الغارديان: إلى متى يريد السيسي البقاء في السلطة؟

عبد الفتاح السيسي
عبد الفتاح السيسي

اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية، في افتتاحيتها، أن انتخابات الرئاسة المصرية التي تجري اليوم، ليس فيها أي خيار حقيقي أمام الناخبين، والرئيس عبد الفتاح السيسي ماضٍ إلى فترة رئاسية جديدة، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: إلى متى يريد السيسي البقاء في السلطة؟

وقالت الغارديان إن فوز السيسي في هذه الانتخابات ليس موضع شك؛ فليس هناك سوى منافس واحد، وهو موسى مصطفى موسى، الذي يعتبر مؤيداً قوياً للسيسي، حيث قال في مقابلة تلفزيونية، إنه ليس متحدياً للسيسي، إلا أنه يعرف في الوقت نفسه، أنه يقال عنه إنه مجرد واجهة لإعطاء مصداقية للانتخابات.

خمسة مرشحين تقدموا للمنافسة أمام السيسي، إلا أنه تم سجنهم أو إخراجهم بطريقة ما من السباق الانتخابي؛ وهو ما دفع منظمات حقوقية إلى اعتبار ما يجري في مصر مهزلة، محذرةً من أن القاهرة الآن تعيش أسوأ أزمة حقوق إنسان منذ عقود.

وقالت الغارديان إن ادعاء السيسي أنه يرغب في مواجهة المزيد من المنافسين له بهذه الانتخابات؛ لا يعدو كونه جانباً من الهزلية، رغم أنه لا يوجد شيء مضحك، فلقد سحق السيسي معارضيه بقسوة منذ أن أطاح بالرئيس المنتخب، محمد مرسي، مرشح الإخوان المسلمين، ووضعه في السجن، وقتل المئات من مؤيديه.

وشددت الصحيفة البريطانية على أن النظام المصري الحالي أثبت أنه أكثر قمعاً من نظام حسني مبارك المخلوع، الذي أُجبر على التنحي بعد ثورة شعبية عارمة، أنهت حكمه الذي استمر ثلاثة عقود.

لقد سمح نظام مبارك بحد معيّن من النقاشات؛ لأنه كان يعتقد أن ذلك يمثل تنفيساً عن حالة الإحباط التي يعيشها المواطن، إلا أن السيسي يرى أنه يجب ألا توجد أي معارضة، وأن وجودها يعد أمرا خطيرا.

اليوم هناك عشرات الآلاف من السجناء، وعمليات الإعدام ارتفعت بشكل حاد، كما أدت حملة القمع الإعلامية المتزايدة إلى اعتقال الصحفيين وسجنهم؛ آخرهم كان طرد مراسلة صحيفة التايمز من القاهرة.

وحسب الصحيفة، فإنه : رغم كل شيء، يبدو أن هناك دعماً شعبياً قوياً للسيسي، يستند بالدرجة الأولى إلى الرغبة المتعاظمة في الاستقرار بعد الاضطراب؛ لذا فإن الانتخابات لن تكشف إلا القليل عن إرادة الشعب المصري، إلا أنها كشفت أيضاً عن وجود توترات داخل المؤسسة العسكرية والأمنية، وذلك من خلال المحاولات الفاشلة التي قام بها كل من أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، ورئيس الأركان الأسبق سامي عنان، للترشح أمام السيسي”.

وترى الغارديان أن السيسي يحظى بدعم دولي كبير، لا سيما من الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات والسعودية، فمصر من وجهة نظرهم، تعتبر ذات موقع وحجم كبير، وأن هذا الدعم ضرورة لتصدي مصر لتنظيم الدولة في سيناء.

منظمة الشفافية الدولية، وفي تقرير لها، قالت إن الدول الغربية وشركات الأسلحة أسهمت بشكل كبير، في توطيد السلطة بمصر من خلال المساعدات الأمنية.

ويبقى السؤال الحقيقي، تقول الغارديان: ما هي المدة التي يرغب فيها السيسي للبقاء بالسلطة؟ مؤيدوه طالبوا برفع الشرط الدستوري الذي يقيد مدة الرئاسة، كما في الصين، وآخرون طالبوا بمد الفترة الرئاسية لتكون ست سنوات بدلاً من أربع، وكل ذلك يحفز المعارَضة المصرية على ممارسة دور أوسع في التصدي للسيسي، ولكن هل سيكون ذلك كافياً لإقناع الحكومات الغربية بالتخلي عن دعم السيسي؟

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن