باحث أمني إسرائيلي: إسرائيل قد تدخل في معركة واسعة لتقييد نشاطات الجهاد الإسلامي

باحث أمني إسرائيلي: إسرائيل قد تدخل في معركة واسعة لتقييد نشاطات الجهاد الإسلامي

قال الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، يورام شفايتسر، إن حركة الجهاد الإسلامي ضاعفت في العام الماضي من نشاطها العسكري ضد إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، وقد انعكس ذلك على شكل إطلاق صواريخ استهدفت المستوطنات الإسرائيلية بما في ذلك مدن مركزية، وكذلك قنص جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي على طول حدود قطاع غزة، وكذلك مشاركتها الواضحة في إدارة الاحتجاج والتظاهر في إطار فعاليات مسيرة العودة.

وأضاف شفايتسر: من الواضح أن الحركة تتبنى مقاربة أكثر جرأة واستقلالية في المواجهة مع إسرائيل، وعلى عكس ما كان يحدث في الماضي؛ فإن هذا النشاط لا يتم تنسيقه بشكل كامل مع حماس ويتم تنفيذه في بعض الأحيان على عكس رغبتها، حيث إن هناك رغبة لدى قادة الجهاد في إنشاء معادلة ردع جديدة مع إسرائيل بمبادرة من كبار القادة الميدانيين.

ووفقا للباحث الإسرائيلي شفايتسر؛ فإن انتخاب زياد النخالة أمينا عاما لحركة الجهاد الإسلامي ساهم في اتخاذ الحركة مواقف أكثر تشددا ضد إسرائيل، وساهم في إدارة نشاط مستقل للحركة في القطاع بما يشمل محاولاتها إرساء قواعد جديدة للاشتباك مع إسرائيل.

وزعم أن هناك أصواتا داخل حماس تعارض استقلالية العمل العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، لأنه في بعض الأحيان يتعارض مع مصالح حماس كحاكم فعلي للقطاع. مضيفا “على الرغم من أن إسرائيل كانت تفضل أن تبقى تصرفات الجهاد الإسلامي مقيدة من قبل حماس، لكنه قد لا يكون أمامها خيار سوى التصرف ضد الجهاد بشكل مركز حتى لو كان ثمن ذلك جولة جديدة من القتال”.

وكشف شفايتسر أن بعض التفسيرات التي تقدمها إسرائيل حول النشاط العسكري المستقل للجهاد الإسلامي بما في ذلك وجود بعض الخلافات بين قيادات في الجناح العسكري للحركة أو وجود توجيه إيراني بالعمل؛ تبين أنها غير صحيحة.

وقال إن النشاط العسكري الهجومي للحركة يأتي بمبادرة من كبار قادتها في قطاع غزة في إطار تعزيز ثقتهم بأنفسهم فيما يتعلق بقوتهم العسكرية في قطاع غزة، فكان إطلاق النار على ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي في يناير 2019، بناء على أوامر من القيادي البارز في الجناح العسكري بهاء أبو العطا والذي أعطى أوامر كذلك بتنفيذ الهجوم الصاروخي الذي استهدف أسدود بالتنسيق مع قيادة الحركة في الخارج.

وفقا للباحث شفايتسر، فإن انتخاب النخالة ساهم في خلق سياسة أكثر تشددا ضد إسرائيل، حيث إنه يسعى إلى الارتقاء بمكانة حركة الجهاد لتكون متساوية لمكانة حماس العسكرية، حيث إن الحركة ضاعفت قوتها العسكرية القتالية في غزة والتي يبلغ عدد أفرادها الآن حوالي 6000 مقاتل يمتلكون صواريخ ومعدات قتالية إيرانية متطورة.

وقال الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي، إن حركة الجهاد الإسلامي تعتمد اعتمادًا تامًا على دعم إيران في التمويل والإعداد العسكري، في مقابل أن إيران لا تمنح حركة حماس ذات الدعم والتمويل، لأن إيران تعتبر الجهاد الإسلامي شريكًا حقيقيا على عكس اعتباراتها السياسية فيما يخص علاقتها بحركة حماس.

وختم الباحث الإسرائيلي، قائلا: تواجه إسرائيل معضلة كبيرة في تحييد نشاط الجهاد الإسلامي وإحباط محاولته لفرض قواعد جديدة على الحدود مع قطاع غزة، دون القيام بعملية واسعة في غزة، لأنه من المشكوك به أن تقوم حماس بتقييد نشاط الجهاد حتى لا تتضرر سمعتها كرأس حربة المقاومة ضد إسرائيل، وبالتالي فإن المهمة في تحييد نشاط الجهاد تقع على عاتق إسرائيل.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن