الكشف عن قناة تفاوض سرية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل

السلطة الفلسطينية واسرائيل

رام الله – وكالات

نشرت مجلة “أمريكان إنترست” مقالا للمفاوض الإسرائيلي مايكل هيرتزوغ، يكشف فيه عن خفايا المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

ويقول الكاتب إنه “في 14 نيسان/ أبريل 2104، وفي المراحل الأخيرة من فترة التسعة أشهر، التي وضعت من أجل التوصل إلى تسوية برعاية أمريكية، التقت وفود فلسطينية وإسرائيلية وأمريكية في فندق في القدس، وكان الجميع متعبين، لكنهم يشعرون بأهمية التوصل إلى اتفاق وتنازلات مطلوبة، مثل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين، ووقف الاستيطان مقابل توقف الفلسطينيين عن البحث عن محاولات إنشاء دولة فلسطينية خارج المحادثات الثنائية.

ويشير  هيرتزوغ في مقاله، إلى أنه جرى لقاء ذلك اليوم كان مختلفا، حيث اقترحت فيه إسرائيل نقل السيادة في مناطق (سي) في الضفة الغربية والمحاذية للمدن الفلسطينية إلى السلطة الوطنية، وكان المقترح جذابا للفلسطينيين، وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات: (ربما بدأنا في العمل)، ومع نهاية يوم المفاوضات كان الوقت يمضي سريعا، خاصة أن محمود عباس دعا القيادة الفلسطينية إلى لقاء في رام الله بعد أسبوع لتقرير مصير المحادثات، لكن الجو ساده، وبعد أسابيع جولات المحادثات، نوع من التفاؤل الحذر، وهو شعور مشترك مع الأمريكيين، لكن الأحداث التي تلت هذا هزت هذا الشعور”.

ولفت إلى توقيع اتفاقية المصالحة بين حركتي حماس وفتح، حيث تساءل الجانب الإسرائيلي عن التوقيت الذي جاء قبل انتهاء المهلة للمحادثات الماراثونية التي قادها وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، وعن جدية عباس في استمرار التفاوض، ويقول هيرتزوغ إن “توقيع الاتفاق كان يشير إلى أمر واضح، نحن نشاهد انهيار جهد شجاع آخر من جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.

ويقول الكاتب إن “الكثير من المسؤولين والصحافيين قدموا عددا من التفسيرات التي قادت إلى فشل الجولة الأخيرة من المحادثات، فالسفير الأمريكي السابق مارتن إنديك أشار إلى أن عباس قرر (الخروج) من المحادثات مع اقترابها من النهاية، وألقى اللوم على العمليات الاستيطانية التي قامت بها إسرائيل، وبدوره لام أبو مازن الأمريكيين لعدم الضغط على الإسرائيليين، وزعم هو وعريقات ان الأمريكيين رفضوا تقديم مقترح مكتوب بشكل أثر في قدرتهما للتعاون في المفاوضات، أما الإسرائيليون فقد حملوا أبا مازن المسؤولية، وقالوا إنه لم يكن راغبا بالتوقيع على صفقة في المقام الأول”.

ويقدم هيرتزوع قصة المفاوضات الأخيرة، باعتباره عضوا في فريق التفاوض الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه شارك في جولات التفاوض مع الفلسطينيين كلها، منذ توقيع معاهدة أوسلو عام 1993.

ويعترف الكاتب بأنه يقدم المنظور الإسرائيلي من المفاوضات، مستدركا بأنه “ليس بالضرورة ما تؤمن به الحكومة الإسرائيلية، حيث انضممت إلى المفاوضات بناء على قاعدة طوعية، وبطلب من حكومتي، وكنت دائما حذرا في ان أبقى محايدا سياسيا وليس متحزبا”

ويقول هيرتزوع إن “الجولة الأخيرة -الثالثة- بدأت في منتصف تموز/ يوليو 2013، حتى نهاية نيسان/ أبريل 2014، ويعني هنا جولات المحادثات النهائية، وتختلف هذه بشكل واضح عن جولة كامب ديفيد عام 2000 وجولة أنابوليس في عام 2008، فهذه المرة لم يلتق الطرفان المتفاوضان مباشرة، لكنهما تحدثا بشأن القضايا الجوهرية من خلال الوسيط الأمريكي، وتم تقسيم المفاوضات هذه إلى أربع مراحل.

وتمتد المرحلة الأولى لمدة أربعة أشهر مكرسة للتفاوض المباشر، بمشاركة كاملة أو جزئية من الأمريكيين، وتهدف إلى التوصل إلى اتفاق حول المسائل الجوهرية كلها، وبعدها تبدأ المرحلة الثانية، التي تهدف للاتفاق على هدف متواضع، وتتفاوض عبر الوسيط الأمريكي، واستمرت هذه المرحلة لثلاثة أشهر، انتهت بقرار أبي مازن بالخروج، بحسب إنديك، وبالنسبة للأمريكيين والإسرائيليين، فإن هذه المرحلة مهمة؛ لأنه جرى الاستثمار فيها بشكل كبير، وما تبقى من مرحلتين تمتد كل منهما على مدار ظأقل من شهرين، وتشتملان على محاولة التوصل إلى صيغة يتم من خلالها مد المفاوضات لمدة 9 أشهر أخرى”.

ويضيف الكاتب أن “المحادثات حملت بصمات كيري، الذي دفع الأطراف للاتفاق على المسائل الجوهرية، والتفاوض مباشرة، وقام شخصيا بإدارة النقاش الجوهرية بين الطرفين المتفاوضين، ونظرا لغياب الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإن الإدارة تحملت مسؤولية كبيرة، وتحديدا كيري”.

لم يكن عمليا

ويتابع هيرتزوع قائلا إن “وضع حد تسعة أشهر، كسقف للتوصل إلى اتفاقية سلام، لم يكن عمليا، ولم تكن المحاولة مجرد رغبة بعقد اجتماع بقدر ما جاءت عقب جولات المفاوضات التي سبقتها، وأصر الفلسطينيون المتشككون من المحادثات على تقييدها بإطار زمني، حيث كانوا يريدون الحفاظ على خيار إعلان الدولة مفتوحا من خلال الأمم المتحدة، ووافق كيري على هذا المطلب، لكنه حمل المفاوضات بأهداف كبيرة، وكانت النتيجة خسارة وقت ثمين، وكان يجب على الطرفين التوافق على الخطوط الرئيسية للحديث عن المسائل الجوهرية، وكان هذا موقفا منطقيا؛ نظرا لأنه يشبه ذلك الذي تم اعتماده في قنوات أوسلو السرية”.

ويواصل هيرتزوغ قائلا إن “عريقات سيقول لاحقا إن تسعة أشهر مدة طويلة، حيث قال إن الموضوع يتعلق بالجوهر وليس الوقت، وتعبر تصريحاته عن العقلية الفلسطينية التي شاهدتها خلال السنوات الماضية، وكأن المفاوضات هي ببساطة حصول الفلسطينيين على ما يرونه حقوقهم، وليس التفاوض حول مبدأ (خذ واعط)”.

ويلفت الكاتب إلى أن كيري وضع قواعد من دروس المحاولات الأخرى الفاشلة، حيث طلب من كل فريق الالتزام بالبقاء على طاولة المفاوضات خلال الفترة المحددة، ووافقت إسرائيل على الإفراج عن تسع دفعات من المعتقلين الفلسطينيين.

وفي المقابل وافقت السلطة على عدم السعي من أجل ترفيع مستوى تمثيلها لدولة في الأمم المتحدة، أو أي من المؤسسات الدولية، بالإضافة إلى أن الطرفين اتفقا على الكشف عن محتويات المفاوضات إلا من خلال كيري.

ويعتقد هيرتزوغ أن “مجرد وضع قواعد للتفاوض كان مصدرا لسوء الفهم، وفهمها كل طرف بطريقة مختلفة، ففكرة (دفع) إسرائيل للفلسطينيين مقابل الجلوس على طاولة المفاوضات كانت إشكالية منذ البداية، لكن إسرائيل قبلت النقاش لمساعدة عباس ليحشد الدعم الكافي له”.

خيارات إسرائيل

وينوه الكاتب إلى أن “إسرائيل واجهت ثلاثة خيارات للتفاوض، الأول وهو قبول حدود عام 1967، إلى جانب التفاوض على مبادلة أراض، وقد رفض بحجة أنه سيحدد مسبقا موضوعا جوهريا يعد ورقة مقايضة في يد إسرائيل، أما الخيار الثاني، فهو وقف مؤقت للاستيطان، وقد رفض لأنه سيحرم إسرائيل من الدعم المحلي الذي تريده في التفاوض، وبعد الأخذ في عين الاعتبار الضغوط المحلية قررت إسرائيل اختيار ثالث، وهو الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في مرحلة ما قبل أوسلو، ومع أن الحكومة الإسرائيلية وضحت أن بعض هؤلاء قضى 20 عاما في السجون الإسرائيلية، إلا أنها وجدت صعوبة في تسويق هذا الخيار، وحتى في هذا فإن إسرائيل أصرت على اختيار السجناء الفلسطينيين، إلا أن عباس أصر على أن تشمل العرب الإسرائيليين، وهو ما رفضته إسرائيل؛ لأنه تدخل في مصير مواطنيها الذين حوكموا بناء على القانون الإسرائيلي، واكتشف لاحقا أن كيري وعد عباس بهذا، وقال إن ما حدث كان سوء فهم، وهنا جاءت فكرة الإفراج عن العميل جوناثان بولارد؛ ليتم إقناع الرأي العام المعارض للإفراج عن السجناء العرب”.

ويشير هيرتزوغ إلى “اعتراض مدير مصلحة السجون يورام كوهين، الذي قال إن بعض الذين سيفرج عنهم لا يزالون يمثلون خطرا، ورغم أنه تقرر تأجيل الإفراج عن هؤلاء حتى الدفعة الرابعة ونفيهم إلى غزة أو الأردن أو للخارج، إلا أن عباس أكد اتفاقه مع كيري على عودة هؤلاء إلى بيوتهم، وهو زعم أكده فريق كيري معتذرا أن وزير الخارجية (السابق) لم يكن واعيا للأمور الدقيقة، ولمساعدة الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ قرار الإفراج عن السجناء الفلسطينيين، وافق كيري، وإن بصورة غير رسمية، على قيام إسرائيل بالإعلان عن بناء ما بين 1200 إلى 1500 وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وإعلان خطط أخرى، وقام كيري بإبلاغ الفلسطينيين، لكن الطريقة ليست معروفة، خاصة أن الموقف الرسمي الأمريكي هو معارضة التوسع الاستيطاني باعتباره عائقا للتسوية”.

ويبين الكاتب أنه “في تحليله للتفاوض عبر إنديك عن ندم بسبب عدم إصرار الجانب الأمريكي على وقف الاستيطان خلال التفاوض، وشعر كيري بالأمر ذاته، خاصة بعد مصادقة إسرائيل على النشاطات الاستيطانية بعد الإفراج عن الدفعة الأولى في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2013”.

ويرى هيرتزوغ أن “الإفراج عن السجناء أثر في موقف الرأي العام الإسرائيلي من التفاوض بالقدر ذاته الذي أثر فيه الاستيطان على موقف الفلسطينيين من العملية السلمية، ومع ذلك فإن الاستيطان لم يكن العامل الوحيد في فشل المفاوضات”.

مفاوضات سرية

ويجد الكاتب أن “ما جرى في الجولة الأخيرة كان استمرارا للمحادثات السرية غير الرسمية، التي جرت بعيدا عن الأضواء، وبموافقة غير رسمية من الأطراف، وهي ما أطلق عليها الأمريكيون (المسار 1.5)، وكان ممثل الإسرائيليين إسحق مولخو، مبعوث بنيامين نتنياهو وكاتم سره، أما الجانب الفلسطيني فقد كان يمثله الأكاديمي المعروف حسين آغا، الذي يملك علاقات قوية مع أبي مازن، ومع أنه ليس فلسطينيا إلا أنه منخرط في الشؤون الفلسطينية منذ انضمامه لحركة فتح عندما كان شابا في بيروت، ومن الجانب الأمريكي كان دينيس روس، وكانت لدى هؤلاء القدرة على التواصل مع القيادات المعنية، رغم أنهم لم يكونوا في موقع القرار السياسي، وكانت نقاشات هذا المسار السري محور المقترح الأمريكي، الذي حمله معه الرئيس باراك أوباما في آذار/ مارس 2013 إلى القدس ورام الله، باعتباره (اللعبة الوحيدة الموجودة في المدينة)”.

ويقول هيرتزوغ إن المسارين التفاوضيين ظلا يعملان بشكل متواز، حيث شجع كيري هذا الأمر، معتقدا أن التخلي عن المسار الخلفي لصالح المسار العلني كان خطأ، بل يجب تركه يسير في طريقه حتى النهاية، خاصة أن الأمريكيين والإسرائيليين لم يكونوا يعتقدون أنه سيحقق نتائج، فهناك من شك في قدرة آغا على تمثيل ما يفكر به أبو مازن، وشكوا في إن كان القادة سيتبنون ما سيخرج عن المسار من أفكار، لكنه يرى من خبرته الطويلة ان هذه المسارات هي التي تقود الطرفين للمفاوضات على قاعدة صلبة.

ويلفت الكاتب إلى أن المسار التفاوضي اقترض من السري المبادئ المرشدة، ويصف جهد وجد كيري، الذي كان يشارك مع الفريق الأمريكي النقاش وفي ساعات غير مريحة من عواصم دول مختلفة، ويعلق قائلا إن “الفريق الإسرائيلي لم يكن يعرف ماذا جرى بين الطرف الأمريكي والفلسطيني، وبعد أشهر من انهيار العملية السلمية عرف الجانب الإسرائيلي من الطرف الفلسطيني أنه واجه المشكلة ذاتها، ورغم أن الأمريكيين كانوا يحاولون التصرف بحرية، ويكون لديهم هامش المناورة، إلا أن كل طرف طور شكوكه، واكتشف الإسرائيليون بعد عدة أسابيع أن الجانب الأمريكي لم يطلع أبا مازن على تفاصيل المحادثات بالطريقة ذاتها التي انخرط فيها نتنياهو، والسبب هو عدم توفر دائرة تلفزيونية آمنة في رام الله، ولأن أبا مازن ليس ميالا بطبيعته للنقاشات الطويلة والمفصلة، وكان من نتائج عدم إشراك رئيس السلطة الفلسطينية أنه شعر عندما قدم له كيري الخطة النهائية في 14 نيسان/ أبريل 2014، أنها طبخت بالتعاون مع الإسرائيليين، ولا توافق هذه الحالة توقعاته”.

ويذهب هيرتزوغ إلى أن “نتنياهو انخرط بشكل عميق في المحادثات، وكان جادا في تحقيق تقدم، خلافا للصورة العامة عنه، وكان متشددا في الموضوعات الأمنية، لكنه كان يريد تقدما”.

ما يمكن التوافق عليه؟

ويقول الكاتب إن الوثيقة النهائية لم يتم الكشف عنها حتى الآن، إلا أنه يقدم بعضا من الخطوط العامة:

اعتراف متبادل بين -إسرائيل دولة يهودية- وعندما اعترض الفلسطينيون، تم تذكيرهم بأن ياسر عرفات اعترف بالدولة اليهودية.

وعلى صعيد الأراضي قدمت الخطة الأمريكية الموقف الذي عبر عنه أوباما في خطابيه عن السياسة في أيار/ مايو 2011.

ويبين هيرتزوغ أن “موضوعات الأمن أخذت القدر الأكبر من النقاشات، حيث أكد الإسرائيليون أهمية أن تظل (الدولة) الفلسطينية منزوعة السلاح، حيث يقول جون ألين، الذي عينه كيري ليقود المفاوضات حول الأمن مع الإسرائيليين، إنه وافق مع وزير الخارجية الأمريكية على بقاء القوات الإسرائيلية في منطقة وادي الأردن، وطالب أبا مازن بمدة محدودة بخمس سنوات بعدها يتم نشر قوات أمريكية، وهو ما رفضه نتنياهو، الذي كان يفكر بوجود عسكري يمتد لعقود، واتفق الطرفان، الأمريكي والإسرائيلي، على أن يكون الوجود العسكري مرتبطا بمعيار معين”.

ويقول الكاتب فيما يتعلق بموضوع اللاجئين، إن “إسرائيل طالبت بعدم طرح (حق العودة) على طاولة النقاش، حيث سيغلق الملف التاريخي بإنشاء الدولة الفلسطينية، وتمت مناقشة عدد من الخيارات، مثل السماح لعدد محدود من الفلسطينيين بالعودة إلى إسرائيل؛ لأسباب إنسانية وخاصة، أو التوطين في مناطق اللجوء، وتم طرح إنشاء آلية لتعويض اليهود العرب”.

ويكشف هيرتزوغ عن أنه في موضوع القدس، فإن الأمريكيين دعموا الموقف الفلسطيني، بأن تكون لدولتهم عاصمة في القدس الشرقية، وتمت إضافة بند قدمته وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني حول “السلام الثقافي”.

ويقول الكاتب إن “لقاء كيري عباس في باريس يوم 19 شباط/ فبراير 2014، أدى إلى وقف المحادثات، حيث رفض الخطة، ولم يعد على ما يبدو مهتما بالعملية السلمية، ورغم تقديم الأمريكيين له بعض المحفزات، مثل الاعتراف علانية بالقدس عاصمة للدولة، وتبادل أراض، إلا أن أبا مازن طلب وقتا للتفكير”.

لماذا تراجع أبو مازن؟

ويفيد هيرتزوغ بأن “هناك عدة أسباب لتراجع أبي مازن، منها شكوك رئيس السلطة الفلسطينية بأن الإدارة الامريكية ستقدم له الصفقة التي يريدها، حيث كان يتوقع صفقة تلبي طموحه ويستطيع تسويقها داخليا، وعندما أخرت إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة، فإنه قال لمن حوله: (إن لم تكن أمريكا قادرة على دفع إسرائيل للإفراج عنهم فكيف سيؤمنون لي القدس)”.

ويذهب الكاتب إلى أن “الطرف الفلسطيني ماطل، من ناحية وجود وثيقة مكتوبة، وتأخر الرد على الصيغة الأمريكية، حيث تجنب أبو مازن لقاء كيري في رام الله بسبب التعب، والتوقيع على الانضمام لـ 15 منظمة تابعة للأمم المتحدة”.

ويقول هيرتزوغ: “كان عريقات يحضر هذه الخيارات وينتظر اللحظة المناسب، وفي ظل هذه التطورات قرر الطرفان اللقاء من أجل منع انهيار المحادثات، حيث لم يبق سوى شهر على نهايتها، واجتمعا في 2 نيسان/ أبريل بحضور إنديك”.

ومن ضمن التفاصيل الطويلة التي يذكرها هيرتزوغ قوله إن الفلسطينيين رفضوا التراجع عن الانضمام للمنظمات الدولية، حيث طالب عريقات بوقف دائم للاستيطان في الضفة والقدس الشرقية في أول ثلاثة أشهر من تمديد المحادثات، ويعتقد أن التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين يعد تحديا للطرفين، ويحتوي على عناصر ضغط محلية، ولهذا فهو بحاجة لقيادة استثنائية من الطرفين.

ويقول الكاتب إن الطرفين ارتكبا أخطاء، وأسهما في مفاقمة الدينامية السلبية للمفاوضات، ويعترف بان “كيري كان مخلصا في جهوده، وأنه يجب الثناء على نشاطه، ولا يستحق التشهير الذي تعرض له من بعض الإسرائيليين، حيث كان يقود مهمة لا يحسد عليها، التفاوض مع الإسرائيليين والفلسطينيين والبيت الأبيض في وقت واحد، ومشكلته أنه لم يفهم نفسية الطرفين، ولم تكن لديه خطة بديلة ذات مصداقية”.

ويعتقد هيرتزوغ أن “نتنياهو كان مترددا في تحقيق القفزة للأمام؛ بسبب الضغوط المحلية الإسرائيلية، وعدم وجود من يعتقد أنه شريك يمكن الاعتماد عليه -أبو مازن-، ولأن امريكا لم توفر له السياج الآمن، وبالنسبة لأبي مازن، فإنه كان يراوح بين ثلاثة خيارات مختلفة، التفاوض مع إسرائيل والولايات المتحدة، والترويج للدولة عبر المجتمع الدولي، والمصالحة مع حركة حماس”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن