الدولار لغزة… والشيكل للضفة… حلول مؤقتة وليست نهائية !!!

تمارا حداد
تمارا حداد

بقلم الكاتبة: تمارا حداد

يبدو أن الأموال التي تدخل كل من الضفة او القطاع أضحت الحل المؤقت لإرساء الهدوء في كل من المنطقتين، ولكن من يُتابع الأحداث لا نشك ولو لمرة واحدة ان هناك اشخاص غير راضية لما يحدث في الضفة او القطاع، وما يحدث الان هو هدوء مؤقت ومخادع ولكن هدوء سيتبعه انفجار، لان الدولار لن يستمر بالدخول الى القطاع كونه دولاراً مرهوناً بشروط اسرائيلية، وشيقلاً يدخل الضفة ايضاً مرهوناً بشروط إسرائيلية.

إسرائيل دولة تعمل ضمن نطاق خطة وقوانين ومعلومات استخباراتية أمنية وجدت ان ادخال الاموال في هذه الفترة” ما قبل الانتخابات” مهم جدا لتحقيق الهدوء المؤقت، ولكن هذا الهدوء لن يستمر ما بعد الانتخابات.

صحيح ان الصورة الحالية هو إبرام تفاهم ايجابي بين حماس واسرائيل لتحقيق الهدوء وضبط الحدود ولكن قسم من حركة حماس والجهاد الإسلامي لن يقبل بذلك وبالتالي الهدوء لن يستمر وبالتالي التصعيد قادم وبالتحديد اذا حماس لم تستطع توفير الهدوء على الحدود إلى حين الانتخابات.

وصحيح ان تفاهمات مستمرة بين اسرائيل والسلطة وآخرها توصل السلطة لتسوية مع الاحتلال تتسلم بموجبه أموال المقاصة المحتجزة منذ سبع اشهر لتسديد جزء من ديون السلطة لشركة الكهرباء الإسرائيلية وجزء يتم دفعه رواتب لموظفي القطاع العام في إطار تفاهمات حول ضريبة المحروقات “بلو” الا ان الضفة الغربية لن تهدأ لان اغلب اهل الضفة هم ليسوا موظفين وبالتالي الشباب لن يقبلوا بالأمر الواقع” الهدوء مقابل المال”.

هنا امام هذا التشخيص إسرائيل تبحث عن حلول أخرى لتُحقق الهدوء الدائم؟ اسرائيل ستجد طريقة وهي تحقيق صفقة تبادل اسرى مقبلة ولكن ليست بمواصفات “صفقة شاليط” بل تحقيق صفقة باعداد اقل ولكن المحررين سيكونوا قيادات وازنة ومحببة لدى الشعب ولهم شعبية “مانديلا فلسطيني” تستطيع تحقيق الهدوء في الضفة، وستُخرج قيادات كان لهم تأثير ضد الاحتلال وسيتم ابعادهم الى القطاع لتحقيق المراد لإسرائيل.

رسالة العمادي الهدوء مصلحة فلسطينية:-

أمام الحصار القائم على القطاع وتوقف كل سبل المصالحة وأمام تململ إسرائيل من تنفيذ تفاهماتها حول التهدئة مع حماس، وضع حركة «حماس» في الزاوية وجعلها أمام خيارات صعبة، بل ربما مستحيلة، واستمرار حماس وعدد من الفصائل أهمها” الجهاد الاسلامي” و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” بالتمسك بخيارها الوحيد وهو كسر الحصار عبر استمرار الضغط على كل الأطراف وفي مقدمها إسرائيل التي تفرض حصاراً محكماً على القطاع منذ أكثر من 12 سنة، واستمرار الضغط باستخدام كل الأدوات مع عدم استبعاد خيار الحرب مع إسرائيل، علماً أنها لا تريدها ولا تسعى إليها، وتحاول تجنبها.

حركة «حماس» تتجه إلى «التصعيد» مع إسرائيل عبر ابتكار أدوات جديدة ومع الاستمرار في مسيرات العودة واطلاق البالونات، وهذا الموقف الجديد جاء بعد سماعها حول سعي اسرائيل ايقاف وصول الأموال القطرية إلى موظفيها وارتباط صرفها بشروط اسرائيلية، واسرائيل غير معنية في الاستمرار في صفقة التهدئة في ظل غياب ملامح صفقة تبادل الاسرى .

موقف التصعيد جعلت اسرائيل تقبل بإدخال الأموال القطرية مقابل ضبط الهدوء والحدود ولفترة مؤقتة الى حين الانتخابات، دون حل نهائي الأمر الذي سيجعل القطاع امام الانفجار او أمام الهجرة، حيث ان الاغلاق على القطاع والإجراءات المفروضة على حركة البضائع من وإلى غزّة، إلى جانب نشاطات ‘روتينية’ تمارسها إسرائيل في الحيّزين البري والبحري للقطاع جعل سوق العمل ينهار نتيجة القيود التي تفرضها إسرائيل على الحركة والتنقّل، وهذا الضغط الحالي على غزة ربما يولد انفجار كارثي على المستوى الشعبي الأمر الذي قد يدفع حماس إلى الدخول في معركة فاصلة مع إسرائيل، او اللجوء لخيار الهجرة إذا تم فتح هذا الباب من قبل إسرائيل.

اسرائيل معنية اليوم بتهجير اهل القطاع من ارضهم ليس حُباً وإعطاء تسهيلات للشباب والعائلات وإنما بسبب امتلاك القطاع لمخزون غازي قبالة شواطئ غزة، والسيطرة على الغاز بحاجة الى تنقيب من الشركات العالمية وهو امراً بحاجة الى توفير حدود امنة بعيدا عن حروب مستقبلية.

نتنياهو لاعب محترف:-

لمن يشعر أن نتنياهو ضعيف مخطئ تماماً اولاً، استطاع نتنياهو ان يجعل رؤساء الاحزاب الاسرائيلية ان تهاجمه وهذا الأمر دعاية انتخابية له من اجل صب كل الأصوات المؤيدة لحزب الليكود ومعهم العرب المؤيدين له.

ثانيا، عندما ابدى رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة قبوله المشاركة في حكومة يسار الوسط بقيادة بيني غانتس” ازرق ابيض” والتحالف معهم ضد نتنياهو، هنا استطاع نتنياهو جعل العرب يتفقوا ويطبعوا مع الصهيونية الإسرائيلية وبطلب من العرب، مع يقين نتنياهو ان غانتس لن يضع يده بيد العرب لأنه حزبه ليس يسار وسط باليمين وسط وهو حزب يتبع أسلوب ورقة التوت للتغطية على عيوب اليمين و استقطاب أصوات اليسار له ولن يتحد مع العرب لانه ذلك وصمة عار له امام الفكر الصهيوني، هذا الأمر دعاية انتخابية لنتنياهو.

ثالثا، عندما أشار نتنياهو أنه استطاع دخول العراق واليمن وسوريا ولبنان عبر طائرات الجيش وتم قصف مواقع تتبع فصائل موالية لإيران كالحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن وبمساعدة الامريكان هذا ايضا دعاية انتخابية له ولحزب الليكود.

رابعا، عندما وقع نتنياهو اتفاقية فائض أصوات مع تحالف” يمينا” برئاسة ايليت شاكيد قبل 27 يوما من الانتخابات والمقررة في 17 ايلول المقبل هذا أيضا داعم اساسي لحزب الليكود.

خامسا، العمليات الفردية التي تحدُث في القطاع او الضفة الغربية هو أيضا ضمن سياق دعاية انتخابية لنتنياهو أمام العالم ان الفلسطيني ضد امن اسرائيل، وتقارب حزب ميرتس اليساري مع السلطة هو دعاية أخرى لليكود، في نهاية المطاف حزب الليكود قادم ونتنياهو وبقوة لاستكمال صفقة القرن وبالتحديد ان التهم الموجهة له لم تُثبت، ونتنياهو لن يخسر في صناديق الاقتراع فقط سيخسر بالقضاء، وفي نهاية الامر قد يتحالف نتنياهو “الليكود” وغانتس ” ازرق وابيض”.

ابرز خيارات حماس حاليا:-

1. وضع ملف غزة بين ايدي القطريين ولكن القطريين لن يقدموا شيء لحماس بدون توافق ورضى اسرائيلي وبما يخدم مصالحها وهذا له محاذير ومخاطر لن تتحملها حماس.

2. ذهاب حماس الى تصعيد عسكري مع اسرائيل عند غياب اي افق سياسي او اقتصادي لفك الحصار، الا اذا اكتفوا بالدولار والمشاريع الإنسانية، وهي حاليا مكتفية بذلك.

أبرز خيارات السلطة:-

1. الاستمرار في توفير الرواتب للموظفين خوفا من انفجارهم في وجه السلطة وليس في وجه الاحتلال.

2. البحث عن وسائل للانفكاك من الاحتلال ولكن هذا صعب.

خلاصة :-

1. توافق صامت بين فتح وحماس على استمرار التقسيمة الحالية ولكن نتائجها سلبية على الاثنين، لان الاكتفاء بالحديث عن انهاء الانقسام لا يكفي.

2. الوضع سيبقى قائم كما هو دون حل نهائي إلى حين تدخل اسرائيل ولصالحها، ولا امان بين الفلسطيني والاسرائيلي فعقل الصهيوني متيقن ان الفلسطيني يريد تحرير أرضه.

3. الصراع القادم بين العملاء الفلسطينيين.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن