تفاصيل تكشف لأول مرة حول جريمة اغتيال مازن الفقها

مازن فقها

كشفت صحيفة تفاصيل لأول مرة عن جريمة اغتيال الأسير المحرر مازن فقها، حيث تبين أن العملية نفذتها خلية تابعة للموساد الإسرائيلي، وتمكنت أجهزة أمن بغزة من كشفها واعتقالها بالكامل، فيما كشف مصدر فلسطيني هوية القاتل ومنفذ العملية وهو أشرف أبو ليلة الذي تم تداول اسمه سابقاً.

وبحسب المعلومات التي أدلى بها حصرياً مصدر رفيع المستوى في غزة، فان القاتل كان مجرد فرد في خلية إسرائيلية يتجاوز عدد أفرادها العشرة، وجميعهم أصبحوا الآن في قبضة أجهزة أمن حركة حماس.

أما التفاصيل المتعلقة بالقاتل شخصياً فقد تبين أنه أشرف أبو ليلة وهو في الثلاثينات من عمره، ويسكن مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وكان في السابق عضواً في الجناح العسكري لحركة حماس كتائب القسام، لكنه طرد عام 2008 بسبب تجاوزاته الأخلاقية، وعدم احترام القانون والاعتداء بشكل غير مبرر على بعض المواطنين.

وذكر المصدر بعض التفاصيل المتعلقة باعتقال القاتل، مؤكدا أن أبو ليلة اعتقل بعد نحو 15 يوما من حادثة الاغتيال، لكنه حاول نفي ارتباطه بالجريمة بكل الطرق والوسائل، إلى أن تمكنت الأجهزة الأمنية من إثبات تورطه في الحادثة بالأدلة الدامغة.

ولفت المصدر إلى نجاح الأجهزة الأمنية في إلقاء القبض على كامل عناصر الشبكة المتورطة في الحادثة، والتي تولت عمليات الرصد والمتابعة والتوجيه والتمويل وتوفير السلاح الذي تم تنفيذ الجريمة به، مشيرا إلى أن عددهم يتجاوز الـ10، وهم متورطون في العملية بين تنفيذ مباشر وغير مباشر.

وكشف المصدر أن أبو ليلة ارتبط حديثا بجهاز الموساد الإسرائيلي، وأنه لم يمض على ارتباطه سوى عدة أشهر، لافتا في ذات الوقت أن ثمانية من المعايير التي وضعتها أجهزة حماس الأمنية في غزة لتطبيقها على المشتبهين في الحادثة تطابقت على أبو ليلة، وقادت إلى اعتقاله منذ البداية كأحد القتلة المفترضين.

وأشار المصدر إلى أن أحد العملاء الذين كلفوا بمراقبة فقهاء من خلال مكتب أقيم قبالة منزل الشهيد في حي تل الهوا بغزة، قاد إلى تأكيد تورط القاتل المذكور في تنفيذ حادثة الاغتيال بعد أن تم تعرف عليه.

وقال العميل المكلف بالمراقبة أنه تلقى اتصالا تليفونيا من ضباطه المشغلين في الموساد (يرجح أن الاتصال تم من طائرة استطلاع) يطلب منه ضرورة إخلاء المكان قبيل تنفيذ العملية بدقائق، وذلك بغية فصل حلقات التنفيذ عن بعضها بعضا، لكن العميل استطاع التعرف على كل من تواجد في المكان لحظة التنفيذ ومن ضمنهم المنفذ أبو ليلة، الذي شوهد يخرج من البناية السكنية التي يقطنها فقهاء زمن تنفيذ العملية، وهو ما تطابق مع ما تم تفريغه من كاميرات المراقبة التي كانت في المكان فيما بعد.

وقال المصدر: “القاتل تلقى تعليمات بإلغاء عملية الاغتيال والانسحاب من المكان عندما لوحظ أن الشهيد وصل بسيارته إلى مرآب السيارات أسفل البناية التي يسكن فيها برفقة زوجته وأطفاله، لكنه لم يستطع ايداعها داخل المرآب لوجود بعض سكان البناية يلعبون كرة التنس في المكان، وهو ما حذا به إلى الصعود إلى المنزل”.

لكن منفذي العملية توقعوا عودته لاحقا أسفل البناية كي يدخل السيارة إلى مكانها في المرآب، وهو ما حدث بالفعل، حيث كانت المجموعة المنفذة على رأسهم أبو ليلة تتمركز في المكان ونفذت عملية الاغتيال بإطلاق عدة رصاصات على الشهيد من مسدس كاتم للصوت، مستغلة حلول الظلام في المكان، ومن ثم انسحبت فوراً.

وأكد المصدر المقرب من التحقيق أن كل من تورط في عملية الاغتيال جرى القبض عليه وسيجرى محاكمتهم جميعا وفق “القانون الثوري”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن