المرأة الفلسطينية ووثيقة الاستقلال

تمارا حداد
تمارا حداد

بقلم الكاتبة : تمارا حداد

رسمت وثيقة الاستقلال الفلسطيني 1988 اتجاها قانونيا عمل على إنصاف المرأة الفلسطينية انطلاقا من شرعية حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية، حيث لعبت المرأة الفلسطينية دورا مميزا في كافة المجالات، وشاركت الرجل جنبا الى جنب بكل ما تملك من قوة وإرادة لإحداث تغيير جذري في أسرتها ومجتمعها ودولتها.

عملت وثيقة الاستقلال على حماية المرأة وضمان حقها في إطار المساواة وعدم التمييز بين الرجل والمرأة، حيث شكلت وثيقة الاستقلال اساساً دستورياً في إحقاق حقوق المرأة الفلسطينية على قدم المساواة في ظل نظام برلماني تعددي وأن الجميع متساوون أمام القانون دون تمييز.

نصت وثيقة الاستقلال ” إن دولة فلسطين للفلسطينيين أينما كانوا، فيها يطورون هويتهم الوطنية والثقافية، ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق، وتصان معتقداتهم الدينية والسياسية وكرامتهم الانسانية في ظل نظام ديمقراطي برلماني يقوم على أساس الحرية واحترام الرأي وحرية تكوين الأحزاب واحترام الأقلية والعدل والمساواة، وعدم التمييز في الحقوق العامة على اساس العرق او الدين او اللون او بين الرجل والمرأة، في ظل دستوري يؤمن بسيادة القانون والقضاء المستقل وعلى أساس الوفاء الكامل لتراث فلسطين الروحي والحضاري في التسامح والتعايش السمح بين الأديان عبر القرون” هذا البند يؤكد أن وثيقة الاستقلال أكدت على إنصاف المرأة الفلسطينية بمساواتها بينها وبين الرجل وآمنت بالعدالة الاجتماعية وعدم التمييز على أساس الجنس.

وثيقة الاستقلال كانت ركيزةً أساسية لحماية المرأة وكانت البنية الشرعية للدفاع عن المرأة وضمنت حقها بالعمل والتعليم والمشاركة السياسية في الانتخابات، فالمرأة الفلسطينية سطرت بمواقفها المشرفة أعظم العبر والبطولات، فهي نموذج الخنساء كانت في الميدان ورمزاً للنضال.

اثبتت المراة الفلسطينية طيلة الاعوام الماضية نموذجاً للتضحية والصبر، فهي المهاجرة واللاجئة والأسيرة والشهيدة والجريحة، قدمت العطاء دون ملل أو كلل.

لم تكن وثيقة الاستقلال الضامن الوحيد لحقها بل حرص القانون الأساسي الفلسطيني على حماية حقوق المرأة في المشاركة والمساواة، وقوانين الانتخابات أعطت لها الحق في الانتخاب والترشح، وقوانين التعليم الأساسي حفظ حقها في التعليم، وهناك قوانين العمل حفظت حقها في العمل، وهناك برامج عديدة في فلسطين حول تمكين النساء في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبرامج عديدة حول نبذ العنف ضد المرأة.

وثيقة الاستقلال الفلسطيني 1988 جعلت من المرأة الفلسطينية ان تصنع التاريخ لحاضر ومستقبل فهي سيدة فوق السطوح، فمهما كانت المحن لم تعصرها ولم تكسرها بل صابرة كقنديل يشع املاً وضوءاً ساطعاً.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن