بتوجيهات محمد بن راشد.. 32 طناً مساعدات إضافية إلى السودان لإغاثة 13 ألف شخص

بتوجيهات محمد بن راشد.. 32 طناً مساعدات إضافية إلى السودان لإغاثة 13 ألف شخص

بتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لرفع المعاناة عن السودانيين الرازحين تحت تأثير وتداعيات الأحداث الدائرة في بلدهم.

وتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة، سيرت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية صباح أمس الثلاثاء، رحلة جوية ثانية من مطار دبي الدولي إلى العاصمة التشادية انجامينا وعلى متنها قرابة 32 طناً مترياً من الإمدادات الأساسية التي شُحنت من مخزون المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مستودعات المدينة في دبي، استجابة للأزمة الإنسانية الطارئة في السودان.

وغادرت الطائرة الخاصة المملوكة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى تشاد بعد قرابة 12 ساعة من انطلاق الرحلة الأولى “المستأجرة” إلى الوجهة نفسها، منطلقة من مطار آل مكتوم الدولي وعلى متنها 80 طناً مترياً من المواد الإغاثية المتنوعة التي يقدر عدد المستفيدين منها بنحو 27 ألف شخص.

وتكفلت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بتغطية تكاليف الشحن من صندوق الأثر الإنساني.

مساعدات إماراتية إلى السودان

ونقلت رحلة الأمس مواد إيواء من مفوضية شؤون اللاجئين أيضاً، بالإضافة إلى معدات اتصالات أساسية لفريق الطوارئ والاتصال والدعم السريع التابع لبرنامج الأغذية العالمي للطوارئ، ليصل إجمالي المساعدات الإغاثية التي قدمتها المدينة من مخزون “مفوضية اللاجئين” إلى قرابة 112 طناً مترياً، يقدر عدد المستفيدين بنحو 40 ألف نازح ولاجئ.

جوسيبي

 

وقال جوسيبي سابا المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، إن جهود الإغاثة متواصلة بالتنسيق والشراكة مع الأعضاء، بما فيهم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي وفرت من مخزونها المواد الإغاثية التي أرسلت في رحلتين جويتين أمس وقبله بعد ساعات، مؤكداً أن التحدي الأكبر أمام هذه الجهود هو الوصول إلى اللاجئين الذين يفرون يومياً من السودان إلى دول مجاورة مثل تشاد ومصر.

وأكد سابا أن الوضع في السودان حرج وسيئ مع وجود احتياجات داخل البلاد وخارجها، حيث ينزح الآلاف إلى الدول المجاورة، مشيراً إلى أن إرسال الشحنات الجوية إلى مطارات تشاد يهدف إلى ضمان وصول المساعدات إلى النازحين داخل البلاد وأولئك الذين يلتمسون اللجوء في تشاد.

وأضاف: “وبالمثل، هناك حركة نزوح ولجوء إلى مصر من السودان، ويكمن التحدي في تقديم المساعدة لجميع المحتاجين حالياً، نقطة الدخول الوحيدة هي بورتسودان، لكنها يمكن أن تصبح مزدحمة”.

كما أكد أن ثمة جهوداً دولية تبذل للتخفيف من هذه المشكلة وإنشاء نقاط دخول متعددة، غير أن كمية المساعدات المطلوبة لا يمكن التنبؤ بها بسبب الوضع المتغير باستمرار، حيث تقدر المفوضية الحاجة إلى المساعدة بمئات الآلاف، تشمل الاحتياجات الأساسية للنازحين المأوى والغذاء والمياه والصرف الصحي.

وقال المدير التنفيذي للمدينة: “سبق أن سيرنا هذا العام مع الشركاء والأعضاء في المدينة رحلات عدة وجسوراً جوية إلى سوريا وتركيا على سبيل المثال، ونعمل على دعم الجهود الإغاثية الدولية في تقديم المساعدات إلى المحتاجين عبر تشاد ودول أخرى، بما في ذلك السودان، وكما في كل أزمة، تم إنشاء ممرات إنسانية وتركز مختلف الجهات العاملة في المجال الإنساني على التركيز عليها لإيصال المواد الأساسية”.

 

مساعدات إماراتية إلى السودان

تدابير

وأشار المدير التنفيذي إلى العديد من التحديات لإيصال المساعدات إلى داخل السودان لإغاثة المتضررين من الأحداث الدائرة هناك، أبرزها القيود اللوجستية بالنسبة للعاملين في هذا المجال، ثم عدم توفر وقود الطائرات بشكل كاف داخل المطارات التشادية.

مما يتطلب في بعض الأحيان تقليل إمدادات الإغاثة لاستيعاب كمية إضافية من الوقود، ولكن في مثل هذه الحالات يتم استخدام تدابير المراقبة الدقيقة وتقليل المخاطر لمساعدة أكبر عدد ممكن من الناس، حيث إن دور المدينة يركز على تسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية العاجلة وقيادة التنسيق بين الشركاء.

وتوقف سابا عند تحد آخر وهو تقدير الكمية الدقيقة المطلوبة من المساعدات بسبب موجات النزوح واللجوء المتواصلة إلى دول أفريقية مجاورة، لافتاً إلى بذل جهود لتلبية احتياجات أولئك الذين بقوا داخل السودان على الرغم من صعوبة تقييم احتياجاتهم بدقة. وختم جوسيبي سابا حديثه بالقول: “الأمل النهائي هو أن يعم السلام وتحل أزمة النزوح”.

احتياجات

من جانبه، قال حسام شاهين رئيس شراكات القطاع الخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى مفوضية اللاجئين، خلال إجراءات تحميل المساعدات في مطار آل مكتوم، إن هناك أكثر من 135 ألف نازح ولاجئ سوداني منذ اندلاع الأحداث الأمنية هناك، وإن هذا العدد يمكن أن يتضاعف كثيراً ويصل إلى نحو 880 ألف نازح ولاجئ إذا ما استمر الصراع في السودان لستة شهور أخرى.

ولفت إلى تواجد مفوضية اللاجئين على حدود السودان مع خمس دول أفريقية لمساعدة السودانيين الفارين من مدنهم وقراهم، وأولئك الذين لجأوا إليها من دول أفريقية أخرى في وقت سابق ثم قرروا العودة إلى بلدانهم الأصلية نتيجة الأحداث الحالية.

وأشار إلى أنه في حال تفاقم أزمة النزوح واللجوء في السودان، فإن منظمات الأمم المتحدة بحاجة إلى أكثر من 425 مليون دولار لتوفير المساعدات الإغاثية على مدى ستة شهور، حصة مفوضية اللاجئين منها قرابة 200 مليون دولار.

وأعرب شاهين عن أمله أن يتحرك المجتمع الدولي بوتيرة أسرع للحد من تداعيات أزمات السودان الإنسانية، وتوفير الاحتياجات اللازمة لبقاء النازحين واللاجئين السودانيين على قيد الحياة، في وقت دعا فيه المجتمع .

كذلك إلى تقديم مبادرات إنسانية عاجلة مثل مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عندما وجه سموه مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية قبل عدة أيام بتقديم مساعدات عاجلة إلى السودان لإغاثة المتضررين من تداعيات الأحداث هناك.

وقال شاهين إن الإمارات دائماً سباقة في تقديم الدعم للمحتاجين بمن فيهم اللاجئون والنازحون بفعل الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية والأوبئة، وتوفير التسهيلات للمنظمات الإغاثية والإنسانية التي تعمل على أراضيها، ونخص بالذكر هنا المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي والتي تقدم للأعضاء الدعم اللوجستي وتحرص على تسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية العاجلة وقيادة التنسيق بين الشركاء.

حسام شاهين

وقال المسؤول الأممي: “في السودان ثمة أزمة إنسانية جديدة تزيد من ثقل الأزمات الإنسانية العالمية الأخرى، لكن الخصوصية في الأزمة السودانية أن هناك الكثير من النساء والأطفال والشيوخ باتوا بلا مأوى، وهم عالقون في مناطق طبيعية خطرة على حياتهم، خصوصاً أن البعض منهم ينام تحت الأشجار وفي مناطق جافة وحارة تعرض حياتهم للخطر، وعليه فنحن كمجتمع دولي وإنساني في أشد الحاجة أن نتحرك بأقصى سرعة”.

وهذا ما نحاول فعله من دبي مع إرسال طائرتين إلى تشاد محملتين بأكثر عن 110 أطنان من المواد الإغاثية الأساسية التي تسهم في بقاء المستفيدين منها على قيد الحياة قدر الإمكان، علماً أننا ما زلنا بحاجة إلى المزيد من المساعدات والجهود لتوفير الحماية والمساندة لمن يبيتون في العراء.

 

مساعدات إماراتية إلى السودان

 

مساعدات إماراتية إلى السودان

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن