المونيتور: هل تلجأ روسيا إلى مرتزقة من سوريا للقتال في أوكرانيا؟

المونيتور: هل تلجأ روسيا إلى مرتزقة من سوريا للقتال في أوكرانيا؟
المونيتور: هل تلجأ روسيا إلى مرتزقة من سوريا للقتال في أوكرانيا؟

مع تصاعد حرب روسيا على أوكرانيا، ظهرت دلائل تشير إلى أن الحكومة السورية وشركائها الروس يقومون بتجنيد مقاتلين سوريين لنشرهم في أوكرانيا.

وأعلنت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، وهي منظمة مجتمع مدني مستقلة تراقب الصراع السوري المستمر منذ أكثر من عقد، أنها أجرت مقابلات مع سوريين مقيمين في ريف دمشق وشهدوا جهود التجنيد للخدمة إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا.

وأشارت المنظمة إلى أنه يجري إعداد قوائم بأسماء مجندين محتملين لتقديمها إلى القوات الروسية المتمركزة في سوريا للموافقة عليها.

ونقلت المنظمة تصريحات لأحد الأشخاص اللذين سجلوا أسماءهم لدى إدارة الأمن العام (في سوريا) للسفر إلى أوكرانيا والقتال إلى جانب القوات الروسية. وأشار هذا الشخص إلى ارتفاع تكاليف المعيشة في سوريا وقلة فرص العمل كأسباب وراء قراره القتال في أوكرانيا.

كما يستشهد التقرير بمسؤول في ما يسمى بلجنة المصالحة، وهي الهيئة التي أنشأتها دمشق في مناطق سيطرة الحكومة من أجل النظر في “العفو” عن أولئك الذين انحازوا إلى صفوف المعارضة ضد النظام السوري.

وقال المصدر: “كنت في فرع المخابرات الجوية لمساعدة عدد من المطلوبين على تسليم أنفسهم والحصول على عفو في المقابل. وهناك، بدأ أحد الضباط يتحدث أمامي، قائلا إنهم سيعدون قوائم بأسماء المقاتلين الذين لديهم خبرة قتالية كافية. وسيخضع هؤلاء المقاتلون لتدريب محدود من قبل ضباط روس تمهيدا لإرسالهم إلى روسيا ونقلهم للقتال في أوكرانيا مع الجانب الروسي”.

♦ إضاءات حول نبوءة 2022.. الشيخ بسام جرار أوكرانيا

ولا تقتصر جهود التجنيد علي المناطق التي تخضع لسيطرة النظام السوري، فهناك أنباد عن جهود تجنيد جارية في شرق سوريا. ويقول عمر أبو ليلى، الذي تغطي شبكة المراقبة التابعة له “دير الزور 24” التطورات في محافظة دير الزور الغنية بالنفط، إن شركة المرتزقة الروسية “فاجنر” تعيد تأسيس وجودها في المنطقة وقد تواصلت مع السوريين وقدمت لهم عروض برواتب متواضعة للقتال في أوكرانيا.

وقال أبو ليلى: “تحاول فاجنر أن تعرض على هؤلاء الرجال أن ينضموا إليها، ويعدون المجندين بأنهم سيتمتعون بالحماية من الأسد (الرئيس السوري) والميليشيات الإيرانية، وأن هذا يضمن لهم مستقبلهم”.

ومن المعروف أن فاجنر، المتورطة في جرائم حرب في ليبيا، تربطها علاقات وثيقة بالرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” الذي ينفي باستمرار أي صلة له بالمجموعة.

ويقال إن قوات فاجنر موجودة في أوكرانيا. ووفقا لصحيفة (تايمز لندن)، نفذت المجموعة 3 محاولات اغتيال فاشلة ضد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال الأسبوع الماضي.

ويقول ناشط محلي إن فاجنر والفيلق الخامس المدعوم من روسيا يجندون مقاتلين موالين للنظام في شرق سوريا. وقال المصدر إنه تم بالفعل توقيع بعض العقود بين ذوي الخبرة القتالية الكبيرة.

وتبقى جهود التجنيد المزعومة في مراحلها الأولى، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان قد تم اتخاذ أي قرار بشأن نشر السوريين في أوكرانيا بالفعل.

وتقول “إليزابيث تسوركوف”، الباحثة البارزة في الصراع السوري وصاحبة الشبكة الواسعة من الاتصالات المحلية في جميع أنحاء سوريا، إن عمليات التجنيد الحالية ربما لم تبدأ بمبادرة روسية، وربما تكون المبادرة من قبل مسؤولين سوريين.

♦ روسيا: السياسات الأمريكية في سوريا قد تشعل المنطقة برمتها

وأكد أحد المصادر التي استشهد بها “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” أن طرح المسؤولين السوريين يعد “بادرة رمزية على الولاء لروسيا”.

ويعتمد منطق مسؤولي الحكومة السورية على أن تجربة المقاتلين السوريين في القتال في أماكن مثل حلب وحماة وحمص ستخدمهم بشكل جيد في أوكرانيا. ومع ذلك، يرفض العديد من المحللين هذه الفكرة.

وقال آرون شتاين، مدير الأبحاث في معهد أبحاث السياسة الخارجية، وهو مركز أبحاث مقره فيلادلفيا: “لا أستطيع تخيل أسباب الاحتياج للمرتزقة السوريين. إنهم مدربون تدريبا سيئا وعديمو الجدوى إلى حد ما”. وفق موقع (المونيتور)

واعتمدت روسيا حتى الآن على المرتزقة في حروبها بالوكالة، لكن أوكرانيا مختلفة، حيث غزت قواتها البلاد علنا. ولا تكمن مشكلة روسيا حاليا في نقص الجنود على الأرض، بل في سلسلة من الحسابات الخاطئة، حيث تقاوم أوكرانيا بشكل أكبر بكثير مما كان متوقعا في البداية.

ومع ذلك، مع ورود أنباء عن مقتل آلاف الروس وعزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ما يبدو على المضي قدما، قد يلجأ الكرملين إلى المرتزقة في حالة كان مضطرا لاستمرار الحرب.

ويراقب روب لي، طالب الدكتوراه والباحث في سياسة الدفاع الروسية في قسم دراسات الحرب في كينجز كوليدج بلندن والزميل الزائر في مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات الروسية، الصراع في أوكرانيا عن كثب.

ويؤكد “لي” أن روسيا بحاجة بالفعل إلى المزيد من القوات، قائلا: “من الواضح أن روسيا بحاجة إلى المزيد من القوات في أوكرانيا. وهم يستخدمون على ما يبدو مجندين لا يُفترض أن يتم استخدامهم في القتال. لذلك لن أكون متفاجئا إذا كانوا يستخدمون شركة فاجنر أو متعاقدين عسكريين آخرين لزيادة أعدادهم”.

♦ الولايات المتحدة تتهم روسيا بتجنيد مرتزقة سوريين للقتال بأوكرانيا

وقال مارك بيريني، سفير الاتحاد الأوروبي السابق الذي خدم في سوريا وليبيا وتركيا، والباحث الزائر في مؤسسة كارنيجي أوروبا: “سيزيد نشر المرتزقة السوريين في أوكرانيا من قبل روسيا من تعميق الصدع بين موسكو والغرب”.

وأضاف بيريني: “بينما نتحدث، يبدو أن روسيا تختار شن هجوم واسع كما رأينا في غروزني وحلب. لقد رأينا هذه الطريقة في العمل، وكيف دمرت روسيا كل شيء قبل التحدث لاحقا ولكن بشروطها”.

ومن جهتها، نشرت وسائل الإعلام الروسية الخاضعة لسيطرة الدولة مزاعم بأن تركيا تستعد لنقل مرتزقة سوريين إلى أوكرانيا كما فعلت في ليبيا وناغورني قره باغ.

ومن المفهوم لماذا يرغب السوريون الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والذين يتعرضون باستمرار للضربات الجوية الروسية في محاربة الروس في أوكرانيا.

ومع ذلك، يتفق المحللون على أن هذا غير مرجح إلى حد كبير لعدة أسباب من ضمنها أن أوكرانيا ذاتها ستخشى على سمعتها التي قد تتعرض لضرر إذا لجأت للسوريون المدعومين من تركيا والذين تم وصفهم في الغرب بـ”الإرهابيين”.

ولدى أوكرانيا بالفعل الكثير من المتطوعين المستعدين للقتال، يتحدثون اللغة المحلية، ويعرفون المنطقة جيدا. ويبدو أن ما تفتقر إليه أوكرانيا هو الأسلحة، وليس مجموعة من الأشخاص محدودي الخبرة الذين قد يسيئون لسمعتها.

واختتم تسوركوف حديثه قائلا: “من شأن ذلك أن يضر بسمعة أوكرانيا دون أي نوع من الفوائد”.

♦ فرنسا تنتقد روسيا: موقف متناقض بين أوكرانيا وسوريا

(المونيتور) – أمبرين زمان وإليزابيث هاجيدورن

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن