تحريم زواج المتعة يشعل أزمة في الكويت

تحريم زواج المتعة يشعل أزمة في الكويت

استاذ في كلية الشريعة يجيب على سؤال لإحدى الطالبات عن حكم الشرع في زواج المتعة، بالتحريم، قبل أن تتقدم الطالبة بشكوى ضده لرئاسة الجامعة.

الكويت / الوطن اليوم

تشهد جامعة الكويت جدلاً حاداً ينذر بأزمة طائفية بين سنة وشيعة البلد الخليجي، بعد أن وصلت إجابة مدرس لإحدى طالباته عن زواج المتعة إلى رئاسة الجامعة ووسائل الإعلام ونواب مجلس الأمة (البرلمان)، لتتصدر القضية اهتمامات الكويتيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان الأستاذ في كلية الشريعة، الدكتور محمد الهجاري، قد أجاب على سؤال لإحدى الطالبات في كلية الهندسة والبترول خلال تدريسه مقرر “ثقافة إسلامية” عن حكم الشرع في زواج المتعة، بالتحريم، قبل أن تتقدم الطالبة بشكوى ضد الهاجري لرئاسة الجامعة.

وتصاعدت القضية بشكل لافت منذ يوم الخميس الماضي، وحتى اليوم الاثنين، حيث قال الناطق الرسمي باسم جامعة الكويت فيصل مقصيد في بيان صحفي إن الإدارة الجامعية أنهت ندب الهجاري وأسندت مهمة تدريس المقرر لأحد أعضاء هيئة التدريس بالكلية.

وأضاف مقصيد في بيانه أن الإدارة الجامعية استنكرت الحادثة وما تم تداوله بشأنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، معتبرةً أن إجابة الهجاري تعد إثارة لبعض المواضيع والقضايا الطائفية.

وذكر أن الإدارة الجامعية “ترفض رفضاً قطعياً هذا الأسلوب الذي يخدش بل يؤثر على مقدرات الوحدة الوطنية”، وأنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق ودراسة تداعيات هذه القضية، للوقوف على حقائقها و”عدم تكرار هذا النهج اللامسؤول الذي يمس بالمعتقدات الدينية.

لكن الدكتور الهجاري رفض قرار منعه من التدريس، وقال في سلسلة تغريدات على موقع “تويتر” “سأقوم بإكمال المقرر حتى يأتيني كتاب رسمي بإلغاء الانتداب.. كل ما أثير ضدي من شائعات وأقاويل لاتمت للحقيقة بصلة بل هي افتراءات !! كل ما أطالب به هو لجنة تحقيق محايدة”.

وتابع الهجاري كلامه قائلاً “لا نخشى في الله لومة لائم !! زواج المتعة أجبت عليه في المحاضرة بأنه باطل باطل باطل، هذا ماأدين الله به رضي من رضى وسخط من سخط.. تقدمت بشكوى ضد الطالبتين اللاتي سجلتا المقطع المبتور من للمحاضرة بهدف إدانتي وإثارة الطائفية !!”.

ووصلت القضية المثيرة إلى نواب مجلس الأمة الذين بدوا منقسمين حولها، فبينما طالب نواب شيعة بالتحقيق في القضية ومساءلة وزير التربية والتعليم العالي بدر العيسى عنها، دافع نواب سنة عن الهجاري وطالبوا بسماع رأيه قبل اتخاذ أي قرار، بحسب ما أوردت وسائل إعلام محلية اليوم الاثنين.

وعلى موقع “تويتر” كان الجدل محتدماً بين الكويتيين بشكل واضح، إذا اعتبر مغردون أن إجابة الهجاري تعد إساءة للشيعة في الكويت، رأى مؤيدو للهجاري أن إجابته تمثل المذهب السني الذي يحرم زواج المتعة في بلد يراعي قانونه المذهبين الإسلاميين.

لكن شبكة “إرم” الإخبارية رصدت الكثير من تعليقات الكويتيين الذين يدعون إلى انتظار نتائج التحقيق بدل إثارة حادثة فردية بما يهدد الوحدة الوطنية في البلاد، مع الدعوات الواضحة لعدم الانجرار خلف تصريحات النواب والسياسيين.

ويشكل العيش المشترك بين سنة وشيعة الكويت نموذجاً هو الأفضل من بين دول الجوار، إذا يراعي القانون الخصوصية الدينية للطائفتين، ويسمح لجميع الكويتيين بتقلد أعلى المناصب في مؤسسات البلاد التشريعية والتنفيذية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن