برغم جهودهم الكبيرة.. لماذا يفشل رواد أعمال هذه الأيام؟

برغم جهودهم الكبيرة.. لماذا يفشل رواد أعمال هذه الأيام؟

يوجد العديد من الأشياء المختلفة التي عليك تفهمها عند الإشارة إلى رواد الأعمال الحديثين، حيث يعتقد كثيرون أن رواد الأعمال في الماضي كانوا يواجهون صعوبة شديدة في التعامل مع الأزمات، إلا أن الدراسات والأبحاث التي أُجريت في الآونة الأخيرة أوضحت أن مُعدل الفشل الآن بات أعلى كثيراً مقارنة بالسنوات الماضية. هناك عدة أسباب وراء فشل الكثير من رواد الأعمال هذه الأيام.

يُقال إن تأسيس مشروع خاص الآن بات أسهل كثيراً من الماضي، بالنظر إلى التطور التكنولوجي وظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي التي ساعدت على جعل العالم قرية صغيرة، وجعلت تأسيس عمل خاص شديد السهولة؛ لأنك لست مُضطراً إلى أن يكون لك مقر خاص، أو إنفاق الكثير من المال لتوفير مساحات عمل يعمل بها فريق العمل، بإمكانكم العمل من بعد، والتواصل معاً عبر شبكات إلكترونية، إلا أن العديد من الأبحاث أثبتت أن ريادة الأعمال في عصرنا هذا ليست سهلة أو بسيطة أبداً، وأن العديد من المشاريع الخاصة تحقق فشلاً ذريعاً بعد فترة قصيرة من انطلاقها، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب.

وإذا كنت أحد رواد الأعمال وتريد أن تتجنب الفشل والوقوع في مشاكل؛ فإليك مجموعة من الأسباب التي تفسر فشل رواد الأعمال هذه الأيام:

نقص المعرفة المُتخصصة

يكون لدى أغلب رواد الأعمال المعاصرين فكرة رائعة ومميزة، لكنهم يفشلون فشلاً ذريعاً عند الإشارة إلى كيفية تنفيذها. نحن بحاجة إلى فهم أنه من الضروري أن نكون مُلمين بكل تفاصيل المجال الذي نسعى إلى العمل فيه، قبل أن نتوغل بداخله، سيساعدك ذلك على الاستعداد لأي صدمة تتعرض إليها، وتجنب الإخفاقات والانهيارات المختلفة.

على سبيل المثال، ماذا تعرف عن سوق العقارات؟ هل تعرف ما هي الشركات الرئيسية والكبرى التي تعمل في منطقتك في هذا المجال؟ وهل تعرف مقدار الأموال التي يتقاضاها وكيل العقارات؟ إذا كنت لا تعرف هذه الأشياء، فلا تفكر في تنفيذ أحد المشاريع الخاصة بالعقارات، لأنك سوف تفشل فشلاً ذريعاً.

قبل أن تنفذ فكرتك على أرض الواقع، عليك أن تكون مُلماً بكل التفاصيل الخاصة به، وأن تُحدد ما هي الشركات المنافسة، وما هي الوسائل التي عليك اتباعها من أجل الترويج للمشروع، وما هي الوسائل الدعائية التي عليك اتباعها من أجل الانتشار.

نقص المهارات الإدارية

عند بدء عمل تجاري، فإنك ستكون بحاجة إلى مساعدة. لا يمكنك أن تفعل كل شيء بمفردك، ما يعني أنك ستصبح قائداً للفريق بشكل تلقائي. إذا كنت لا تعرف كيفية إدارة الفرق، سوف تغرق وتفشل. من الضروري أن تختار موظفين مناسبين، وأن تضم أشخاصاً أكفاء إلى فريقك؛ من أجل الوصول إلى المستوى المنشود، وحتى تُحقق الهدف الذي تحلم به. وللقيام بذلك؛ عليك تعلم فنون ومهارات الإدارة، وأن تتحلى بالذكاء الاجتماعي الذي يسمح لك بالتعاون مع الجميع بطريقة جيدة، وأن تحمس الموظفين؛ حتى يكونوا أكثر إنتاجية.

وتتمثل مهارات القيادة في القدرة على اتخاذ القرارات، وعدم التردد في القيام بأمور مختلفة وخارجة عن المألوف، والتفكير بطريقة مُبتكرة، والقدرة على تفويض المهام؛ لأنك كقائد ليس عليك اتخاذ كل القرارات والقيام بكل المهام.

الافتقار إلى مهارات المحاسبة

تحتاج إلى مهارات في المحاسبة، غالباً ما تفشل العديد من الشركات بسبب افتقارها إلى مهارات المحاسبة. بجانب المحاسبة، تحتاج المؤسسات والمنظمات إلى معرفة كيف تدير العمل الذي تكون بصدد إطلاقه من وجهة نظر مالية بشكل صحيح. ما يعني أن تعرف كيف تحسب التكاليف بشكل صحيح، وأن تعرف كيفية تقليل التكاليف وكيفية زيادة الأرباح. تأكد أنه بمجرد أن يكون لديك معرفة بالإدارة المالية، يمكنك التأكد من أن قراراتك لن يكون لها تأثير سلبي على عملك.

في كل الأحوال، كل شيء يتلخص في المعرفة. يفشل رواد الأعمال المعاصرون؛ لأنهم ليست لديهم معرفة حقيقية بالمجال الذي هم بصدد الانخراط فيه، ما يجعلهم غير قادرين على منافسهم غيرهم، ويعجزون عن التصدي للمشاكل وحلها بطرق مُبتكرة خارج الصندوق. تذكر أنك كرائد أعمال؛ فإن كل ما تحتاج إليه في البداية هو فهم كل شيء، والإلمام بكل مجريات الأمور قبل اتخاذ قرار جيد من شأنه إحداث تأثير إيجابي.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن