السويد تتراجع أمام الضغوط: سنعترف بفلسطين في إطار المفاوضات

السويد

قالت السفارة السويدية إن السويد ستعترف بالدولة الفلسطينية التي ستقام نتيجة مفاوضات على أساس حل الدولتين. وقالت صحيفة “هآرتس” إن هذا الموقف جاء على ما يبدو نتيجة للانتقادات الإسرائيلية الشديدة التي أثارها إعلان الرئيس السويدي الجديد، ستيفين لوفبان، بأن بلاده تعتزم الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة.

وقد أعلنت الخارجية الإسرائيلية اليوم أنها قررت استدعاء سفير السويد في إسرائيل لـ”محادثة توبيخ” يوم غد الاثنين، وذلك بعد تصريحات رئيس الحكومة السويدية، ستيفان لوففين، في خطابه الأول في البرلمان. وكان وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، قد صرح يوم أمس، السبت، إنه يأسف لتصريحات رئيس الحكومة السويدية بشأن موقف بلاده إزاء الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وادعى ليبرمان أن السويد لا تدرك أن من شكل عقبة خلال 20 عاما أمام التوصل إلى تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين هم الفلسطينيون، على حد قوله.

وقال ليبرمان إنه على رئيس الحكومة السويدية لوففين أن يدرك أن أي اعتراف وأي خطوة من جهة خارجية لن تكون بديلا عن المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وأن الحل يجب أن يكون جزءا من تسوية شاملة بين إسرائيل والعالم العربي.

وقال أيضا إنه “إذا كان الوضع في الشرق الأوسط هو ما يقلق رئيس الحكومة السويدية في خطاب أداء القسم فإن عليه التركيز على مشاكل ملتهبة أكثر في المنطقة، مثل القتل الجماعي واليومي في سورية والعراق وفي أماكن أخرى في المنطقة”.

إلى ذلك، قالت “يديعوت أحرونوت” إن إسرائيل قلقة جدا من قرار السويد لعدة أسباب، بينها لكون السويد الدولة الأوروبية الكبيرة والعضو في الاتحاد الأوروبي والتي تختار الاعتراف بفلسطين كدولة، وهي في الواقع الدولة الأولى من بين الدول الأساسية في الاتحاد الأوروب والتي تعترف بالدولة الفلسطينية، وأنها خلافا لدول اشتراكية، سابقا، كانت قد اعترفت بفلسطين قبل دخولها الاتحاد الأوروبي، تعتبر دولة رئيسية ذات تأثير كبير على الاتحاد الأوروبي. ونقل عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن الحديث ليس عن “قزم دبلوماسي”، وإنما عن دولة أوروبية جدية ومهمة، وأن هذا القرار يبشر باتجاه غير جيد يجب أن تقلق إسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تخشى من يدفع قرار السويد دولا أوروبية أخرى للتصريح بنيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية. كما كتبت الصحيفة أن إسرائيل تعتقد أن تصريحات رئيس الحكومة السويدية مرتبطة أولا بأحداث سياسية داخلية في السويد، بينها كون 6% من سكان السويد مسلمين، وأن غالبيتهم صوتوا للحزب الاشتراكي الديمقراطي.

ونقلت عن مسؤول سياسي إٍسرائيلي قوله إن “الحديث عن خطوة رمزية، ولكنها بالتأكيد تشكل دلالة للآتي. ويجب أن يقلق ذلك إسرائيل حتى لو لم يكن لذلك معنى عملي فوري وإنما يعني تحويل البعثة الفلسطينية في ستوكهولم إلى سفارة، ودعما سويديا تلقائيا لقبول فلسطين للمنظمات الدولية. وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن وزير خارجية الدانمارك، مارتين ليدغارد، كان قد هدد، مؤخرا، بفرض عقوبات على إسرائيل إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، وتزيل الحصار المفروض على قطاع غزة، وتوقف البناء في المستوطنات.

وردت إسرائيل عليه بالقول إن “الوزير الدانماركي يخطئ ولا يدرك حقيقة الوضع”. وكان رئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفين، قال يوم الجمعة الماضي، إن حكومة يسار الوسط الجديدة ستعترف بدولة فلسطين لتصبح أول دولة أوروبية كبيرة تقدم على مثل هذه الخطوة.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد وافقت على الاعتراف فعليا بفلسطين دولة ذات سيادة عام 2012 لكن الاتحاد الأوروبي ومعظم دوله لم تعترف رسميا بها بعد.

وقال لوفين في أولى كلماته بالبرلمان “لن يحل الصراع مع إسرائيل إلا عبر حل دولتين يتم التفاوض بشأنه وفقا للقانون الدولي”. وأضاف أن”حل الدولتين يتطلب اعترافا متبادلا ورغبة في التعايش السلمي. ولذلك ستعترف السويد بدولة فلسطين.”

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن