تحليلات إسرائيلية: اجتياح بري لـ “قطاع غزة” ستحدده أحداث الأيام المقبلة

تحليلات إسرائيلية: اجتياح بري لـ
تحليلات إسرائيلية: اجتياح بري لـ "قطاع غزة" ستحدده أحداث الأيام المقبلة

بدء جولة التصعيد العسكري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس في غزة، بإطلاق صواريخ باتجاه القدس “فاجأ الجيش الإسرائيلي”، وفقا لمراسل صحيفة العسكري لـ (يديعوت احرونوت) العبرية، يوسي يهوشواع، اليوم الأربعاء.

ولم يقدر الجيش الإسرائيلي أن وجهة حماس نحو حرب وأن ضربة البداية ستكون بهذا الشكل. وبعدما استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي برجا سكنيا في قطاع غزة، مساء أمس، “قدّر ضابط كبير في هيئة الأركان العامة أن حماس ستطلق صواريخ باتجاه وسط إسرائيل، لكنه، هو وآخرين، لم يصدقوا أن الرشقة الصاروخية ستشمل أكثر من 100 مقذوف وبوتيرة إطلاق نار كهذه. وهذا إخفاق استخباراتي من حيث رصد نوايا العدو وأيضا من حيث تقدير قدراته”.

شاهد.. فنربخشه التركي ولاعبوه يتضامنون مع فلسطين

وأشار يهوشواع إلى أن الهدف الذي حدده رئيس أركان الجيش الإسرائيلي للعدوان الحالي على غزة هو “عدم الاكتفاء بإعادة الردع وإنما تعزيز الردع. لذلك، وإثر النتائج غير المرضية حتى الآن، يتوقع أن تستمر العملية العسكرية فترة حتى الوصول إلى الإنجاز المطلوب، (لكن) علينا الاعتراف أن نقطة البداية الإشكالية ستضع مصاعب أمام الغاية الطموحة”.

وكتب المحلل العسكري في الصحيفة، أليكس فيشمان، “أننا في حرب. وهذه ليست جولة ولا أيام قتالية. شلّ المطار، استهداف بنية تحتية إستراتيجية لشركة أنبوب إيلات – أشكلون، استهداف مكثف لمراكز سكانية، هي حرب بين إسرائيل وحماس”.

وأضاف فيشمان أن إسرائيل رفضت توجهات دولية لوقف إطلاق النار، وأن هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي صادقت، مساء أمس، على “درجات تصعيد أخرى في القتال من دون تاريخ لنهايتها. وعلم الضباط لدى خروجهم من المداولات أن وسط إسرائيل سيتعرض لرشقات صواريخ بعد وقت قصير. وهذا لم يكن تكهنا. وكان واضحا أن القرار الذي اتخذ في إسرائيل بإسقاط مجموعة أبراج سكنية ومبان مركزية في مدينة غزة وتشمل منشآت ومكاتب الحركة، سيؤدي إلى استلال السلاح المطلق من جانب حماس”.

وصادق الجيش الإسرائيلي، خلال المداولات أمس، على بدء المرحلة الثانية من عدوانه على غزة، الذي شمل اغتيال عدد من قيادات الفصائل في غزة وتشديد الغارات في القطاع. وأضاف فيشمان أن “حماس سجلت لنفسها إنجازات أيضا. فنظام القيادة والتحكم لم يتضرر. قيادتها العسكرية لم تُستهدف، وتسيطر على وتيرة ونوعية إطلاق المقذوفات. وحماس لم تستل حتى الآن سلاحها الجديد، مقذوف يطلق عليه اسم ’رعد’، قادر على اختراق الإسمنت بواسطة رأس حربي ثقيل جدا. ومداه محدود لكن يفترض أنه فتاك”.

وتابع فيشمان أن “القرار، في المستوى العسكري الإسرائيلي على الأقل، يقول إنه طالما لا تنشأ فجوة كبرة بين إنجازات الجيش الإسرائيلي وإنجازات حماس، فإن القتال سيشتد. وهذه توصية الجيش للمستوى السياسي أيضا. وواضح لقادة الجيش أنه ليس حماس فقط تنظر إلى أداء الجيش الإسرائيلي وإنما أيضا حزب الله، السوريون، الإيرانيون. وإنجاز كبير هو مسألة كرامة قومية. وهذه حاجة إستراتيجية”.

من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة (هآرتس)، عاموس هرئيل، إلى أن “الرشقة الصاروخية غير المسبوقة بحجمها نحو وسط إسرائيل، وهجمات جوية واسعة في قطاع غزة، تقرب إسرائيل وحماس إلى عتبة حرب جديدة. وسكان وسط البلاد لم يختبروا أبدا تجربة كهذه، المعروفة جيدا لسكان الجنوب والشمال، بأن تدوي صفارات الإنذار طوال ساعة تقريبا، وسقوط مقذوفات واعتراض الكثير منها. ويتوقع أن تكون الضغوط هائلة على الحكومة للرد بشدة. والقتل المتوقع في كلا الجانبين سيزيد من خطر الحرب”.

واعتبر هرئيل أن التغيير الأساسي الآن، مقارنة بجولات مواجهة سابقة، “يتعلق بقرار حماس بتحمل المسؤولية الصراع على القدس… وفي معظم الجولات منذ عملية الجرف الصامد، عام 2014، سيطر منطق واحد وكان مفهوما لدى جانبي الحدود: الهدف هو التوصل إلى إنجازات قصوى خلال فترة زمنية محدودة، حتى يومين غالبا، ومن دون كسر القواعد بشكل يستوجب معركة طويلة”.

وأضاف أن “هذه المرة، بالنسبة لإسرائيل، تجاوزت حماس قواعد اللعبة منذ إطلاق الصواريخ على القدس، ولذلك كان رد إسرائيل أشد حقا”.

وتابع أن خطة الجيش الإسرائيلي الأصلية سعت إلى الامتناع عن اجتياح بري للقطاع، لأنه مقرون بسقوط قتلى في صفوف الجيش. “وفي الأيام المقبلة، قد يتم استدعاء واسع لقوات الاحتياط، ونشر وحدات قتالية عند حدود القطاع. وحسب ما هو معلوم حتى الآن، لم يتم اتخاذ قرار بتنفيذ اجتياح بري. ويبدو أن هذا الأمر ما زال متعلقا بشدة القتال وعدد الإصابات والقتلى في الأيام المقبلة”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن