“الجرف الصامد” الانجع حتى الان

أنس ابو عرقوب
 الوطن اليوم”بقلم: أنس ابو عرقوب

بخلاف الفلسطينين والعرب عموماً، لم يجرؤ غالبية منظري الحرب الاسرائيلين على تقييم “حرب الجرف الصامد”، سواء بإعتبارها انجاز او نصر تكتيكي او استراتيجي، حتى الان. ولكن على الجانب الآخر حسم الكثير من الكتاب والمحللين ومعظهم غير مؤهلين عسكريا أمرهم قبل نهاية العدوان، فوزع بعضهم أوسمة النصر، وحمل آخرون وزر الكارثة لاطراف بعينها. جزء كبير من ذلك تم بناءً على مواقف عاطفية مسبقة دون تحليل لمعطيات محددة لم تكن متوفرة انذاك.

بعد حوالي أربعة اسابيع ستحل الذكرى السنوية الاولى للحرب التي اسمتها اسرائيل بـ”الجرف الصامد”، والتي أدت لمقتل اكثر من ألفي فلسطيني، ولتدمير حوالي عشرة الالاف منزل، وهذه الخسائر الفادحة، هي ثمرة لنظريات “كي الوعي” او “نظرية الضاحية الجنوبية” استخلصتها اسرائيل بعد حربها الثانية على لبنان، وجاءت رداً على نظرية “بيت العنكبوت” التي صاغها الامين لحزب الله لتوصيف اسرائيل بعد انسحابها من لبنان، وساهمت بحسب أكثر من منظر حرب اسرائيلي لتصعيد الفلسطينين هجماتهم خلال الانتفاضة الثانية.

نظرية الضاحية” تعني استهداف منشآت البنية التحتية والمساكن والمدنين على نطاق واسع مثلما دمرت “الضاحية الجنوبية”. يدلل قادة جيش اسرائيل على نجاعة هذه النظرية بالتذكير بتصريحات الشيخ نصر الله التي جاء فيها أنه لو كان يدري أن ثمن خطف الجنود الاسرائيليين تدمير لبنان ماكان سيقدم على تلك الخطوة.

حروب اسرائيل الثلاثة التي شنتها على غزة – الرصاص المسكوب، عمود الغيم، الجرف الصامد- كان من بين اهدافها تحقيق مبدأ “ترميم الردع في مواجهة مطلقي الصواريخ”، ويُجري الحكم على تحقيق هذا الهدف لاحقًا بعد استعراض الارقام. مثلا تشير الاحصاءات الاسرائيلية أن الفلسطينين اطلقوا في العام الاول بعد نهاية حرب “الرصاص المسكوب” المسكوب140 صاروخ، وبعد حرب بعد “عمود الغيم” 63، أما حرب “الجرف الصامد” فقد اطلقوا ثمانية صواريخ.

ومع ذلك لا يجب اغفال أن اسرائيل خسرت خلال حربها الاخيرة 73 قتيل بينما كانت خسارتها في “عمود الغيم” 6 قتلى فيما قتل خلال “الرصاص المسكوب” 9 اسرائيليين.

لغة الارقام هي المنطق المتبع لتقييم النجاعة او الفعالية في اسرائيل بشكل عام وخصوصا فيما يتعلق بالامور العسكرية. طبقاً لذلك فإن الشعور الذي يتملك اي اسرائيلي خصوصا في المناطق المحاذية لقطاع غزة، بعد مراجعة الارقام آنفة الذكر هو أن حرب “الجرف الصامد” هي الانجع حتى الان. أما الاستناج المستخلص من هذه المعطيات داخل المستوى العسكري الاسرائيلي فإنها تدفع نحو جباية خسائر افدح من الفلسطينين خلال المواجهة المقبلة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن