“تفاهمات حماس ودحلان” سيناريو جاهز وقائم حال فشل المصالحة

لقاء بين قيادة حماس وتيار دحلان في القاهرة

اتفاق المصالحة الذي جرى التوقيع عليه في القاهرة، يبدو أكثر جدية مما كان عليه سابقاته، رغم ملامسته لمجموعة من الألغام التي تعترضه، وآخرها التصريحات التي خرجت عبر وسائل الإعلام، خاصة المتعلقة منها بنسبة تمكين الحكومة والتي تباينت ما بين 5% وعشرة أمثالها، والتصريحات المتعلقة بملف الموظفين التي طالبت بتسريح موظفي حماس وإعادتهم لبيوتهم.

وفي ظل تغير خريطة المصالح في المنطقة، يبقى لنا الحق في أن نتساءل حول إذا ما كانت خريطة النوايا هي أيضًا تغيرت؟ وأي طرف من الأطراف يمكنه أن ينسف جهود المصالحة ويعود بمليوني فلسطيني في غزة إلى نقطة الصفر؟!

الكاتب والمحلل السياسي ناجي شراب يقول: إن “المصالحة في هذه المرة من حيث دوافعها وبيئتها والعوامل التي تدفع باتجاهها تختلف كليًا عما كان عليه الوضع في السابق، حيث لا يمكن لحماس أو فتح أن تتراجع عن قرار المصالحة في هذه المرحلة، لأن الأمر بالنسبة لهما مرتبط ببقاء كل منهما ومصداقيته وشرعيته”.

وأضاف شراب، “الأمر لا يمنع من وجود بعض الملفات المعقدة والشائكة، والتي تحتاج إلى جرأة في اتخاذ القرارات، ولا يمكن لأحد أن ينسى أن هناك بنية انقسام دام 11 عامًا”.

وتابع شراب “أنه إذا لم ترقَ القرارات إلى مستوى إيجاد حلول للعقبات الموجودة يمكن أن نعود إلى المربع الأول، أي أن احتمال عدم نجاح المصالحة أو تجمدها هو قائم ولا يمكن إنكاره، وفقط التعويل الآن على الدور المصري وضغطه في اتجه الوصول لحلول وسط لهذه الملفات المعقدة”.

وأشار إلى أنه من الوارد جدًا الدخول في سيناريو من الانتظار، والأيام القادمة يمكن أن تكون فيها إجابات واضحة على مستقبل عملية المصالحة.

وفيما يخص بقاء العقوبات حتى اللحظة، قال شراب: “إن العقوبات ليست ملفاً صعباً، ولا يمكن أن نضع العقوبات في مستوى الملف الأمني أو ملف الموظفين”، لافتا من وجهة نظره إلى كونها وسيلة من وسائل الدفع في اتجاه تمكين الحكومة للقيام بمسؤولياتها بالكامل، ومستدركًا في ذات الوقت أنها مؤشر سلبي في حد ذاته؟، ولكنها ليست ملفاً لا يمكن مناقشته.

وحول السجال الإعلامي الحاصل، لفت شراب إلى أنه خطوة غير صحية وتضر بالمصالحة، وأنه من المفترض أن يتم مناقشة القضايا الخلافية في دوائر مغلقة، طالما أن الكل يعترف بوجود تحديات ومعيقات وصعوبات تعترض المصالحة.

وأوضح على أن هذا السجال له سلبياته المباشرة على المواطن العادي، من حيث كونه يصيب المواطن بحالة من الإحباط التي تعيد إلى ذهنه الصورة التي كانت عليها المصالحة في السابق.

وفيما يتعلق بما نشرته صحيفة “عكاظ” السعودية، حول قيام تنظيم حزب الله بفتح حسابات مصرفية لقادة الحركة في الجزائر، ونفي الحركة للأمر، قال شراب: “لا يمكن أن تسير حماس في اتجاه والسلطة الوطنية في اتجاه آخر”.

وأضاف “أن حماس هي أحد مكونات النظام السياسي الفلسطيني، ومن حقها أن يكون لها مكاتب تمثيلية لكن لا يمكن أن ترقى لأن يكون لها سياسة خارجية مثلاً وأن تقيم تحالفات مع دول تتعارض مصالحها مع السلطة، الأمر الذي يحتاج قدراً كبيراً من التنسيق”.

وبسؤاله حول السيناريو المتوقع حال عدم نجاح المصالحة، رجح شراب الذهاب إلى خيار تفاهمات حماس مع مصر وتفاهمات حماس مع دحلان، من خلال إعادة بناء كينونة فلسطينية في قطاع غزة في إطار من الكل الفلسطيني، وهو السيناريو الأكثر توقعاً، منوُهًا إلى كونه سيناريو “قائم وجاهز”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن