القدس: المصادقة على طرد فلسطينيين ومصادرة أراض لإقامة مكب نفايات

12

الوطن اليوم / صادقت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس، التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، يوم الأربعاء، على مخطط يقضي بطرد مواطنين فلسطينيين ومصادرة مئات الدونمات من أجل إقامة مكب للنفايات، وذلك عند المدخل الشرقي للقدس الشرقية المحتلة.

وتعني المصادقة على هذا المخطط الاستيطاني الضخم طرد مواطنين فلسطينيين بدو، الذين يعيشون في هذه الأراضي في بيوت من الصفيح. ويسكن هؤلاء المواطنون في هذه الأراضي التي يملكها فلسطينيون .

وهذه المرة الأولى التي تصادر فيها مساحات كبيرة كهذه من الأراضي بملكية فلسطينية خاصة منذ العام 1991، عندما صودرت مساحات واسعة من أجل إقامة مستوطنة ‘بسغات زئيف’ في شمال القدس المحتلة.

وعبر سكان فلسطينيون في حي راس خميس عن تخوفهم من أضرار من شأنها أن تلحق بهم لدى إخلاء الأراضي التي تقرر مصادرتها اليوم وتمهيدها لاستخدامها كمدفن للنفايات.

وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة ‘هآرتس’ أن هذا المخطط وضعته بلدية الاحتلال في القدس و’دائرة أراضي إسرائيل’، ويقضي بإقامة مدفن للنفايات بمساحة 520 دونما بملكية فلسطينية خاصة.

ويتوقع أن يتم نقل آلاف الأطنان من النفايات إلى هذه المنطقة خلال العشرين عاما المقبلة، وسيتم جلب هذه النفايات من كافة مناطق القدس.

وقدم أصحاب الأراضي المصادرة، وهم من سكان العيساوية وشعفاط، اعتراضات على هذا المخطط. وأكد وكيل قسم من هؤلاء المواطنين، المحامي سامي ارشيد، على أن مكبات نفايات كهذه تقام عادة خارج المدن وليس بمحاذاة بيوت المواطنين، مضيفا أن ‘هذا مخطط خطير، وهو يعتبر، مرة أخرى، أن أملاك وأراضي الفلسطينيين مشاع’.

ويقضي المخطط بإقامة ‘متنزه أخضر’ فوق مكب النفايات بعد عشرين عاما. لكن الفلسطينيين يؤكدون أنهم لن يتمتعوا بهذا المتنزه بسبب جدار الفصل العنصري الذي بناه الاحتلال الإسرائيلي ويفصل بين الأراضي المصادرة وبين مخيم شعفاط للاجئين وحي راس خميس وراس شحدة.

وقدمت منظمة ‘بيمكوم’ الحقوقية الإسرائيلية اعتراضا على المخطط باسم سكان من حي راس شحدة، الذين سيتم إقامة مكب النفايات على بعد عشرات الأمتار فقط عن بيوتهم، رغم أن مقطع من جدار الفصل العنصري يفصل بينهم وبين الأراضي المصادرة أيضا.

وتشير التقديرات إلى أنه يتوقع أن تمر 168 شاحنة نقل نفايات يوميا في طريق تبعد أمتار معدودة عن بيوت السكان الفلسطينيين ومحالهم التجارية، الأمر الذي سيتسبب بتلويث للجو وحدوث ضوضاء هائلة وذلك خلافا لأنظمة حماية البيئة.

وسيعاني سكان الأرض التي تقرر مصادرتهم، وهم قرابة 120 شخصا من الفلسطينيين البدو، من عشيرة الجهالين، جراء هذا المخطط، إذ سيتم طردهم عنوة.

ورفضت لجنة التخطيط والبناء جميع الاعتراضات على المخطط وزعمت أن مكب النفايات حاجة ضرورية لغرض مواصلة البناء في مستوطنات القدس، وأنه ‘لا يمكن أخذ سكان هذه الأراضي وادعاءاتهم بالحسبان لأنهم يسكنون بدون ترخيص بناء’.

وأعلن المحامي ارشيد ومنظمة ‘بيمكوم’ أنهما يعتزمان الاستئناف على القرار إلى محكمة أو المجلس القطري للتخطيط والبناء.

واتهم عضو بلدية القدس، يوسف ألالو، بأن هذا المخطط هو مرحلة أولى في الطريق إلى تطوير المنطقة ‘E1’، التي يعارض المجتمع الدولي، وبضمنه الولايات المتحدة، بشدة تنفيذ أعمال بناء استيطاني فيه كون ذلك سيؤدي إلى قطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.

وأضاف ألالو أن بلدية الاحتلال اختارت هذا الموقع لتنفيذ المخطط رغم وجود مناطق كثيرة خارج المدينة لتنفيذ المخطط فيها، وأن هذه الأراضي هي احتياطي للجيل الشاب في العيساوية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن