الأسلحة الأمريكية لم تكن قادرة على حماية المواقع النفطية السعودية

الأسلحة الأمريكية لم تكن قادرة على حماية المواقع النفطية السعودية

وكالات – الوطن اليوم

نشرت صحيفة (واشنطن بوست) تقريرا لمراسلها آدم تايلور، يتحدث فيه عن أن مئات مليارات الدولارات التي أنفقتها الرياض على الأسلحة الأمريكية لم تحمِ مؤسساتها الحيوية من هجمات أدت إلى إيقاف نصف صادراتها النفطية.

وتضيف الصحيفة أنه لسنوات كانت المملكة السعودية أهم من يشتري الأسلحة الأمريكية، واشتدت هذه العلاقة بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهام منصبه، حيث دفع ترامب الرياض الغنية بالنفط لشراء المزيد من الأسلحة، وتعهدت المملكة العربية السعودية بشراء أسلحة أمريكية بقيمة 110 مليارات دولار بعد أشهر قليلة من تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة.

ويشير آدم تايلور أنه بعد الهجوم المدمر على المنشآت النفطية السعودية، يتساءل بعض المراقبين عن الحماية التي توفرت للسعودية من خلال الاعتماد على أمريكا، فعلى الرغم من أن الأسلحة التي اشترتها السعودية باهظة الثمن إلا أنها لم تكن قادرة على اكتشاف أو اعتراض هجمات تم التخطيط لها بشكل جيد.

وقال مايكل نايتس الباحث في معهد واشنطن، لسياسة الشرق الأدنى الذي تابع الدفاع الجوي السعودي لعقود: “لقد كان هذا هجومًا لا تشوبه شائبة” مضيفًا أن الأدلة تشير إلى أن صاروخًا واحدًا من بين 20 صاروخًا ربما أخطأ هدفه “هذا مذهل”.

وقد أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن الهجوم، حيث يقوم التحالف الذي تقوده الرياض بالتدخل عسكرياً في اليمن منذ عام 2015، وقد أشار المسؤولن الأمريكيون إلى أن جزءاً على الأقل من الهجوم تم إطلاقه من إيران.

ويرى الكاتب أن العملية تحايلت على الدفاعات العسكرية السعودية، بما فيها ستة صواريخ باتريوت، التي أنتجتها شركة الأسلحة الأمريكية ريثيون، ويكلف الواحد منها حوالي مليار دولار أمريكي.

ويورد الكاتب رداً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنوع من السخرية، واقترح بوتين أن تشتري السعودية نظام الدفاع الصاروخي الروسي “S-300” أو “S-400” كما فعلت إيران وتركيا، وأضاف بوتين: “إنهم سيحمون جميع البنى التحتية في المملكة العربية السعودية بشكل موثوق”.

وينوه الكاتب أنه لم يتم اختبار نظام الدفاع الروسي “S-400” في أوضاع حقيقية، لكنه يكلف أقل من نظام باتريوت، ولديه ميزات إضافية على الورق أفضل من أنظمة الدفاع الأمريكية بما في ذلك المدى أطول والقدرة على العمل في أي اتجاه.

ويضيف كاتب التقرير أنه على الرغم من أن المملكة العربية السعودية كانت تغازل فكرة شراء نظام S-400، إلا أنها ربما كانت تدرك أن القيام بذلك سيكون له تأثير كارثي على علاقتها بإدارة ترامب. ويشير أنه لا يوجد دليل على أن “S-400″، إذا تم نشره، كان من الممكن التعامل مع حادثة السبت بشكل أفضل من نظام باتريوت. حتى أفضل نظام دفاع صاروخي لا يمكن أن يكون معدل نجاحه 100%؛ إن اعتراض هدفا متحركا في السماء أمر صعب للغاية، ويتطلب سرعة ودقة كبيرين.

ويشير الكاتب أنه عندما زعم المسؤولون السعوديون أنهم اعترضوا صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون باتجاه العاصمة الرياض عام 2017، اكتشف فريق من الباحثين أن منظومة باتريوت لم تفعل شيئًا لوقف الصاروخ الذي اقترب من إصابة هدفه، لافتة إلى أنه في المقابل فإن هجمات يوم السبت كان من الصعب وقفها؛ لأن الطائرات المسيرة والصواريخ أطلقت على ما يبدو من عدة اتجاهات.

وقال الباحث نايتس إن نظام الدفاع الصاروخي في المملكة العربية السعودية تم تطويره في تسعينات القرن الماضي، بعد مشاهدة الحرب بين إيران والعراق وحرب الخليج الأولى، حيث تشكل الطائرات والصواريخ الباليستية التهديد الرئيسي ويمكن رصدها بالرادار بسهولة، إلا أن صواريخ كروز والطائرات المسيرة تحلق على علو منخفض، مما يجعل من الصعب على الرادار اكتشافها. نظرًا للارتفاع المنخفض، وحتى لو اكتشفها في وقت متأخر فإن اعتراضها ينطوي على مخاطر ودمار كبيرين.

ويضيف أن لدى السعودية أنظمة دفاع صاروخي يمكنها استهداف الطيران على مستويات منخفضة. وقال توماس كاراكو الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “إنه من الناحية النظرية يمكن لنظام باتريوت أن يحمي من هذا التهديد، على الرغم من أنه مصمم بشكل أساسي للصواريخ البالستية”. وينوه إلى أن المنطقة التي تحميها المنظومة صغيرة، هناك حدود لما يمكن أن تحميه حتى لو كانت لديك أطنان من صواريخ باتريوت، مشيرا إلى أنه من غير المعلوم إن كانت المنشآت المستهدفة في بقيق وخريص محمية بصواريخ باتريوت أو دفاعات أخرى.

وقالت بيكا واسر، المحللة السياسية البارزة في مؤسسة الأبحاث الأمريكية راند، إن مسؤولية حماية البنية التحتية الحيوية للمملكة العربية السعودية مقسمة بين وزارة الداخلية والحرس الوطني السعودي المركّز محلياً ، وليس الجيش. وتضيف واسر: “هذه الهياكل المتداخلة والأدوار والمسؤوليات هي في الحقيقة محاولة للحماية من الانقلاب”، والتي تهدف إلى منع أي جناح قوة من تهديد الأسرة الحاكمة.

وأضافت الباحثة واسر أن المملكة العربية السعودية تخطط لإصلاحات عسكرية لمعالجة هذه المشكلات، وهي جزء من برنامج الإصلاحات التي يدفع بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. المملكة تدرك التهديد الفني الذي تشكله إيران على المنشآت الرئيسة، قد تسعى أيضًا إلى شراء أسلحة جديدة يمكنها مكافحة التهديد بشكل أفضل.

وقال كاراكو أن نظام الدفاع الإسرائيلي “القبة الحديدية” قد يكون فكرة مناسبة، خاصة أن النظام يستخدم في إسرائيل، وقام باعتراض الصواريخ التي أطلقت من غزة وجنوب لبنان. و قد تسعى المملكة العربية السعودية أيضًا إلى تحسين قدراتها الرادارية باستخدام أجهزة استشعار مرتفعة يمكنها اكتشاف التهديدات في مدى أبعد.

ويخلص التقرير إلى أن السعودية قد تحاول في الوقت الحالي استخدام ما هو متوفر لديها، خاصة أن صفقات الأسلحة مع الولايات المتحدة تحتاج لسنوات لإصدار تراخيصها في ظل عداء وشكوك في الكونغرس تجاه السعودية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن