غزة – الوطن اليوم
قال الدكتور مجدي سالم الباحث والخبير في شؤون الحركة الوطنية الأسيرة بأن الطريق إلى ميونخ لم يكن سهلاً ، ولم يكن مفروش بالحرير ، كان صعباً وقاسياً ، مليىء بالأشواك ، محفوف بالمخاطر والصعاب ،، رغم الصعاب والظروف العصيبة التي كانت تمر بها حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، وأركان منظمة التحرير الفلسطينية ، تداعى الأبطال للنهوض بالقضية الفلسطينية لتكون في الطليعة والواجهة الدولية من جديد ،، وللرد على الكيان الصهيوني وجبروت عملياته الوحشية والاجرامية بحق أبناء وقيادات الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات ، جلس القادة : محمد داوود عودة (أبو داوود) و صلاح خلف (أبو أياد) ومحمود عباس (أبو مازن) و فكّروا بالقيام بعملية مدوية للرد على عمليات الاغتيال وعلى القصف الإسرائيلي المتزايد لقواعد الفدائيين في لبنان وللفت انتباه العالم للقضية الفلسطينية.
في حقيقة الأمر سيناريو العملية تغير بشكل دراماتيكي ، بعد موجة التصعيد الإسرائيلية في مطلع السبعينيات من القرن الماضي ضد كوادر وقيادات حركة فتح وفصائل العمل الوطني ، لا سيما في الساحات الخارجية ، لذلك كان هناك تفكير للعمل ضد الموساد وأذرعه، ولكن جاءت عملية اغتيال الأديب غسان كنفاني في 8/7/1972م، لتحمل رسالة فهمها المسؤولون الفلسطينيون بأن الإسرائيليين يقتلون من يستطيعون الوصول إليه من القيادات الفلسطينية بغض النظر عن مهامه : عسكرية أم سياسية كما كانت مهمات غسان، ورغم التخبط الذي ظهر على الإسرائيليين إلا أن القيادة الفلسطينية كانت تجيد فن اللعب بكل تفاصيله بدءاً بالدبلوماسي التفاوضي وانتهاءاً بالعمل العسكري المشروع لمقاومة المحتلين والغاصبين
وأوضح الباحث : تداركت قيادة فتح الهجمة البربرية على قيادتها وأبناء شعبها ، الأمر الذي جعلها تغير قواعد اللعبة وتنقل اللعبة للخارج وخارج أراضيها لترسل رسالة قوية للإسرائيليين مفادها بأننا سنلاحقكم أينما كنتم .
تحديد الهدف :
وعن تحديد الهدف قال سالم : كان هناك عدة اقتراحات، مثل استهداف سفارات وقنصليات إسرائيلية، ولكنها رفضت، لتجنب الإحراجات مع الدول المضيفة لتلك السفارات والقنصليات، وخلال اللقاءات التي تكللت بالنجاح برزت فكرة ميونخ، لا سيما عندما رفضت اللجنة الأولمبية إشراك فريق فلسطيني في الأولمبي.