تشاد : نجل الرئيس يرأس حكومة عسكرية انتقالية لإدارة البلاد بعد مقتل والده

تشاد : نجل الرئيس يرأس حكومة عسكرية انتقالية لإدارة البلاد بعد مقتل والده
تشاد : نجل الرئيس يرأس حكومة عسكرية انتقالية لإدارة البلاد بعد مقتل والده

أعلن الجنرال أزيم برماندوا أغونا، المتحدث باسم الجيش في تشاد، مقتل الرئيس إدريس ديبي عن عمر يناهز (68 عاما) بعد يوم من فوزه بولاية رئاسية سادسة.

ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن المتحدث قوله في بيان بثته الإذاعة الحكومية إن ديبي قتل في معركة ضد متمردين. وأضاف المتحدث أن مجلسا عسكريا سوف يحكم البلاد لمدة 18 شهرا. وقال أغونا: “الرئيس إدريس ديبي لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يدافع عن وحدة بلاده على أرض المعركة” . وأضاف أن محمد إدريس ديبي اتنو، ابن الرئيس الراحل سوف يترأس الحكومة العسكرية الانتقالية لمدة 18 شهرا. وجرى حلّ الحكومة والجمعية الوطنية. وبدلا من الدستور الحالي سوف يتم الإعلان عن ميثاق انتقالي بعد فترة قصيرة.

وزار ديبي، الذي كان كثيرا ما ينضم لجنوده في ساحات القتال بزي التمويه العسكري، القوات على جبهة القتال الإثنين، بعد أن تقدم متمردون متمركزون عبر الحدود الشمالية في ليبيا مئات الكيلومترات باتجاه الجنوب صوب العاصمة نجامينا.

وفي حين أكد المجلس العسكري الانتقالي أنه سيؤمن انتقالا ديمقراطيا للسلطة عبر انتخابات، اعتبر مراقبون أن استلامه السلطة بمثابة انقلاب. وقال دبلوماسي بارز من المنطقة: “علمنا من مصادرنا أنه كان بالفعل على جبهة القتال أو بالقرب منها. كان يحب الذهاب إلى جبهات القتال” . وأضاف الدبلوماسي أن رئيس البرلمان كان من المفترض أن يتولى السلطة بعد ديبي. وأوضح: “ذلك لم يحدث. وهذا في حد ذاته يعد انقلابا. سيستمرون في مواجهة التمرد. ديبي كان يتحكم في الكثير من الأمور في منطقة الساحل ووفاته ستعطل الأمور” .

ويذكر أن محمد إدريس ديبي، وهو جنرال يبلغ السابعة والثلاثين، على رأس المجلس العسكري. عن جوناثان أوفي أنسا رئيس تحرير مجلة “أفريكا بريفينغ” أن ما يجري في تشاد هو بمثابة انقلاب عسكري. وأشار إلى أنه لا يستبعد أن يكون ديبي قتل على يد أحد جنرالاته. ورأى أن إعلان الجيش عن مقتله خلال المعارك مع الحركات المسلحة ليس منطقيا، بعد أن قالت السلطات إنها نجحت في صد المتمردين عن العاصمة نجامينا.

وأعلنت وفاة ديبي عن عمر يناهز 68 عاما بعد يوم من إعلان السلطات الانتخابية في البلاد فوزه بفترة ولاية سادسة، بعد أن حصل على نحو 80٪ من الأصوات. وتم إعلان حالة الحداد لمدة 14 يوماً وإغلاق الحدود الجوية والبرية حتى إشعار آخر، وحظر تجوال بين الساعة السادسة مساء والخامسة صباحا بالتوقيت المحلي.

يذكر أن تشاد تشهد اشتباكات بين جنود تشاد ومتمردين مسلحين تابعين لجبهة التغير والوفاق في تشاد، الكثير منهم يعتقد أنهم جاءوا من ليبيا وقت إجراء الانتخابات الرئاسية في 11 نيسان/أبريل الجاري.

وحاول المقاتلون خلال الأيام الأخيرة التقدم نحو العاصمة، ولكن واجهوا مقاومة شديدة من جيش تشاد. وتعد جبهة التغير والوفاق في تشاد حركة متمردة عسكرية وسياسية تأسست عام 2016، وكانت تسعى لزعزعة استقرار حكومة ديبي، الذي كان يتولى السلطة منذ نحو 30 عاما.

في المقابل، توعد المتمردون بالوصول إلى نجامينا، وقال الناطق باسم جبهة التناوب والتوافق (فاكت) كينغابي اوغوزيمي دي تابول في اتصال هاتفي أجري معه من ليبرفيل: “نرفض رفضا قاطعا المرحلة الانتقالية (…) ننوي مواصلة الهجوم”. وكان الجيش التشادي والحكومة أكدا “القضاء” على قافلة المتمردين وقتل 300 منهم. وأضاف: “تشاد لا يحكمها نظام ملكي. يجب ألا يكون هناك انتقال للسلطة من الأب إلى الابن” . وتابع: “قواتنا في طريقها إلى نجامينا، لكننا سنترك ما بين 15 إلى 28 ساعة لأبناء ديبي لكي يدفنوا والدهم وفق العادات”.

وتنطوي تشاد، المستعمرة الفرنسية السابقة، على أهمية استراتيجية بالنسبة لأوروبا. ويتمركز جنود وطيارون فرنسيون على أراضيها لدعم تحالف دول “جي 5 الساحل” الذي يقاتل المتشددين الإسلاميين في المنطقة. وتنشط العديد من الجماعات المسلحة في منطقة الساحل. وبالإضافة إلى تشاد ومالي وموريتانيا، تشارك النيجر وبوركينا فاسو أيضا في التحالف العسكري.

إلى ذلك، شددت باريس على أهمية “الانتقال السلمي” للسلطة واصفةً ديبي إتنو بأنه “صديق شجاع”، بحسب ما أعلن قصر الإليزيه الثلاثاء. وتابع الإليزيه في رسالة التعزية أن باريس “تعرب عن تمسكها الثابت باستقرار تشاد ووحدة أراضيها”. وأضاف بيان الإليزيه أن فرنسا “تتقدم بالتعازي إلى عائلة الرئيس ديبي والشعب التشادي برمته. فقد فقدت تشاد رئيسا جهد دونما هوادة من اجل أمن البلاد واستقرار المنطقة على مدى ثلاثين عاما. لقد فقدت فرنسا صديقا شجاعا”. وتابع البيان أن فرنسا “تشدد على أهمية ان تتم المرحلة الانتقالية في ظروف سلمية وبروح من الحوار مع كل الأطراف السياسيين والمجتمع المدني والسماح بالعودة السريعة إلى حوكمة تشمل الجميع وتعتمد على المؤسسات المدنية”.

ونعى السودان، الثلاثاء، رئيس تشاد، مشيداً بإسهامه الفعال في خدمة قضايا القارة الأفريقية. وجاء ذلك في بيان صحافي لـ”مجلس السيادة” السوداني. وذكّر المجلس بـ”الأدوار الكبيرة التي قام بها الراحل في تعزيز العلاقات الأخوية بين السودان وتشاد” . كما نعى نائب رئيس “مجلس السيادة” السوداني محمد حمدان دقلو حميدتي، في صفحته الرسمية على “فيسبوك” الرئيس التشادي، مشيداً بـ “جهوده في تحقيق السلام بالسودان، إلى جانب إسهامه في خدمة قضايا القارة الأفريقية وتوثيق أطر التعاون بين شعوب المنطقة”.

كما أعرب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، عن تعازيه في رسالة نشرها عبر حسابه على تويتر، الثلاثاء. وقال أوغلو إنه تلقى ببالغ الحزن نبأ مقتل ديبي جراء الاشتباكات على خط الجبهة.

وأضاف: “ندين الهجمات ضد الحكومة، وأتمنى الرحمة من الله للمرحوم، وأتقدم بخالص التعازي للشعب التشادي الصديق والشقيق”.

وقدم البيت الأبيض “خالص التعازي” لشعب تشاد، وقال متحدث باسم البيت الأبيض في بيان “ندين أعمال العنف الأخيرة والخسائر في الأرواح في تشاد. نؤيد الانتقال السلمي للسلطة وفقا للدستور التشادي”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن