“الموت للديكتاتور خامنئي”.. لماذا خرج الإيرانيون ضد النظام؟

خرج محتجون غاضبون في إيران هذا الأسبوع، تنديدا بطريقة تعامل المسؤولين الإيرانيين، وعلى رأسهم المرشد الأعلى على خامنئي، مع أزمة الطائرة الأوكرانية.

ووفق الوكالة الألمانية (DW)، فقد قالت: إنه شارك المئات في تجمعات في جامعة شهيد بهشتي، وجامعة علامة تاباتا باي، ونظموا مراسم تأبين للركاب الـ 176 الذين لقوا حتفهم عندما أسقط الحرس الثوري الإيراني بـ”طريق الخطأ” طائرة ركاب تابعة لشركة (انترناشيونال ايرلاينز) الأوكرانية، خارج طهران الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مقتل كل من كان على متنها.

وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على آلاف الإيرانيين في العاصمة، السبت الماضي، حيث ردد الكثيرون منهم شعار “الموت للديكتاتور” موجهين غضبهم إلى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي. وقالت صحيفة (اعتماد) اليومية المعتدلة في عنوان رئيسي “اعتذروا واستقبلوا”، مضيفة أن “مطلب الشعب” هو استقالة المسؤولين عن سوء إدارة أزمة الطائرة.

وفي أعقاب ذلك، قلل المفكر العربي عزمي بشارة من أهمية سليماني وقال: “لم يكن سليماني الرجل الثاني أو الثالث أو الرابع في إيران، بل كان منفذ سياسات إيران في الإقليم، وهناك مبالغة وأسطرة من الطرفين الأميركي والإيراني لدور قاسم سليماني”.

وتعقيبا على ذلك، أكد الكاتب والباحث السياسي اللبناني، جوزيف أبو فاضل، أن إيران لأن وضعها منذ اغتيال سليماني أشبه بوضع الحرب، اشتبه على الحرس الثوري في شكل الطائرة المدنية، على أنه يشبه الصاروخ، لذا اتخذ قرار إسقاط الصاروخ، ولكن في النهاية كانت حادثة المؤسفة، وهو اكتشاف أن الأمر كان إسقاط طائرة أوكرانية، مستدركًا: لا يوجد أي قصد إسقاط هذه الطائرة.

وأضاف أبو فاضل: أن الاعتراف الإيراني هو فضيلة، ولم يكن خطيئة حتى وإن خرج الإيرانيون بعد هذا الاعتراف إلى الشوارع فإن الشارع لا يحكم البلاد، وإنما نخبة من القادة والمسؤولين، لافتًا إلى أن قضية الانتخابات تشغل بال الشعب الإيراني والمسؤولين، لأن الأحداث السياسية لها تأثير واضح على ميول المواطنين.

وعن قضية أسطورة سليماني، قال أبو فاضل: إنه لو لم يكن هذا القائد مؤثراً في المنطقة، لما كانت الولايات المتحدة قد اغتالته، ولما كانت إسرائيل قد وضعته على رأس المطلوبين.

وفيما يتعلق برفض الإيرانيين الدعس على أعلام أمريكا وإسرائيل، أكد أن المعارضة والإصلاحيين في إيران أصبحوا أقوى الآن من قبل، لذا فإن تأثيرهم أصبح واضحًا من ذي قبل، وأيضًا هم ملّوا من الأكاذيب التي عرضت عليهم وصدقوها، لذا كان لا بد لهم أن يخرجوا ضد الأوضاع الصعبة التي يعيشونها، وأيضًا ضد كذب المسؤولين.

المطلع على الشأن الإيراني، يوسف الشرقاوي، قال: إن جذر وأساس الموضوع، ليس الطائرة الأوكرانية، وإنما عدم مصداقية النظام الإيراني، في قضية الرد على اغتيال الجنرال قاسم سليماني، لذا والإيرانيون، يريدون أن ينتقموا لكرامتهم التي أُهينت.

وأضاف الشرقاوي سمعنا تهديدات إيرانية قوية، لكن شاهدنا ردًا هزيلًا، خصوصًا في ظل الأنباء التي صدرت بأن الرد الإيراني بضرب القواعد الأمريكية كان مُتفقًا عليه.

وأوضح، أن قضية عدم دهس الإيرانيين على الأعلام الأمريكية والإسرائيلية، سببه أنهم تحملوا ظروف الحصار الصعبة، وتحملوا الاعتداءات، وتعرض قائدهم العسكري الأبرز لاغتيال، لم يروا ردًا على كل هذه الظروف الصعبة، لذا فهم شعروا بعدم مصداقية نظامهم، وأرادوا التعبير عن غضبهم بطريقة جديدة ليست معتادة، فهم يمتلكون صواريخ دقيقة، و باليستية، وغيرها، ولم يروا شيئًا.

وأعرب الشرقاوي عن تخوّفه من أن تصبح إيران يومًا ما قاعدة إسرائيلية أمريكية في المستقبل، وهذا الشعور ليس عنده، وانما بدأ ينتاب الإيرانيون هذا الشعور الذي لن يقبلوه، متابعًا: “أيضًا نخشى من اغتيال السيد حسن نصر الله، وأن يلقى مصير الجنرال سليماني، وهذا يشير إلى أننا مقبلون على هزيمة نكراء”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن