بالتفاصيل.. حكاية الرجل الذي نجا من أكبر انفجارين في التاريخ

بالتفاصيل.. حكاية الرجل الذي نجا من أكبر انفجارين في التاريخ
بالتفاصيل.. حكاية الرجل الذي نجا من أكبر انفجارين في التاريخ

عندما يدور الحديث عن معجزة النجاة من الموت فلا بد أن يرد اسم هذا الرجل باعتباره الشخص الذي نجا من أكبر انفجارين في تاريخ البشرية.

إنه الياباني تسوتومو ياماغوتشي الذي توفي عام 2010 عن عمر يناهز 94 عامًا، والذي نجا من قنبلتي هيروشيما وناغازاكي الذريتين في نهاية الحرب العالمية الثانية.

ومع أحياء اليابان للذكرى 75 لضحايا أول هجوم نووي في تاريخ البشرية، يقول تقرير على موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: إن 260 ألف شخص قد نجوا من القصف النووي، جزء منهم نجا من قنبلة هيروشيما وآخرون نجوا من قنبلة ناغازاكي، لكن المهندس ياماغوتشي عانى رعب التفجيرين ونجا منهما وعاش ليحكي ما حدث.

قصف هيروشيما

وكان المهندس البحري ياماغوتشي الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 29 عامًا، ويعمل لحساب شركة ميتسوبيشي، في هيروشيما في رحلة عمل في 6 أغسطس 1945 عندما أسقطت طائرة أمريكية أول قنبلة ذرية.

وحول قصف هيروشيما، قال ياماغوتشي لاحقًا: إنه كان متجهًا إلى حوض بناء السفن التابع لشركة ميتسوبيشي للمرة الأخيرة قبل أن يعود لمدينته ناغازاكي عندما سمع صوت طائرة تحلق فوقه.

وعندما نظر ياماغوشي إلى السماء شاهد طائرة أمريكية من طراز بي 29 تحلق فوق المدينة وتلقي مظلة، وفجأة وقع انفجار مدو وحجب وميض هائل السماء، فألقى بنسفه على الأرض وشعر بحرارة هائلة؛ حيث أصيب وجهه وذراعاه والجانب الأيسر من جسده بحروق شديدة.

وقال لاحقًا لصحيفة التايمز البريطانية: “لم أكن أعرف ما حدث، وأعتقد أنني أغمي علي لفترة من الوقت، وعندما فتحت عيني، كان كل شيء مظلمًا، ولم أستطع رؤية الكثير”.

العودة إلى ناغازاكي

وقد عانى من حروق خطيرة وقضى ليلة هناك قبل أن يعود إلى مدينته ناغازاكي قبل قصفها في 9 أغسطس.

فبعد قضاء ليلة مضطربة في ملجأ للغارات الجوية، توجه في 7 أغسطس/آب إلى محطة القطارات التي علم أنها لا تزال تعمل. وفي طريقه لتلك المحطة، شاهد حرائق ومباني مدمرة وجثثًا متفحمة في الشوارع، كما تعرض عدد كبير من الجسور في المدينة للدمار؛ مما اضطره لعبور النهر سباحة وسط الجثث الطافية.

وبعد الوصول إلى المحطة أخذ القطار إلى مدينته ناغازاكي؛ حيث زوجته وطفله، ووصل صباح اليوم التالي.

قصف ناغازاكي

وبعد عودته إلى ناغازاكي ذهب ياماغوتشي إلى مستشفى للعلاج ثم إلى عمله، رغم حالته الصعبة، ليقدم تقريرًا لمديره ما حدث، ولم يقتنع المدير بروايته واتهمه بالجنون، ورد مستنكرًا: كيف لقنبلة واحدة أن تدمر مدينة كاملة؟

ولم يكد المدير ينهي كلامه حتى اجتاح الغرفة وميض يعمي الأبصار عرفه ياماغوتشي فورًا، فرمى بنفسه على الأرض.

وقال ياماغوتشي في وقت لاحق لصحيفة الاندبندنت البريطانية: “اعتقدت أن سحابة الفطر تبعتني من هيروشيما”.

وكانت قنبلة ناغازاكي من البلوتونيوم وهي أقوى من قنبلة اليورانيوم التي ألقيت على هيروشيما.

وهرع على الفور إلى المنزل للاطمئنان على أسرته، لكن زوجته كانت قد خرجت من البيت مع ابنهما الصغير لشراء دواء لحروق زوجها، وعندما انفجرت القنبلة كان الاثنان في ملجأ ضد الغارات الجوية.

وقال ياماغوتشي: إنه يأمل أن تكون تجربته درسًا للسلام للأجيال القادمة.

تاريخ مرعب

وقد قامت الحكومة اليابانية في عام 2009 بتسجيل ياماغوتشي باعتباره ناجيًا من قنبلتي ناغازاكي وهيروشيما النوويتين.

يذكر أن ذلك التسجيل يؤهل صاحبه للحصول على الشهادة كناج من الهباكوشا أو الإشعاع؛ مما يمكنه من الحصول على تعويضات حكومية، بما في ذلك الفحوصات الطبية وتكاليف الجنازة.

غير أن مسؤولًا في مدينة ناغازاكي قال حينئذ: إن جرعته المزدوجة من القنابل الذرية لا تعني أن تعويض ياماغوتشي سيزداد.

كما قال ياماغوتشي للصحفيين آنذاك: “تعرضي المزدوج للإشعاع بات رقمًا قياسيًّا حكوميًّا رسميًّا، فقصتي يمكن أن تروي للجيل الأصغر عن التاريخ المروع للتفجيرات الذرية حتى بعد أن أموت”.

ويذكر أنه قتل حوالي 140 ألف شخص في هيروشيما و70 ألفًا آخرين في ناغازاكي.

كما أصيب العديد من الناجين بأمراض مرتبطة بالإشعاع، بما في ذلك السرطانات لسنوات بعد التفجيرات.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن