الأسهم العالمية تشهد تقلبات قوية.. ماذا ننتظر؟

الأسهم العالمية تشهد تقلبات قوية.. ماذا ننتظر؟
الأسهم العالمية تشهد تقلبات قوية.. ماذا ننتظر؟

شهدت الأسواق العالمية تقلبات قوية خلال التداولات الأسبوعية بفعل قرارات البنوك المركزية المختلفة التي جاء بعضها وفق التوقعات والآخر جاء مفاجئاً، والتي جاء بمقدمتها رفع بنك إنجلترا الفائدة للمرة الأولى منذ بداية جائحة كورونا من 0.10% إلى 0.25%، وزيادة اهتمام المستثمرين بتطورات متحور كورونا الجديد «أوميكرون» مع ارتفاع عدد الوفيات بالولايات المتحدة لـ806 آلاف شخص.

وبعد قرارات الفيدرالي الأمريكي، مساء الأربعاء الماضي، ارتفع مؤشر الداوجونز حتى مطلع جلسة الجمعة الماضية من مستويات 35360 نقطة إلى 36180 نقطة ثم اختتم تداولات الأسبوع هابطاً بنسبة 1.5% ليسجل 35365 نقطة.

وفي تلك الفترة أيضاً، ارتفع مؤشر S&P 500 من مستويات 4600 نقطة إلى 4750 نقطة ثم سجل خسائر أسبوعية قُدرت بنسبة 1.9% ويصل لمستوى 4620 نقطة. أما مؤشر ناسداك فشل في الحفاظ على المكاسب التي سجلها بعد قرارات الفيدرالي ليعود من جديد إلى مستويات 15690 نقطة ويسجل أسوأ خسارة يومية له منذ سبتمبر الماضي.

أما بالنسبة للأسهم الأوروبية، فشهدت مع نهاية التعاملات الأسبوعية أيضاً تراجعات ملحوظة بسبب رفع بنك إنجلترا الفائدة وارتفاع الإصابات والمخاوف المتعلقة بأوميكرون. وانخفض مؤشر الأسواق الناشئة لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.7% يوم الجمعة الماضية لينخفض بنسبة 2.28% على مدار الأسبوع.

كما تراجعت الأسهم القيادية الصينية بنسبة 1.35% وسجلت أسوأ أسبوع لها خلال ثلاثة أشهر، في حين سجل مؤشر شركات التكنولوجيا المدرجة في هونج كونج مستوى قياسياً منخفضاً.

• إلى أين تتجه أنظار مستثمري الأسواق العالمية هذا الأسبوع؟

وأوضح تقرير حديث صادر من شركة «إيكويتي جروب»، أنه بالرغم من تقليص الفيدرالي الأمريكي وتيرة شراء الأصول بقيمة 30 مليار دولار والتي من المفترض أن تضغط على أسواق الأسهم الأمريكية، فإن الأسهم واصلت ارتفاعها بوتيرة قوية بعد القرارات مباشرة، ولا سيما في جلستَي الأربعاء والخميس الماضيتين.

وأوضح أن من أهم العوامل التي دعمت أسواق الأسهم العالمية في تلك الجلستين تأكيد جون باول أن الفيدرالي الأمريكي لن يتعجل في رفع أسعار الفائدة على الأقل حتى إنهاء برنامج مشتريات الأصول، مشيراً إلى أنه بالرغم من رفع توقعات للجنة للفائدة ثلاث مرات في عام 2022، فإن التأكيد على التأني في وتيرة الرفع، ساعد في تهدئة مخاوف المستثمرين حيال رفع الفائدة والتي قد تعرقل وتيرة ارتفاع الأسهم العالمية.

ولفت إلى أن تأكيد باول على أهمية مراقبة التضخم وأنه لم يعد يستخدم كلمة «مؤقتة» عند وصف التضخم ساهم في تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين حيال اتخاذ الفيدرالي الأمريكي التضخم بعين الاعتبار وعلى محمل الجد، وسيتخذ ما يلزم الفترة المقبلة في محاولة لكبح ارتفاع الأسعار التي تعرقل عملية النمو الاقتصادي والضغط على القدرة الشرائية لدى الأفراد.

هل نجحت الأسهم في الحفاظ على مكاسبها؟

وبالرغم من الارتفاعات التي سجلتها أسواق الأسهم بعد قرارات الفيدرالي، فإن استمرار المخاوف المتعلقة بتداعيات متحور أوميكرون على الاقتصاد العالمي تسببت في زيادة الضغوطات على الأسواق العالمية وارتفاع حالة العزوف عن المخاطرة، بحسب التقرير.

ويوضح التقرير أن من أسباب هذا التراجع سيطرة عمليات جني الأرباح على أسواق الأسهم العالمية بعد الارتفاعات القوية وتسجيل العديد من مؤشرات الأسهم مستويات قياسية خلال عام 2021 مع اقتراب نهاية العام وموسم الاحتفالات بعيد الميلاد.

وأشار التقرير إلى أن توجه البنوك المركزية نحو التشديد النقدي هذا الأسبوع كان بسبب ارتفاعات التضخم القوية ولا يعود إلى تعافي الاقتصادات الرئيسية، مبيناً أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع التضخم هو تراجع المعروض بسبب كسر سلاسل التوريد وارتفاع تكاليف الإنتاج.

ماذا ننتظر الأسبوع المقبل؟

تترقب الأسواق العالمية بحذر كيف سيؤثر المتحور الجديد على الاقتصاد العالمي، وهل ستستمر عمليات الإغلاق في أوروبا وآسيا والتي قد تتسبب في عرقلة الإنتاج والنشاط التجاري، أم أن العالم سينجح في التصدي لهذا المتحور وسيمضي قدماً في وتيرة التعافي.

بدوره، رجح رئيس قسم الأبحاث لدى «إيكويتي جروب»، رائد خضر، أن تشهد الأسواق العالمية بعض الهدوء النسبي خلال تداولات الأسبوع المقبل مع انتهاء اجتماعات البنوك المركزية، حيث تترقب الأسواق عدداً محدوداً من البيانات الاقتصادية أبرزها بيانات الناتج المحلي والإنفاق الاستهلاكي «المؤشر المفضل للفيدرالي الأمريكي عن التضخم» في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح أنه في حالة ارتفاع مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي، فإن هذا سيكون داعماً قوياً لاستمرار ارتفاع الذهب حتى نهاية العام باعتباره أداة رئيسية للتحوط ضد التضخم، وأيضاً زيادة الطلب عليه كملاذ آمن خوفاً من تداعيات متحور أوميكرون على الأسواق العالمية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن