ترامب يتعهد بنقل سلس للسلطة ويرغب بإصدار عفو عن نفسه

ترامب يتعهد بنقل سلس للسلطة ويرغب بإصدار عفو عن نفسه
دونالد ترامب

دان الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب أحداث العنف التي شهدها مبنى الكونغرس الأربعاء، وقال إن من شاركوا فيها لا يمثلون الولايات المتحدة وسيدفعون الثمن، وفق تعبيره.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) عن مصدرين قولهما إن ترامب طرح على مساعديه في الأسابيع الأخيرة رغبته في أن يصدر عفوا عن نفسه، يأتي ذلك وسط تصاعد الدعوات في الكونغرس لعزله.

من جانبه، اتهم الرئيس المنتخب جو بايدن الرئيس المنتهية ولايته بتحريض الرعاع وإرهابيين محليين على اقتحام الكونغرس والاعتداء على إرادة الشعب، لكن بايدن لم يحدد موقفه فورا من مطالب تنحية ترامب.

وقال ترامب في كلمة نشرها عبر تويتر بعد انتهاء الحظر الذي فرض عليه إنه سيتم تنصيب إدارة جديدة في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.

وتعهد بضمان انتقال سلس ومنظم للسلطة، وذلك بعدما صدق الكونغرس على نتائج الانتخابات الرئاسية، ولم يشر ترامب في كلمته إلى الرئيس المنتخب جو بايدن.

وأشار الرئيس المنتهية ولايته في كلمته إلى أن حملته سلكت كل الطرق القانونية للطعن في نتائج الانتخابات، وأن هدفه الوحيد كان التأكد من نزاهة الانتخابات، على حد تعبيره.

ووصف ترامب هذه اللحظة بأنها لحظة للتعافي والتصالح، مشيرا إلى أن عام 2020 كان عاما مليئا بالتحدي لسكان الولايات المتحدة، لافتا إلى أن هزيمة جائحة فيروس كورونا وإعادة بناء ما وصفه بأعظم اقتصاد على وجه الأرض تتطلبان العمل مع بعضنا البعض.

ونقلت سي إن إن (CNN) عن مستشار بالبيت الأبيض أن كلمة ترامب جاءت على خلفية تهديدات باستقالات ومحاكمة برلمانية محتملة.

ترامب طالب المتظاهرين أمام الكونغرس الأربعاء بالعودة إلى منازلهم لكنه ندد الخميس بأعمال العنف وتبرأ منهم (الجزيرة)

عفو رئاسي

في هذه الأثناء، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن إصدار ترامب عفوا عن نفسه سيكون خطوة أولى من نوعها في التاريخ الأميركي إذا أقدم عليها الرئيس المنتهية ولايته.

وأضافت الصحيفة أن ترامب قال لمستشاريه أثناء عدة مناقشات منذ يوم الانتخابات في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إنه يفكر في إصدار عفو رئاسي عن نفسه، كما سألهم أيضا عما إذا كان يجب عليه القيام بذلك، وعن الأثر السياسي أو القانوني المترتب على القرار.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان ترامب قد بحث الموضوع مجددا مع مساعديه بعد اقتحام الكونغرس الذي أدى إلى دعوات عديدة أطلقها مشرعون من أجل عزل ترامب وتفعيل التعديل الـ25 من الدستور.

وتنص المادة الـ25 على أنه في حال وفاة الرئيس أو استقالته أو عزله يصبح نائب الرئيس رئيسا للبلاد.

ويسمح التعديل بإقالة الرئيس إذا صوتت أغلبية الثلثين في مجلسي الكونغرس على ارتكابه خيانة أو جريمة كبرى.

وفي السياق، نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن مصادر أن ترامب سأل محامين -بمن فيهم مستشار البيت الأبيض القانوني بات سيبولوني- عن سلطته في العفو عن نفسه.

وأضافت المصادر أن ترامب استفسر عن تبعات قانونية وسياسية يمكن أن تترتب على العفو عن نفسه.

مطالبات بالعزل

في غضون ذلك، دعت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) في افتتاحيتها إلى عزل ترامب من منصبه، لأنه المسؤول عن الهجوم على مبنى الكونغرس.

وتضيف الصحيفة أن ترامب تمادى في رفض نتيجة الانتخابات، وواصل تحريض أنصاره بشكل لا يمكن تصوره، وعليه تقع مسؤولية الفتنة التي حدثت.

وقالت افتتاحية الصحيفة إنه ثبت أن استمرار ترامب في المنصب يشكل خطرا كبيرا على الديمقراطية الأميركية، وستبقى البلاد في خطر ما دام هو في البيت الأبيض.

وتختم الصحيفة افتتاحيتها بأن القواعد والأعراف والقوانين وحتى الدستور نفسه لا تمثل أي شيء إلا إذا كان الناس يؤمنون بها، وهذا الإيمان هو صمام الأمان.

وجاءت افتتاحية الواشنطن بوست بعد يوم من اقتحام أنصار لترامب مبنى الكونغرس، في حادث وصف بأنه غير مسبوق في الديمقراطية الأميركية، مما دفع عددا من المشرعين الديمقراطيين إلى التقدم بمشروع قانون لعزل ترامب، وتفعيل التعديل الـ25 من الدستور الأميركي والذي يتعلق بتنحية الرئيس.

معارضة العزل

وقد نقلت شبكة سي أن بي سي (CNBC) عن مصادر أن أعضاء في إدارة ترامب أجروا نقاشات لعزله خلصت إلى عدم المضي قدما في ذلك بسبب استغراق الإجراءات أكثر من أسبوع.

وأضافت الشبكة أن وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الخزانة ستيف منوشين كانا ضمن وزراء الإدارة الذين بحثوا بشكل غير رسمي إمكانية تفعيل التعديل 25 من الدستور لعزل ترامب.

وأشارت المصادر إلى أن المشاركين في نقاشات عزل ترامب تخوفوا من أن عزله يمكن أن يزيد التوتر ويجعله بطلا لليمين المتطرف على حد قولهم.

كما نقلت الشبكة عن مسؤول كبير سابق قوله إن الخطة الآن هي ترك ترامب يكمل مدته وسيأتي وقت تتم فيه محاسبة ترامب وليس شرطا أن يكون ذلك خلال الأيام المتبقة له في الحكم.

من جهته نقل موقع أكسيوس (Axios) عن مسؤولين كبيرين للأمن القومي قولهما إنهما وزملائهما قرروا تحدي أي طلبات من الرئيس يعتقدون أنها ستعرض الأمة للخطر أو تخالف القانون.

وفي هذا السياق، نقل موقع بيزنس إنسايدر (Business Insider) عن مستشاري مايك بنس نائب الرئيس الأميركي أن بنس يعارض اللجوء إلى التعديل الـ25 من الدستور لعزل ترامب.

وأضاف الموقع أن بنس وأعضاء فريقه قلقون أيضا من أن اللجوء إلى المحاكمة البرلمانية قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى والانقسام الحزبي في البلاد.

وأشار الموقع إلى قلق بنس وفريقه كذلك من أن اللجوء إلى المحاكمة البرلمانية قد يعرض للخطر تطلعات بنس السياسية للترشح للبيت الأبيض في عام 2024.

بدورها، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر إن نائب الرئيس بنس لم يرد على اتصالاتهما لطلب تفعيل التعديل الـ25 للدستور.

وقد دعت بيلوسي إلى تفعيل التعديل الـ25 في الدستور لتنحية الرئيس ترامب.

وأضافت أنها تضم صوتها إلى صوت زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لحث نائب الرئيس على إقالة ترامب عبر مواد الدستور.

كما قالت بيلوسي في مؤتمر صحفي إن ما يجب استخلاصه مما حدث في الكونغرس هو توخي الحذر، لأن الفاعلين بزعامة ترامب لا يكترثون لسلامة الآخرين ولمبدأ نقل السلطة سلميا.

وأضافت أن “ترامب خطر على بلدنا، ويجب عدم منحه أي فرصة لتعبئة مناصريه”.

ودعا زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي الخميس إلى تنحية الرئيس المنتهية ولايته في الحال، بسبب تحريضه أنصاره الذين اقتحموا مبنى الكونغرس الأربعاء على تنفيذ “تمرد”.

وقال شومر إنه “لا ينبغي للرئيس أن يبقى في منصبه ولو ليوم واحد بعد الآن”، مهددا بمحاكمة ترامب في الكونغرس بهدف عزله إذا لم تبادر حكومته إلى تنحيته بموجب التعديل الـ25 للدستور، والذي يجيز لنائب الرئيس وأغلبية أعضاء الحكومة إقالة الرئيس إذا وجدوا أنه “غير قادر على تحمل أعباء منصبه”.

كما دعا السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن إلى عزل ترامب، وشبه استمراره في منصبه بقنبلة موقوتة تهدد “الجمهورية”.

وطالب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب غريغوري ميكس بعزل الرئيس ترامب من السلطة من خلال تفعيل التعديل الـ25 من الدستور أو محاكمته دستوريا.

وقال في بيان إن ترامب -الذي أشعل فتيل العنف وشجع على التمرد، مما أدى إلى حصار الكونغرس- أكد أنه يشكل خطرا واضحا على الولايات المتحدة.

وانضم إلى الديمقراطيين النائب الجمهوري آدم كينزنغر الذي دعا إلى تفعيل التعديل الـ25 من الدستور الأميركي لإقصاء ترامب من السلطة.

وقال كينزنغر في مقطع فيديو على تويتر إن “كل المؤشرات تدل على أن الرئيس أصبح مضطربا ومنفصلا، ليس فقط عن تأدية واجبات منصبه أو حتى القسم، بل عن الواقع ذاته”.

استقالات ونأي

ودفعت أحداث الكونغرس العديد من موظفي إدارة ترامب إلى الاستقالة، فيما نأى عدد من المشرعين الجمهوريين بأنفسهم عن الرئيس المنتهية ولايته.

وأعلنت وزيرة التعليم بيتسي ديفوس استقالتها وذلك بعد ساعات فقط من استقالة وزيرة النقل إيلين تشاو من منصبها للسبب ذاته.

وقالت وزير النقل المستقيلة في موقع تويتر إنها اتخذت هذه الخطوة، لأن ما حصل في الكونغرس كان “حدثا صادما، وكان من الممكن تجنبه تماما (…)، وقد أزعجني كثيرا لدرجة أنني لا أستطيع تجاهله”.

كما أعلنت سارة ماثيوز نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض استقالتها، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تستحق انتقالا سلميا للسلطة.

وذكرت قناة “إيه بي سي” (ABC) أن سكرتيرة الشؤون الاجتماعية في البيت الأبيض ريكي نيسيتا استقالت هي أيضا من منصبها احتجاجا على اقتحام أنصار ترامب مبنى الكونغرس.

كما أعلنت ستيفاني غريشام كبيرة موظفي مكتب السيدة الأولى ميلانيا ترامب استقالتها من منصبها.

وأفادت شبكة “سي إن بي سي” (CNBC) بأن ميك مولفيني المبعوث الأميركي الخاص لأيرلندا الشمالية والقائم السابق بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض قدم استقالته من إدارة ترامب احتجاجا على أعمال العنف في مبنى الكونغرس.

كما أعلن عدد من أعضاء مجلس الأمن القومي ترك مناصبهم.

من جانبه، أعلن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام -الحليف المقرب لترامب- خلال الليل أنه لم يعد يسير خلفه “أنا خارج الموضوع، هذا كثير، كثير جدا”.

ودفع اقتحام الكونغرس القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي إلى توجيه انتقادات للرئيس ترامب، قائلا إن مظاهر التحريض على العنف تتعارض مع الهوية الأميركية، مما دفع البيت الأبيض إلى سحب ترشيحه للمنصب.

في هذه الأثناء، قالت شبكة “سي إن إن” الأميركية إن البيت الأبيض أقال المستشار الخاص بشؤون إيران في الخارجية الأميركية غابرييل نورونها بعد أن غرد أن ترامب غير لائق للبقاء في منصبه ولا بد من رحيله.

من جانبه، قال كبير موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي إنه كان سيصوت لصالح عزل الرئيس ترامب من منصبه في حال كان يشغل منصبا في الحكومة.

وأكد كيلي في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” أنه ينبغي على الحكومة أن تجتمع لبحث تفعيل التعديل الـ25 من الدستور، والذي ينص على حالات عزل الرئيس من قبل حكومته.

بايدن يتهم ترامب

من جانبه، قال الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن عمن اقتحموا الكونغرس الأربعاء قبل التصديق على فوزه في الانتخابات إنهم رعاع وإرهابيون محليون، متهما الرئيس بالتحريض على الاقتحام.

ووصف بايدن -في كلمة من مقره- أحداث الكونغرس بأنها الأسوأ التي شهدها تاريخ أميركا، معتبرا أنها “اعتداء على تاريخنا وعلى أهم المقدسات وعلى إرادة الشعب”.

واتهم ترامب صراحة بتحريض من وصفهم بالرعاع على مهاجمة الكونغرس والتعدي على إرادة الشعب الأميركي، مضيفا أن الرئيس المنتهية ولايته دفع الجيش لإطلاق القنابل المدمعة على الشعب.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن