بدون وجود إسرائيليّ على الأرض حماس ستقضي سياسيًا على عبّاس والسلطة خلال عشر دقائق

هنية عباس

نقل موقع (The Times of Israel) الإسرائيليّ اليوم الأربعاء عن مسؤول سياسيّ، وصفه بأنّه رفيع المستوى في تل أبيب قوله إنّه يُشكك بمصداقية المبادرة الفلسطينيّة التي تقودها السلطة ورئيسها محمود عبّاس، القاضية بالتوجّه إلى مجلس الأمن الدوليّ لتحديد موعدٍ نهائيٍّ لانسحاب الاحتلال الإسرائيليّ من المناطق التي احتلتها في عدوان حزيران (يونيو) من، وإنّ السلطة الفلسطينيّة قد تكون تتصرف ضدّ مصلحتها نكاية بإسرائيل فقط، على حدّ تعبيره.

ولفت الموقع في سياق تقريره إلى أنّه في خطاب له أمام الدول المانحة في مؤتمر إعادة إعمار غزة في الأسبوع الماضي، لم يذكر رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس تشرين الثاني (نوفمبر) 2016 تاريخًا نهائيًا لانسحاب القوات الإسرائيليّة (كما ورد في مشروع القرار).

مع ذلك، شدّدّ عباس على ضرورة تحديد إطار زمني لانسحاب إسرائيلي. وقال عباس: لا يستطيع شعبنا الفلسطيني والمنطقة ككل التحمل أكثر من ذلك. إنّ الوضع الإقليمي على حافة الهاوية، وتابع: لذلك، نُطالب المجتمع الدوليّ، أكثر من أي وقت مضى، دعم سعينا لاستصدار قرار في المجلس الأمن الدولي لتحديد موعد نهائي لإنهاء الاحتلال.

الجنرال في الاحتياط يعقوف عميدرور، الذي شغل في السابق منصب مستشار الأمن القوميّ لرئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو حتى تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، ويعمل حاليًا زميلاً بارزًا في مركز بيغين-سادات للدراسات الإستراتيجيّة في جامعة بار إيلان، قال للموقع إنّ نهاية الاحتلال قد تصبح نهاية السلطة الفلسطينيّة ورئيسها عبّاس. وتابع الجنرال عميدرور: من دون إسرائيل، لا يستطيع أبو مازن (عباس) وفتح الصمود حتى لعشر دقائق، مُضيفًا أنّ المشكلة هي أنهم لا يستطيعون قول ذلك.

لافتًا إلى أنّ سلوكهم العلنيّ، الذي تدفعه العاطفة أكثر من المنطق، سيؤدّي إلى نهاية حكمهم إذا انسحبت إسرائيل، التي لن تفعل ذلك بسبب مصالحها، على حدّ تعبيره. علاوة على ذلك قال عميدرور إنّ الهزيمة التي تلقتها فتح من حماس في الانتخابات الوطنيّة في عام 2006، وهي أخر انتخابات تمّ إجراؤها في السلطة الفلسطينيّة، وكذلك استيلاء حماس العنيف على قطاع غزة عام 2007، أثبتا قلة الدعم الذي يتمتع به عباس ورجاله على الأرض، على حدّ وصفه، مشيرًا إلى أنّ هناك فرقًا بين الخيال والواقع.

بالإضافة إلى ذلك، أكّد مستشار الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق على أنّه سواء كان الانسحاب الإسرائيلي سريعًا أوْ بطيئًا، فمن دون وجود إسرائيليّ على الأرض، لا توجد لعباس أيّة وسيلة واقعية للتغلب على الحركة الإسلامية الفلسطينية العازمة على تدميره، بحسب أقواله، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه سيكون على عبّاس ومقربيه التعامل مع عناصر إسلامية أكثر تطرفًا، ولا توجد لديهم قدرات إستخباراتية وأمنيّة حقيقيّة قادرة على الصمود أمام هذه العناصر، كما أكّد للموقع.

وأشار عميدرور إلى أنّ أكثر من 90 بالمائة من عمليات اعتقال عناصر حماس في الضفة الغربيّة تقوم بها إسرائيل، وليس السلطة الفلسطينية، موضحًا أنّ مهمة قوات الأمن الفلسطينيّة هي الحفاظ على القانون والأمن بشكل أساسي، ومؤكّدًا على أنّه بموجب اتفاقات أوسلو، يُحظر عليهم امتلاك أسلحة ثقيلة تستخدمها إسرائيل عادّة في الضفة الغربيّة، على حدّ قول الجنرال عميدرور. وتابع قائلاً إنّه من الواضح أنّه إذا تركت إسرائيل الأراضي الفلسطينيّة، ستكون قدرتهم على العمل محدودةً جدًا، ولكنهم لا يستطيعون التحدث عن مصالحهم الحقيقية، لأنّ ذلك سيضر بمكانتهم وبكرامتهم، على حدّ وصفه. ولفت عميدرور إلى أنّ عبّاس في الواقع تحدث مؤخرًا عن الخطر المحتمل الذي تشكله حماس على نظامهش.

بعد حصوله على معلومات إستخباراتية إسرائيلية من رئيس الشاباك يورام كوهين في شهر آب (أغسطس) عن مخطط لحماس للإطاحة به، كشف عبّاس عن نوايا حماس في اجتماع انفعالي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الثاني في الدوحة، حيث قال له إنّ حماس حاولت اغتياله في العام 2006. وقال عباس لمُضيفه القطري: منذ مجيء السلطة وهم يعملون لإفشالها وإسقاطها. عميدرور رأى أنّ هذه التقارير هي بمثابة دليلٍ آخر على حاجة عبّاس لإسرائيل، على حدّ قوله.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن