بداية الاحداث من أن ما يحصل هو مخطط لن يقف عند حدود سوريا بل سيتجاوزها منتشرا عبر انتشار الارهاب الذي لا يعرف حدودا”.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات ضده، كرر النظام القول ان ما يجري هو “مؤامرة” تقوم بها “مجموعات ارهابية” تدعمها دول عربية وغربية.

وقال الأسد الأربعاء “ان كان الغرب وامعاته من الحكومات العربية قد فشلوا فيما خططوا له، فهذا لا يعني توقفهم عن استنزاف سوريا كهدف بديل”.

وابدى الاسد عزمه على السير في مسار “داخلي” لحل الازمة، مستثنيا اي دور للمعارضة في الخارج المدعومة من دول عربية وغربية.

واضاف “اذا كان العامل الخارجي واضحا على لسان المعتدين وأدواتهم فان العامل الداخلي يبقى هو الاساس لمعالجة الحالة الراهنة والوقاية من مثيلاتها في المستقبل”.

وتابع “قررنا منذ الايام الاولى للعدوان السير في مسارين متوازيين، ضرب الارهاب من دون هوادة والقيام بمصالحات محلية لمن يريد العودة عن الطريق الخاطىء”.

الا ان الرئيس السوري شدد على ان “الحوار لا يشمل القوى التي أثبتت لا وطنيتها، فتهربت من الحوار في البدايات وراهنت على تغير الموازين و عندما خسرت الرهان قررت تغيير دفة الاتجاه كي لا يفوتها القطار”، في اشارة الى المعارضة في الخارج، وابرز مكوناتها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة.

وفشلت جولتان من التفاوض في سويسرا مطلع العام الجاري بين وفدين من النظام والمعارضة، في تحقيق اي تقدم على صعيد التوصل الى حل سياسي للنزاع.

وقال الاسد “أكرر دعوتي لمن غرر بهم أن يلقوا السلاح لاننا لن نتوقف عن محاربة الارهاب وضربه أينما كان حتى نعيد الامان الى كل بقعة في سوريا”.

وكان الاسد وصل قرابة الساعة 12,30 (09,30 تغ) الى الباحة الخارجية للقصر الواقع على تلة في شمال غرب دمشق، على متن سيارة “بي ام دبليو” سوداء اللون، قبل ان يستعرض حرس الشرف على سجادة حمراء، ويدخل القصر ليؤدي اليمين.

وتوجه الأسد في خطابه إلى “السوريين الشرفاء”، معتبرة انه “عادت البوصلة واضحة عند كثير ممن غابت عنهما الرؤية جهلا أو تضليلا وانكشفت الوجوه القبيحة على حقيقتها بعد أن سقط عنها قناع الحرية والثورة لتعمل أنيابها في الجسد”.

ويأتي خطاب القسم وسط انشغال العالم بخطر “الارهاب” المتنامي في المنطقة وتصاعد نفوذ “الدولة الاسلامية” التي شنت في الاسابيع الماضية هجوما كاسحا في شمال العراق وغربه، وتوسع بقعة انتشارها على حساب المعارضة السورية المسلحة في شمال سوريا وشرقها.

ويأتي ذلك مع تراجع الملف السوري في سلم الاهتمامات الدولية، تزامنا مع حملة القصف الجوي الاسرائيلي على قطاع غزة ورد حركة حماس باطلاق صواريخ على اسرائيل.

وقال سمير نشار، عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وعضو الامانة العامة لاعلان دمشق، ان المنطقة “مضطربة جدا، ولسوء حظ السوريين ان هذا الاضطراب شتت انتباه المجتمع الدولي”.

واضاف في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “هل يركز (هذا المجتمع) على الدولة الاسلامية أو العراق او مصر او فلسطين؟”.

وتابع “يمكننا ان نعترف ان بشار الاسد نجح الى حد كبير في ان يضع نفسه في المقارنة مع داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) والتطرف”.

ويرى الخبراء ان عوامل كثيرة لعبت في صالح استعادة الاسد شرعية ولو عبر انتخابات رئاسية اقتصرت في الثالث من حزيران/ يونيو على المناطق التي يسيطر عليها النظام، وندد بها العالم الغربي والامم المتحدة.

وتقول مديرة مركز كارنيغي للشرق الاوسط لينا الخطيب لفرانس برس ان “ضعف المعارضة السورية وغياب الدعم الاميركي والاوروبي القوي للمعارضة والسياسة الروسية (الداعمة لدمشق) وبعض دول الشرق الاوسط لعبت كلها لصالح الاسد”.

وتضيف “في وقت تعاني المعارضة السورية وداعموها من التفكك والانقسام وتفتقد الى استراتيجية سياسية وعسكرية قابلة للحياة، استخدم النظام السوري الدعم المحلي والاقليمي والدولي للاستمرار”.

وغابت المطالبة برحيل الاسد من قاموس الدول الغربية التي كانت تعتبر هذا الامر شرطا اساسيا لحل الازمة السورية.

ويقول الرئيس الجديد للائتلاف المعارض هادي البحرة ان “بشار الاسد يبقى السبب الرئيسي للازمة الانسانية غير المسبوقة التي تصيب البلاد. سياسة (الموت جوعا او الاستسلام) ودعمه غير المعلن للمجموعات الارهابية تمزقان سوريا”، وذلك في تصريحات وزعها مكتبه الاعلامي.

ويشدد على انه “لا يجدر بالمجتمع الدولي ان يسقط في هذا الفخ الذي نصبه النظام الديكتاتوي (…) بشار الاسد يبقى السبب الرئيسي لعدم الاستقرار وعدم حل النزاع (…) هو يحمل على يديه دماء السوريين”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن